جريدة الديار
الخميس 18 أبريل 2024 02:21 مـ 9 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

إنجى الحسينى تكتب: الانجازات والسلبيات فى زمن ”الكورونا”

إنجي الحسيني
إنجي الحسيني

عندما اختطفت مصر على يد التنظيم الإخواني الراديكالي كانت هناك ثقة ما بأن ما طار طير وارتفع إلا وكما طار وقع، وكلما اتخذ أعضاء التنظيم قرارات غبية فى سعيهم لأخونة الدولة، كان الجميع يحزن ويغضب ويشعر باليأس على الرغم من كونهم يحفرون مصيرهم بأيديهم حتى سقطوا بعد عام واحد من توليهم الحكم،وهذا ما حدث وأثبت الرئيس السيسي إنه رجل الأزمات وحمل لقب الفارس الذى أنقذ مصر.

وبعد أن أجتاحت أزمة الكورونا العالم كله، وقبلها بقليل أحسست بأن مصر استعادت نفسها ثانية، وعادت قوية بين الدول وأصبحت سياساتها محل تقدير، وسجلت الكثير من الإنجازات فى فترة زمنية قصيرة من عمر الوطن، ومع تفاقم الأزمة عالميًا عاد الرئيس السيسي مرتديًا زى "الفارس" يوجه معونته لشتى البقاع للصين تارة ولإيطاليا وسوريا تارة أخرى حتى حصد ثمار ذلك عندما أرسلت دول الصين حمولة قدرها أربعة أطنان من المستلزمات الطبية ردًا للجميل على بادرة الرئيس بالوقوف بجوار دولة الصين فى مواجهة فيروس كورونا المستجد وتصف مصر بالدولة الصديقة، ليحصد ثمار الذكاء السياسي الدولى الذى تمارسه مصر كلاعب أساسي بالمنطقة فى الوقت الذى تحدثت فيه بعض الصحف عن حقيبة وزيرة الصحة وسبب زيارتها للدول المنكوبة والتى بحاجة للمساعدة.

وعلى المستوى المحلى، لا ننسي خطاب الرئيس الموجه للمواطن المصرى الذى طالما شعر "بالرخص"، وكان خطابًا يجعل من يسمعه يفخر بمصرويته، وبرئيسها وقد حرص من قبل على طمأنة المواطن، فصحته أهم من ملايين الجنيهات، ووجه الطائرات لنقل المواطن الراغب فى العودة لبلده بغض النظر عن البلبلة التى حدثت، إلى جانب مساعى الدولة للحفاظ على الأمن وصحة المواطن عندما أثبتت الشرطة إنها تقف على أرض صلبة وهى تجول ليلًا ونهارًا لتنفيذ الإجراءات الاحترازية وتتصدى للمناوشات التى يحدثها بعضهم من وقت لآخر.

وفى ظل تلك الظروف لم تتوقف الدولة عن الاستمرار فى تنفيذ بعض المشروعات .. لن اذكر العاصمة الإدارية الجديدة، فهناك مشروعات خدمية تعود بالفائدة على كل فئات الشعب مثل: تواصل العمل بمشروع كوبرى رقم 2 أكبر عمل صناعى على طريق الواحات و الذى يتكون من 6 كبارى من أجل تحقيق السيولة المرورية فى تقاطع طريق الواحات مع الطريق الدائرى الأوسطي، والاستمرار فى تنفيذ محطات المرحلة الرابعة للخط الثالث للمترو، محطات (النزهة، هشام بركات، قباء، عمر بن الخطاب، الهايكستب، عدلي منصور) مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية من حيث التعقيم والتطهير المستمر لمواقع العمل والكشف على كافة العمال والمهندسين في مختلف المواقع صباحا وبعد انتهاء مدة العمل اليومي بالكاشف الحراري واستخدام العمال والمهندسين للمطهرات بشكل مستمر مع تقديم الرعاية الطبية الفائقة لهم.

كذلك الاستمرار فى خطط تطوير منطقة جسر السويس بالكامل بما فيها تطوير المناطق السكنية والطرق الداخلية بها والطرق المتواجدة في مسار مترو الأنفاق في إطار اهتمام الحكومة بتطوير كافة المناطق وتوفير حياة كريمة تليق بالمواطن المصري، كما تم بدء حملة لإزالة التعديات على مسار السكة الحديد وخاصة في منطقة الهايكستب، تصنيع 40 كمامة معقمة فى الدقيقة الواحدة بمعدل 2400 كمامة فى الساعة بماكينات تم تصنيعها بأيدي فريق من مهندسي وعمال غزل المحلة.

