جريدة الديار
الثلاثاء 23 أبريل 2024 06:22 مـ 14 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

د.أسامة الطواب: يكتب نموذج يقتدي به

أسامة الطواب
أسامة الطواب

إنك حين تنظر إلي الفلاح البسيط وهو ذاهبُ إلي حقله في الصباح الباكر لسوف تجد عيناه تلمعان من شدة السعادة، تلك السعادة التي تنبع من توكله التام علي الله ومن يقينه بفضله وكرمه سبحانه وتعالي، فهو مطمئن القلب دائماً لعلمه أن الله هو الذي يسوق الرزق إلي عباده أينما حلوا.

فإذا بدأ عمله في الحقل وجدت فيه نشاطاً نابعاً من صفاء نفسه ونقاء سريرته. ومن العجيب أنك ستشاهد إبتسامه جميلة قد إرتسمت علي وجهه الصافي، تلك الإبتسامة تحمل الكثير من المعاني العميقة كالحب والصدق والأمانة والإخلاص والإيثار وإنكار الذات والتفاني والتضحية، تلك المعاني التي تعكس مدي عظمة هذه الشخصية والتي تكمن في بساطتها، فالعظمة تكمن في البساطة يا سيدي فكلما زادت البساطة زادت كذلك العظمة.

ومن العجيب حقاً أنك سوف تجد أن هذه الإبتسامة لا تفارق وجهه البشوش أبداً مهما نزل به من الشدائد والمحن، لذا فهو مَثل وقدوة ينبغي أن نتعلم منه كيف يكون الكفاح وكيف يكون إتقان العمل وكيف يكون الصبر علي نوائب الدهر وكيف نقابل الإساءة بالحسني.

هذا الرجل بالرغم من بساطته إلا أنه نبع متدفق للحب والعطاء فهو يضرب أروع الأمثلة في إنكار الذات حيث أنه لا يفكر في نفسه ولا في متطلباته الشخصية بقدر ما يفكر في أفراد عائلته وفي توفير ما يحتاجون إليه ولا يقتصر الأمر عند حد التفكير بل إنه يسعي جاهداً لإسعاد كل من حوله، فروعة هذا الرجل تكمن في بساطته وتفانيه.

ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نقدم له تحية إعزاز وتقدير وأن نمنحه وسام الحب من قلوبنا وأن نقلده بقلادة الفخر والإعتزاز وأن نأخذه مثلاً نحتذي به في حياتنا وأن نسكنه مكاناً عالياً في قلوبنا فهو بحق يحمل معاني نبيلة وقيم سامية يجب أن ننشرها في مجتمعنا.