جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 02:24 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الممثل اللبناني ”سمير ناصر” بالدراما الخليجية سفير من سفراء الدراما العربية

في ظل الانفتاح الثقافي والفني التي صارت تشهده الدراما الخليجية، بات الفنانون العرب يسعون إلى حجز مكان خاص بهم في السوق الخليجية، حيث نجحت في اجتذاب الممثلين العرب الكبار لتصبح منافسا قويا في سباق الدراما العربية.

سمير ناصر ممثل لبناني لمع نجمه مؤخرا في سماء الدراما الخليجية من خلال مشاركته في مسلسل "قدر" السعودي، بأدائه لدور من أدوار البطولة بالعمل، مسجلا بذلك ضهورا لافتا وحضورا قويا للمثل اللبناني، جعله يدخل قلوب الكثير من المتتبعين بفعل حرفيته وعفويته التي بصم عليها بدون تكلف أو تصنع تجسيد شخصية الزند المثيرة، التي كانت تحتاج لإمكانيات فنية فريدة وقدرة على أداء الأدوار الصعبة بنجاح، لتستشعر وأنت تشاهده لاعبا أساسيا يدرك كيف يدخل الدور إلى فكر المشاهد مسجلا هدفه بإثقان.

تفنن الفنان في أداء شخصية السجين المعقدة، التي تفاجئك مع تتابع الأحداث بصفات جديدة، كانت تتوجب وتحتم حتما على الممثل تقليب جوانب الشخصية والغوص في أعماقها، فبدى الفنان كأنه يبدع فنا يشبه فن العازف، باستخدام كل مفردات جسده وصوته لينقل للواقع بصدق وبراعة تصور تصور الكاتب عن الشخصية كما هي على الورق، مؤكدا بهذا على أنه ممثل مبدع يعرف كيف يستخدم لغته وأدواته الخاصة.

وجميل أن تجد الدراما الخليجية في الممثلين اللبنانيين و السوريين ممثلين قادرين على الصمود والإجتهاد في أداء الأدوار الصعبة.

ومما لا شك فيه أن الممثل السوري واللبناني كلاهما بشكل خاص متشبع بالثقافة الدرامية السليمة والأكاديمية المنهجية، وكلاهما ملمان على أن الممثل بحاجة دائمة إلى التدريب والمران المستمران على عدة أشياء من أهمها فن الإلقاء، حتى يصبح الصوت أداة طيعة من أدوات الفنان التعبيرية.

سمير ناصر ليكون متمكنا من صوته قد سلك مدرسة منهجية تقوم على تنمية الحرفية الداخلية لدى الفنان من خلال تطوير الخيال الخلاق واكتشاف جوهر الدور.

أنه الآن يعتمد على صوت جميل معبر قوي، من نتاج تدريب ومسار دراسي وافي للصوت: طبقاته، حدته، ودراسة موسيقية للأصوات من حيث النغمات التي تتناسب والمعاني، كما رأيناه في أداء أدوار أخرى يتقن الحوار الرومانسي، بما يتطلب منه في صوته من نعومة وهدوء يحدث وقعا جميلا على أذن السامع.

هو الآن بعد أن استطاع اثبات نفسه كممثل مبدع يتابع الفنان مشواره الفني بخطوات واثقة، وعن المكانة التي يجد سمير ناصر نفسه فيها بعد " قدر" قال: "أجد نفسي أنتقل من طور إلى طور، وأشعر الآن أني دخلت مرحلة جديدة ترسخ فعليا لحياتي الفنية، وبخصوص دوري وقيمته بالمسلسل فأنا أرى العمل ناجحا ككل بسبب المجموعة القوية التي ضمها، وبسبب الهمة العالية والعزيمة والثقة التي كان يتحلى بها الفريق أثناء التصوير من فنانين وفنيين على رأسهم قائد العمل المخرج الجميل والمثابر والصبور رافع حمدي.

وأنا جد سعيد بالأصداء الجميلة التي تركها المسلسل وبتفاعل الجمهور مع شخصية الزند التي أديتها بالعمل، وكنت أسعد بمشاركتي بعمل جمعنا مع فنانيين خليجيين صارت تربطني بهم وأصدقائي السوريين بصدق علاقة ود جميلة".

ومع إنتاج عمل ناجح ومتكامل بوجود مخرج ومدير تصوير من مصر ونجوم وممثلين خليجيين وسوريين ولبنانيين، علينا الوعي بدور الفنان الحقيقي الحر الذي لم يكرس داخل إطار أو بناء ثقافي ومجتمعي وجغرافي ضيق، مما يؤسس دور حقيقي للفن في الحياة الاجتماعية لتكون حاضرة ومؤثرة في ثقافة مجتمعاتنا عبر تلاقح مختلف الثقافات، وأيضا يساعد على خلق رابط قوي بين جنسيات مجتمعنا العربي.

ومع الوعي بأهمية التجربة الفنية التي خاضها هؤلاء الفنانون بكل جرأة وثقة، وجب التأكيد على الدور الإعلامي الواجب القيام به اتجاه التجارب الفنية.

وعلى الرغم من التحديات والصعوبات التي يواجهها الفنانون العرب إلا أن الفن العربي يبرهن باستمرار على أنه يستطيع تقديم ذاته بقوة وحضور متجدد، حتى مع تنامي انتشار الدراما التركية، الدراما العربية تتسع وتتوسع وتنفرد باشباع ثقافي وفني لا حدود له.