وفى سجل الأنجازات لا نستطيع تجاهل الدور الإيجابي للفرد داخل المجتمع، وقد شهد القطاع الطبي تضحيات أستحقت التقديروالتبجيل وكشفت الأزمة عن القيمة الهزلية لبدل العدوى للأطباء وسرعان ما استجابت الدولة المصرية ليصبح المبلغ ٢٢٠٠ جنيه شهريا، بدلًا من 400 جنيه، وكذلك الكناسون بالشوارع والمسئولون عن جمع القمامة الذين يؤدون وظيفة تعرض صحتهم للخطر والكثير منهم لا يرتدى كمامة أو قفاز، وأتمنى أن تنظر لهم الدولة بعين الاعتبار، فهى فئة لا تملك الواجهة الاجتماعية وتعمل فى الشارع بتلك الأجواء الخطيرة وتستحق الدعم المالي حتى لا تتسول الحسنة من المارين.

وأخيرا الشرطة المصرية التى تحملت فى الفترة الأخيرة مجهودا خارقا فى تنفيذ قرارات الحظر والإجراءات الإحترازية إلى جانب ما شهدناه بالأيام السابقة من مواجهات عنيفة ضد الإرهاب بمنطقة الأميرية بحى المطرية حيث قدمت شهيدا جديدا فى سجل أبطالها، لتثبت الدولة مصر قوتها فهى لا تحارب الجهل وعدم الوعى فقط بل إنها تحارب أيضا الأفكار المتطرفة والإرهاب الذى مازال يترصد بها من وقت لآخر.

كل هذا لم يمنع أن جائحة الكورونا قد كشفت عن الوجه السلبي لبعض المواطنين، بعضهم يدفعهم الجهل أو الفقر والبعض الآخر تدفعه قوة تحريضية من أجل الإساءة للدولة، فعلى سبيل المثال: شهدت الدولة بمنطقة شبرا الخيمة تحرك ليلي لأعداد قليلة لا تتعدى العشرات وهم يرددون "لبيك اللهم لبيك " ولا اعتقد أن هذا التحرك تم عن جهل وغير وعى ولكنه تحرك مقصود حتى يثبت التنظيم الإرهابي وجوده على أرض الواقع مستغلًا الظروف الراهنة.

كذلك سجلت قرية شبرا البهو تجمهر لمنع دفن السيدة "سونيا عبد العظيم" ننتيجة اصابتها بالكورونا ورغم خوف أهالى القرية من العدوى كما يدعون إلا أنهم لم يرتدوا "الماسك أو الجوانتى" ولم يخف أحدهم من انتشار الفيروس بسبب التجمهر، فما حدث ماهو إلا أداء فوضوي سلبي استدعى وقفة من الدولة والتى قامت بالقبض على 23 فرد.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تم إطلاق اسم الطبيبة الراحلة على أحد مدارس القرية، وأجرى رئيس الوزراء، اتصالا تليفونيا مع زوج الراحلة معتذرا بالنيابة عن جموع المصريين، متوعدا كل من أخطأ بالحساب بالقانون كما قام وزير الأوقاف بإيقاف عامل بإدارة أوقاف أجا قام بتمكين والده من فتح المسجد الكبير بالقرية للخروج وللاحتجاج مما أدى إلى إثارة الفوضى والتى سيطرت عليها الدولة فى النهاية.

وهناك سلبيات أخرى سجلتها العدسات وهو ما يبين درجة الوعى عند بعض أفراد الشعب كمشاهد الزحام والتسوق بمنطقتى العتبة والموسكى وكذلك احتفال الفنان محمد رمضان بانتهاء مسلسله الرمضانى ومشاهد العزاء الخاصة بحماة الإعلامي عمرو الليثي ، وهى مشاهد تسجل المخالفة لكل تعليمات الحماية والوقاية، وفى تصرف لاإنساني قام بعض الناس وبكل قسوة بطرد حيواناتهم الألفية فى الشوارع خوفًا على أنفسهم من المرض، كما شهدت المنصات الاعلامية تداول نصائح اثارت حالة من السخرية بدعوى رفع المناعة عند المواطن.

وما بين الإنجازات والسلبيات تقف الدولة حائط صد ضد الأوبئة والأعداء بالداخل والخارج يعاونها رجال مخلصون ومواطنون على درجة عالية من الوعى، ومهما كانت هناك سلبيات فى المجتمع فهذا أمر وارد بكل دول العالم، فلا يمكن أن يمتلك الجميع درجة وعى واحدة، لذلك فلننظر للجانب الملئ من الكوب وهو جانب يستحق التقدير.