أحمد سلام يكتب: الأماكن الشاغرة في شهر رمضان
مرارة الصبر يتجرعها كل من فقد عزيزا لديه ومع تقدم العمر تزداد المرارة ليصدق قول الإمام علي بن أبي طالب فقد الأحبة غربة وهذا حال دنيا الفناء التي تواري عنها الأحياء منذ بدء الخليقة وإلي أن تطوي صفحة البشر الموت نهاية كل حي ولله وحده البقاء.
عشية شهر رمضان المعظم كثيرة هي الأمنيات المقترنة بالدعاء أن يبلغنا الله رمضان.
مادام في العمر بقية يستمر الرجاء توقا إلي عطايا السماء وأبداً ما خاب الرجاء.
المشهد الأليم في شهر رمضان هو الأماكن الشاغرة عند تجمع الأسرة لتناول طعام الإفطار، هنا كان يجلس الأب هنا كانت تجلس الأم هنا كان يجلس الإبن.
وقد تعددت المشاهد في مواضع كثيرة وكل يبكي علي عزيز فارق لتستمر ذكراه قرين وحشة الفراق التي تجعل الاماكن الشاغرة تنعي شقائق الروح.
تلك المشاعر أكبر من كل المعاني وتعجز الكلمات عن التعبير ولاراد لقضاء الله ففي النهاية كل من عليها فان.
الصمت إذا هو قرين الصبر في تحمل مواجع فقد الأحبة وما حديث الأماكن الشاغرة في رمضان إلا ترجمة صادقة لمشاعر قلوب نال منها الوجع جراء فقد الأحبة وقد تعددت الأسماء.
مشاعر الأب الذي فقد ابنه.. مشاعر الأم الثكلي في هذه الأيام اقوي من الاحتمال ولاشيء يقال إلا اللهم بلغ بعبادك الصبر.
أول أيام رمضان عند فراق الأحبة موضع مرارة عند رؤية الأماكن الشاغرة.
هناك من يسخرون من مشاعر الحزن على فقد الابناء في حياة والديهم وهنا لا تعقيب إلا بقول الرسول الكريم محمد صل الله عليه وسلم إن القلب ليحزن وأن العين لتدمع و وإنا علي فراقك لمحزونون يا إبراهيم وقد فقد عليه الصلاة والسلام ثلاثة أولاد.
لانقول إلا مايرضي الله وعلينا مشاطرة كل من فقدوا عزيزا لديهم الأحزان بالدعاء بالرحمة والمغفرة لمن غيبهم الممات وان يلحقنا الله بهم علي الإيمان.
عشية شهر رمضان المعظم.. مشاهد الوجع كثيرة في قلوب المصريين والصبر دوما زاد المؤمنين.
سبحان من له الدوام.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
