جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 07:44 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد عبد الحي يكتب: العمل الريادي

محمد عبد الحي
محمد عبد الحي

منذ أن خلق الله الأرض وأنزل الإنسان فيها، أصبح لزاماً على الإنسان تعميرها وتحويل كل ما يمثل تحدي للإنسانية ألى شيء يعود بالنفع على الإنسانية جمعاء، فكما يقول التاريخ أن أول عمل صالح قام به الإنسان على الأرض دفن قابيل لجثة اخيه هابيل ففي هذا الموقف وبتوجيه من الله تعالى نرى أن الإنسان قد حول شيء قد يضر بالبيئة وهو جثة هابيل فبدلاً من أن تُترَك في الخلاء ليصيبها العفن وتخرج منها روائح كريهة تضر بمن يمر بها، دفنت لتتغذي عليها ديدان الأرض فيعود ذلك بالنفع على البيئة حيث بدفنها ستتغذى عليها ديدان الأرض التي تساعد علي تغذية التربة... ونري بعد ذلك وبتتوالى الأحداث أن مصر صاحبة الحضارة التي تصل بدايتها إلى جذور التاريخ والتي تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام بدأت بفكرة الملك "مينا" وهو أول من دعا إلى قيام دولة موحدة وإنشاء أول حكومة مركزية في التاريخ وتمر العقود حتى أتى إلى عالمنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقام بتوحيد الناس علي كلمة واحدة والحقيقة أن رسول الله (ص) قام بإنشاء دولة من لا دولة حيث كانت شبة الجزيرة العربية عبارة عن مجموعة من القبائل لا تعترف بمفهوم الدولة ولعل إقناع الناس بتغيير فكرهم وقناعاتهم هو أمر غاية في الصعوبة، كل هذه الأعمال العظيمة كانت منذ زمن بعيد ولكن التغيير لا يعترف بحدود الزمان أو المكان إن أردت التغيير يمكنك أن تغير في أي ظروف كانت فنحن نرى ما فعله والت ديزني وتأسيسه لإمبراطورية ديزني العملاقة حيث أسسها بمبلغ 500 دولار وهو زهيد جداً مقارنة بما وصلت إليه ديزني الآن فنحن جميعاً كبار وصغار نعلم جيداً معني ذلك المبنى الذي يشبه القلعة ودائماً يظهر في مقدمة أفلام الأطفال الشهيرة مثل ملكة الثلج، بيتر بان وحكاية لعبة....... وكثيراً من الأفلام التي تركت أثرها الباقي إلى الآن بقلوبنا، ثم نقترب أكثر بالزمن لنرى ما فعله بيل غيتس وأسطول مايكروسفت حيث إستطاع بيل غيتس الوصول بشركته مايكروسفت إلى قمة المجد وأبسط الأمثلة على ذلك أننا الآن نُسّير معظم أمور حياتنا بفضل جهاز كمبيوتر يحمل نسخة ويندوز تقدمه لنا شركة يمتلكها موظف بسيط يدعي بيل غيتس، لن نبتعد كثيرا لأننا سنقابل في طريقنا نيلسون الإنسان (نيلسون مانديلا) أن ما عانى منه مانديلا من سكان جنوب أفريقيا البيض كفيل بأن يعطيه الكثير من الأسباب لكي يقتل كل إنسان أبيض يعيش في جنوب إفريقيا، ولكن نرى هنا الفكر الريادي وإعلاء لمصلحة الوطن على مصلحة طائفة عرقية بعينها، أيضا في البرازيل بقيادة "لولا دا سيلفا" كان هناك حدث ريادي بكل تفاصيله حيث كانت البرازيل تعاني من تضخم و إنهيار إقتصادي وأصبحت تدين إلى صندوق النقد الدولي بحوالي 250 مليار دولار عام 2002 ولكن عقب تولي دا سيلفا السلطة عام 2002 وبحلول 2010 ومع انتهاء فترة ولاية داسيلفا أصبحت البرازيل تدين صندوق النقد الدولي بحوالي 14 مليار دولار، ما فعله دا سيلفا وبيل غيتس لا يختلف كثيراً عن ما فعله "جيف بيزوس" حيث كانت الإنتقادات تواجه بيزوس في بدايته حيث كان العالم أجمع مقتنع أنه لا يوجد طريق للشراء سوى من خلال التعامل بالأيدي ولكن نحن نرى الآن جيف بيزوس ممثلاً في شركة أمازون عملاق التجارة الالكترونية وأعتقد أنه لا يوجد منافس لها حتى الآن.

المشترك في هذا الأمر أن ما فعله كل شخصية هو نتيجة لمجهود جبار قام به كل شخص كل على طريقته الخاصة فهناك من صنعوا التاريخ وهناك من غيروا التاريخ وهناك من صنع حضارات وهناك من أضاف إلى حياتنا أشياء لا نستطيع الإستغناء عنها ، فنحن نرى الآن لولا ما فعله قابيل لأصبحنا نلقي بموتانا في الطرقات، أيضا قد وصل عدد الحكومات المركزية إلى أكثر من 190 حكومة وكل ذلك بفضل "مينا نارمر" موحد القطرين ، أيضاً نحن نعيش في ظل أمة يصل تعدادها إلى أكثر من مليار نسمة وذلك بفضل النبي (ص) جنوب أفريقيا من الدول القوية في أفريقيا و صاحبة التأثير المتنامي في قارتنا بعد أن كانت تعاني من الصراعات المتداخلة والاضطرابات، البرازيل تصنف من أقوي 7 إقتصادات في العالم حالياً بعد أن كانت من أضعف الإقتصادات عام 2002، بيل غيتس من موظف بسيط إلى صاحب ثروة تصل إلى 100 مليار دولار، جيف بيزوس غير مفهوم العالم إلى التجارة عموماً... هؤلاء جميعا عظماء وما فعلوه نعيش عليه حتى الآن ولكن إن تتبعنا دروبهم سنجد معاناة تعايشوا معها لتغيير عالمهم وأوضاعهم لم ينظروا قط إلى الظروف المحيطة كل ما فعلوه هو اإايمان ..... نعم الإيمان من القلب كل ما نحتاجه في حياتنا هو الإيمان بما نفعله ولماذا نفعله أن تكون رائد أعمال هو أمر ليس بالهين ولكن ليس بالمستحيل أننا نعيش في مجتمع ليس سلبي وأيضا ليس بالإيجابي ولكنه يحتاج إلى القليل من الإقناع من جانبنا لكي نغير الدنيا ونجعل العالم كله يشير إلينا بالبنان، بإمكان عامل النظافة أن يكون رائد أعمال والميكانيكي أيضا والمعلم والطبيب ولكننا نحتاج إلى الإيمان بكل ما نفعله وأن ننظر إليه على أنه شيء له قدسيته لكي نصل به إلى الإبداع.