جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 01:01 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

علاء البنا يكتب .. إيدولوجية بطن جائعة

علاء البنا
علاء البنا

ذات يوم قامت سيدة فقيرة بالاتصال على محطة تلفزيونية لتطلب من المسؤولين عن المحطة المساعدة لإعالة أولادها الصغار بعد وفاة زوجها، وكان هناك رجل ملحد يستمع للبرنامج وقت اتصال هذه السيدة، فقرر أن يتصل هو الآخر بالمحطة حتى يسخر من تلك المرأة .

تواصل الرجل الملحد مع مسؤولي القناة وأخذ منهم عنوان السيدة بحجة أنه يريد مساعدتها وإرسال الاموال إليها وإلى اولادها كل شهر، وبعد أن حصل على عنوانها أمر سكرتيرته الخاصة أن تقوم بشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية الاساسية، ومن ثم الذهاب بها إلى منزل السيدة .

ولكنه أمر السكرتيره أنه عندما تسأل المرأة عمن أرسل إليها هذا الطعام أن تجيب عليها السكرتيره أنها من الشيطان، وهكذا اتجهت السكرتيره إلى منزل المرأة، وأعطت المرأة الغذاء ..

كانت المرأة في قمة السعادة والفرح والامتنان لهذه المساعدة الكريمة التي تسلمتها، وبدأت بوضع كميات الطعام داخل منزلها الصغير، دون أن تسأل عن المرسل لهذا الطعام .وقفت السكرتيرة قليلاً تفكر ثم اقتربت من السيدة قائلة : ألا تريدين أن تعرفي من الذي أرسل هذا الطعام ؟ فأجابت المرأة الفقيرة في بساطة : أنا لا أهتم بذلك على الإطلاق، لأنه عندما يقرّر الله أمراً، فإنه يسخّر حتى الشياطين لفعله ...

تذكرت هذه القصة وانا اشاهد الصراعات السياسية والإيدولوجية والفكريه التي تنشب بين كثيرا من جماعات وأفراد العمل الأجتماعي الخيري هذه الأيام الصعبه والتي وصلت حد الأتهام بالرياء والمتاجرة والدعاية السياسية وتناسي الجميع وسط بحور ثقافتهم الرفيعة وخلافاتهم العميقه ان بطون الجائعين واجساد المرضي المنهكين لاتعرف صراع سياسة او فكر عقائدي ولن تنتظر انهاء حروب تصفية الحسابات...

ولن تصبر حتي ينتهي الأفنديه من مناقشات الصراع حول من أحق البرولتاريا ام النخبه ياساده لستم في حاجه لمعرفة اننا فعلا في نفس المركب وان حشود الموت تحملها الأمواج تمرح حولنا استقيموا وتناسوا الخلافات والأختلافات و الأحقاد ولو مؤقتا وليعلم الجميع أن ‏‎فيروس كورونا لم يتجاوز ضحاياه في شهرين 50 ألف ، وأعلن العالم حالةالطوارئ وخصص لمكافحته المليارات .

بينما الجوع يقتل مايزيد عن 8000 طفل كل يوم مع أن هناك لقاح يسمى الطعام! لكنهم لم يفعلوا له ضجة ولم يصرفوا له هذه المليارات وهويرى بالعين ولايحتاج ميكرسكوب! أتعلمون لماذا؟! لأنه لايقتل الأغنياء والمثقفين والمصفقين ..