جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 10:15 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

د.عبد المنعم فؤاد يكتب  الهلالي والإفطار الكوروني

د.عبد المنعم فؤاد
د.عبد المنعم فؤاد

ما قاله الدكتور سعد الهلالي بالأمس مع الاستاذ عمرو اديب عن الإفطار في رمضان لا علاقة له بلغة العلم ، ولا الشرع ، ولا الدين بل مخالف للصواب، وبلبلة للأفكار؛ في وقت نحن في أشد الحاجة فيه إلى الأمن الفكري ، والعقدي والوطني، والاجتماعي، والتواصل مع المولى سبحانه بعبادته، ودعائه ،وتنفيذ فرائضه ؛
ف / د الهلالي - هدانا وإياه الله - يوجه وعلى كرسي الفضاء بمخالفة العلم بنص ما تفوه به حيث قال :
( فإذا قال لك الطبيب لا تخف من الصيام ولا تفطر لأنه لايضرك، ولا علاقة لكرونا بهذا ، ولا شئ عليك ، وأنت خائف فلا تقبل نصيحة الطبيب وارفضها ،وافطر طالما أنت خائف فأنت أدرى بنفسك من الطبيب ) !!!!.
ثم يستدل بأدلة يقول: إنها فقهية ، وهي لا تساعده في طرحه لكونها استشهادا سقيما ، بل يخالف بها صحيح الدين، وما قاله علماء الأمة بعد دراسات مؤصلة :
"كمجمع البحوث الإسلامية ، وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية وغيرها من أنه:
(لا يجوز للمسلم أن يُفطر رمضان إلا إذا قرر الأطباء، وثبت علمياً أن الصيام سيجعله عرضة للإصابة ، والهلاك بفيروس كورونا، وهو أمر لم يثبت علميّاً حتى هذه اللحظة».
فكيف يُقال للناس: أنتم أدرى بأنفسكم من الطب، والطبيب ،والعلم ، والعلماء؟
وبأي لغة علمية ، أو فقهية يخاطب الدكتور الفاضل المسلمين في شرق الدنيا ، وغربها وعلى الفضاء ؟!
فالصيام- أيها السادة - فريضة شرعية مثل الصلاة ،والزكاة ، والحج ولا يليق التهاون بها بهذه الدرجة !، فبناء على كلام ال /د الهلالي –هذا : سنتوقع بل سنرى الشاب اليافع صاحب الصحة ، والقوة، والقدرة على رفع الصخور، وهدم الجبال، والعدو السريع، واختراق الضاحية لو خاف على نفسه ( من فيروس كرونا) وأن الصيام يسبب له هذا الفيروس فبسبب هذا الخوف0 من وجهة0 ( د/ الهلالي ) يفطر فورا، ويضرب بقول الطب عُرض الحائط لأنه أدرى بنفسه من الطبيب، !.
والحقيقة أن هذا ليس علما، لأنه لا يلتزم بلغة العلم، بل هوتسيُب – إن صح التعبير - يفوق الحد للأسف !.
ولكل من يملك ابجديات الفتوى يعلم يقينا أن هذه الفتوى( للإفطار الكوروني) لا محل لها من الصواب ،ويجب التدخل التشريعي لمنع هذا الهطل العلمي للفتاوى هذه وأمثالها ، فالمريض بلغة العلم ، والطب والدين هو الذي يفطر، ويأخذ بالرخصة التي وضعها له المشرع الحكيم ،ويقضي بعد ذلك..
أما الصحيح السليم المقيم الذي لا توجد لديه أعذار الفطر التي قال بها الدين ، وأكابر العلماء وتوارثوها من عهد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا ، وأجمعت الأمة عليها قديما، وحديثا ، وسيظل ذلك إلى يوم الدين -بإذن الله - لو أفطر هذا المسلم بمجرد الخوف من غزو فيروس كرونا له، أو غيره فهو : أثم، أثم ، والذي يتحمل ذنبه وإثمه هو من قال بهذا ، وأذاعه على الفضاء، وهو يظن أنه يحسن بهذا صنعا!!.
فليس الإنسان هو الذي يحدد مطلوبات الشرع ، بل الشرع هو الذي يحدد للإنسان منهج العبادة ، والحياة، وافعل ، ولا تفعل ،وهذا حلال ، وهذا حرام الخ..
وإلا لو كان الإنسان هو أدرى بما يصلحه ، وهو بعقله يحدد ما يريده الله تعالى؛ فما الداعي لإرسال الرسل، والأنبياء، وما الداعي لنزول تشريعات من السماء ، وما الداعي أن يقول الله تعالى للناس : ( وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)!.
فلو قالوا بناء على ما يفهم من هذا الطرح لا نأخذ ما جاء به الرسول لأننا أدرى بأنفسنا لبطلت الرسالات السماوية ، وحلت محلها ديانة ( الأنسنة الجديدة) التي يُبشر بها كل من يريد الظهور .
وعليه : فلا تصديق إلا لشرع الله ،ولا فهم أكبر من فهم الصحابة الإجلاء ، وعلماء الأمة الأوفياء ، والأطباء الأكفاء، وأولى بالإنسان المسلم إن قُدّر له الموت، وحان أجله- وكله بعلم الله - أن يموت ، وهو صائم طائع لله ، لا أن يموت وهو مفطر مخالف لشرع الله بناء على فتوى غير مسؤولة وعجيبة!.
والله أسأل أن يرفع عنا جميعا البلاء ،ويكشف الغمة عن العالم والأمة ويهدي كل ضال.
إن ربي قريب مجيب