جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 10:21 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

د.فيصل رضوان يكتب: هل كورونا تستعد لإجازة صيفية

نناقش فى هذا المقال الأدلة العلمية المتاحة، وكذلك ما يدور الان فى المعامل البحثية لتفسير الخواص الطبيعية والحالة المزاجية لكورونا المرتبط بتغير المناخ والمواسم.

ربما الجميع يتسائل عما إذا كان الربيع والصيف سيجلبان نوعًا من الراحة من فيروس COVID-19؟ وهل كان المناخ الاستوائي والمعتدل ؛ بشمسه الساطعة وحرارته المعتدلة ورطوبته النسبية، يعمل فى صالح الدول الأقل تضررا من الوباء العالمي، وربما كان سببا فى إبطاء العدوى فى دولًا بالشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية ودولًا أخرى بالجنوب الشرقي الآسيوي؟.

يجرى الان علماء الفيزياء من جامعة يوتا بالولايات المتحدة تجارب على أصداف فارغة للغلاف البروتينى لكورونا المستجدة ، وهى نسخ وهمية من الفيروس تم تصنيعها بإستخدام النانوتكنولوجى دون وجود جينومات بداخلها. هذا يجعل الأصداف غير معدية وآمنة للعمل معها وقياس خواصها الطبيعية ومدى تحملها للحرارة والرطوبة والتغيرات البيئية الأخرى.

ربما إذا رحل هذا الوباء أواخر شهر مايو ، فليست الحرارة فقط ، بل الرطوبة هي التي يمكن أن تحدث فرقًا. وقد لا يشمل ذلك نسبة الرطوبة في الهواء الطلق فحسب ، وربما أيضا الرطوبة في الأماكن الداخلية مثل المتاجر والمستشفيات والمنازل.

نفترض ان كورونا المستجدة هذه لها سلوكاً مقارباً لمجموعة الفيروسات التنفسية الأخرى (أى فيروسات الشتاء—مثل الإنفلونزا Flu ، وفيروس نزلات البرد RSV ، والفيروسات التاجية البشرية الأخرى سارس SARS و ميرس MERS)، وأنها تميل إلى أن تكون أكثر نشاطًا خلال أشهر الشتاء وأقل نشاطًا بين مايو وأكتوبر في المناطق المعتدلة من العالم. لكن لا يزال هذا الفيروس جديدًا علينا ولا أحد يعرف جدول أعماله حتى الان، ومتى كانت اجازته الصيف الماضي! وهل يصيبه الإرهاق والممل كما أرهق الشعوب واسكنها البيوت؟.

ولكن إذا انتهى الأمر بـ SARS-CoV2 إلى التصرف مثل فيروسات الشتاء ، قد يبدأ الفيروس في الرحيل فى غضون أشهر قليلة كما وصف علماء من بجامعة Yale وجامعة زيورخ في مقالة نشرت مؤخرًا في المراجعة السنوية للفيرولوجيا Annual Review of Virology، وأن الرطوبة ربما سبب هام للموسمية الملحوظة لفيروسات الشتاء.

كيف يمكن أن تؤثر الرطوبة وهى كمية بخار الماء في الهواء على انتشار الفيروسات؟ أولاً ، لنرى كيف يؤثر ذلك عليك انت! حيث أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن استنشاق الهواء الجاف قد يتلف الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي ويعطل إصلاحها ، مما يسهل على الفيروسات غزو الخلايا في هذه البطانة.

بالإضافة إلى ذلك ، فقد يجفف الهواء الجاف المخاط الواقي الذي من المفترض أن يغطي الجهاز التنفسي ويمسك الجزيئات التي قد تستنشقها. وقد يضعف الهواء الجاف ايضا عمل الشعيرات الصغيرة جدًا التي تسمى الأهداب والتي تبطن الجهاز التنفسي.

