الهام حسنين تكتب :السقوط الأخير

دائرة من الناس خلف حديقة قصراً بأسوار عالية ونقرات تصدرها اقدام غجريه وهى تضرب أحجار الجرانيت السمراء التى تكسوا الطرقات حول القصر فتصدر نغماً يعشقه السامعين وهى تتمايل فى حركات سريعة فى تنورتها البيضاء متعددة الأدوار فتثمل بحركاتها السريعه الدقيقه كل الناظرين ..... عربة يجرها حصان. تقف ويترجل من داخلها شاب بعيون سوداء وشعر يشوبه بعض الشيب....يضفى عليه وقار يخطوا نحو الغجريه فيسود الصمت. إلا من خطوات الغجرية الحسناء فيزداد حفيف تنورتها ويقترب طرفها منه فتلامسه فى وجنته بحركة خاطفه يمسك بيدها ويقربها إلى صدره فتتلاقى أنفاسهما ونظراتهما وسط ذهول الحاضرين ثم يخيم عبق سحر يلف المكان... يجذبها أكثر فأكثر إلى صدره فتنصاع له فيمد يده الأخرى حول خصرها ويجذبها إلى العربة فتصعد ويعم الصمت إلا من صوت الخيل التى كانت تصهل وهى تعبر الطريق وسط دهشة الحاضرين .......

فى غفلة من الحاضرين عيون تراقب بحزن شديد رجل أحدب فى البرج الشمالى للقصر يمسك بحبال الأجراس ينظر إلى الغجرية وهى تبتعد وحنق يعلوا وجهه وغضب عارم يملأ نفسه وصوت صراخ فى رأسه يشد حبال الأجراس فتفزع الطيور وتطير محلقة فى السماء ينتبه إليه العامة ينظرون إليه فى خوف شديد فقد أخذ يقفر على اسوار القصر بسرعة فائقه لا يخشى السقوط ثم يقفز على السلالم فى تهور شديد فيسقط ويتدحرج فوقها ثم يسقط على الأرض ووجهه مخضب بالدماء يلتقطه بعض الرجال ويزيلون الدماء عن وجهه ويضعونه على السرير فيرقد. بسلام