جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 09:47 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الدكتور غانم السعيد .. يكتب: لاتستمعوا لغربان الفتنة

عميد إعلام الأزهر
عميد إعلام الأزهر

مع أزمة كورونا ظهرت أصوات في بعض البلاد العربية تسيء للمصريين المقيمين هناك، من خلال المطالبة بترحيلهم بطريقة مهينة، وفي الحقيقة هذه أصوات نشاز تحاول دائما أن تغرد خارج السرب، بقصد "التحريش" بين الأشقاء لإثارة البغضاء والفتنة ولن يستطيعوا لأن المصريين يسكنون في قلوب وعيون إخوانهم العرب، وبخاصة الخليجيون منهم.,الذين كنا نسمع منهم - في مجالسهم العامة والخاصة -كثيرا من ثنائهم العابق على دور مصر في نهضتهم وتقدمهم، وكانوا إذا ذكرت مصر في أي مجلس، أو لقاء رأيت في الوجوه ابتسامة، وفي العيون بريق الإبهار والإعجاب .

عشنا بينهم ومعهم سنين عدة، ولم نر منهم إلا كل التقدير والاحترام، ولا يزال لنا بينهم كثير من الأصدقاء الأوفياء الذين يحفظون لنا الجميل، ويقدرون كل ما قدمناه لهم من عطاء، ويتواصلون معنا في السراء والضراء، يفتخرون بمصر إذا انطلقت، ويحزنون عليها إذا انكفأت، يشعرون بالأمان إذا أمنت، وبالخوف والفزع إذا قلقت واضطربت، أيديهم إليها ممدودة بالخير والعطاء على مستوى الحكام والأفراد، فعلى مستوى الأفراد نجد جمعياتهم الخيرية تبني المعاهد والمدارس، وتقيم المساجد والمشافي، وتمد خطوط المياه، وتشيد محطات التنقية في قرى وعزب ونجوع مصر من غير من ولا أذى، ولكنه رد للجميل، وإحساس بالواجب. وعندي على ذلك ألف دليل وشاهد.

وإذا كان بعضنا قد شعر بالأذى من هذه الأصوات المتحشرجة النابعة من فطرة مريضة غير سوية لا تعرف شيئا عن أمانة الكلمة والمسئولية، فإن الأمانة تفرض علينا أن نتأمل الجانب المشرق الذي رأيناه في الشقيق الكويتي حينما ذهب بنفسه إلى(الحوش) ،الذي يستأجره منه المصريون ليقول لهم : لا تدفعوا إيجارا مدة هذه الجائحة ، وطعامكم وشرابكم على نفقتي الخاصة، وهذا الشقيق الكريم لا يمثل حالة فردية، ولكن هذه هي الأخلاق السائدة بين عامة الشعوب الخليجية وبخاصة مع أشقائهم المصريين.

وأما على مستوى الحكومات فلو لم يكن لهم إلا وقفة الملك فيصل، والشيخ زايد ، ورئيس الجزائر هواري بومدين ، رحمهم الله - في الاستعداد لحرب أكتوبر حتى تحقق النصر المجبد لكفاهم ذلك، واقرأوا التاريخ.

إن ما بيننا من روابط القربى، وأواسر المحبة ما يجعلنا ننظر إلى تلك الأصوات النشاز على أنها نعيق غربان، أو نقيق ضفادع. "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" .

د.غانم السعيد، عميد كلية الإعلام جامعة الأزهر .