عادة تدفع هذه الأهداب المخاط والجسيمات الغريبة والأتربة إلى الأعلى من الجهاز التنفسي السفلي إلى البلعوم حيث يمكنك إما ابتلاعها ، أو سعالها خارج الجسم. علاوة على ذلك ، فإن الهواء البارد الجاف قد يدفع الأوعية الدموية داخل جيوب الانف إلى الانقباض في محاولة للحفاظ على الحرارة. وهذا يؤديه إلى صعوبة وصول الخلايا المناعية إلى أنفك ومحاربة أي فيروسات معادية.

كما أن هناك أشياء أخرى قد تفعلها أشهر الشتاء القارس لتثبيط جهازك المناعي ايضا، ولكن الأمر الان لا يتعلق بتأثير الظروف البيئية على البشر ، بل كيف تؤثر هذه الظروف على الكورونا هذه ، وعلى القطيرات التنفسية المعدية التي تحملها من شخص لآخر.

يحدث انتقال فيروس الجهاز التنفسي عادةً من خلال طريقتين. طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر. يقوم شخص مصاب بالفيروس بتلويث يديه أو هاتفه أو أدوات الكتابة الخ. كل من لمس هذه الأشياء الملوثة ثم لمس أنفه أو فمه يمكن أن يصاب بعدها ، على افتراض أنه ليس محصنًا من هذه العدوى بعد. الوسيلة الأخرى هي عن طريق الهواء. في هذه الحالة ، يسعل الشخص المعدي أو يعطس ، أو بطريقة أخرى ينفث أو يبصق قطيرات تنفسية تحمل الفيروسات. الكثير من هذه القطيرات تكون صغير للغاية ولا تراه العين، تتعلق بها العدوى فى الهواء لفترة اطول، وإذا تصادف استنشاقها ربما تصل بسهولة الى مجرى الهواء السفلي والرئة.

إذن ما الذي يمكن أن يؤثر على حجم هذه القطيرات التنفسية المعدية؟ ماذا عن الرطوبة؟ وجود بخار الماء في الهواء قد يساعد تكوين قطيرات أكبر في المتوسط ربما تلتصق بعضها البعض وتتساقط بفعل الجاذبية. وعلى العكس من ذلك ، فأن الهواء الأكثر جفافًا يساعد على صنع قطيرات تنفسية أصغر وأكثر جفافًا تتطاير في الهواء حاملة الفيروس لفترة أطول، وفى حالة استنشاقها فإنها تتعمق أكثر داخل الصدور.

دراسة نشرت في مجلة BMC Infectious Diseases وجدت أن تشغيل أجهزة الترطيب في مدارس في ولاية مينيسوتا خلال أشهر الشتاء لمدة ساعة واحدة ربما قلل من عدوى فيروس الأنفلونزا بنسبة 30٪. دفعت هذه النتائج التوصية بترطيب الهواء الداخلي إلى 40-60٪ رطوبة نسبية، واقترحوا أيضًا ارتداء قناع للوجه "لإبقاء الأنف دافئًا ورطبًا".

ربما القول بموسمية "فيروسات الشتاء" التنفسية قد ينطبق فقط على المناطق المعتدلة من العالم، حيث أن المناطق الاستوائية تظل ساخنة ورطبة طوال العام، ولحسن الحظ فإن مناخها قد يعمل على تقليل فرص انتشار الوباء جوًا.

أستاذ وباحث التكنولوجيا الحيوية والسموم البحرية الولايات المتحدة الأمريكية

المراجع:

S Papas, Will COVID-19 die down in summer? New tests could help answer that. Live Science

https://bit.ly/39VorXd

M Moriyama et al., Seasonality of Respiratory Viral Infections, Annual Review of Virology.

https://bit.ly/2Rp32zy

T Koep et al., Predictors of indoor absolute humidity and estimated effects on influenza virus survival in grade schools. PMC Infectious Diseases.

https://bit.ly/3c6lowX

XMA Header Image

Will COVID-19 die down in summer? New tests could help answer that.

livescience.com