جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 06:48 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

د. إبراهيم عبدالرحمن الشرقاوي يكتب : العيد وكورونا

د. إبراهيم عبدالرحمن الشرقاوي
د. إبراهيم عبدالرحمن الشرقاوي

صام المسلمون شهر رمضان المبارك في زمن وباء فيروس كورونا المستجد الذي حرمهم من طقوسه وعباداته الجماعية المعتادة ، فلا صلاة وخطبة الجمعة ولا صلاة للتراويح والقيام في المساجد ، ولا زيارات للعائلات والأصدقاء للتهاني بقدوم شهر الصيام التي اعتمدت على التواصل الافتراضي عبر الهواتف الحديثة ، وفقد الناس موائد الإفطار الجماعية . وها هو شهر الصيام يقترب رحيله ، معلناً قدوم عيد الفطر ، في ظل الإجراءات الاحترازية التي ما زالت مفعَّلة ما بين حظر كلي أو حتى جزئي .

يختلف المشهد في هذا العيد عما كان عليه في السابق ، حيث تزدحم الأسواق بالناس الذين كانوا يتزاحمون قبل العيد في كل سنة لشراء الملابس الجديدة التي أصبحت آخر اهتماماتهم ، والتسابق في شراء الكعك والحلويات ، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا وفرض الحجر الصحي الشامل أو الجزئي . فالمحلات إما مغلقة أو خالية من الزبائن .

وهنا نستذكر قول المتنبي : عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

هذا مطلع قصيدة قالها المتنبي في هجاء كافور الأخشيدي ، وقد قال هذه القصيدة أثناء تهيئه للهرب من مصر سنة 350هـ ليلة عيد الأضحى ، حيث وصف نفسه التي امتلأت بالهموم والأحزان والكآبة . بدأ المتنبي القصيدة يسأل العيد متجاهلاً بماذا عاد عليه : هل عاد بالهموم والأحزان التي اعتاد عليها ؟! .

نعم بأية حال عدت يا عيد ، هذا ما سيكون عليه حالنا في هذا العيد الذي ينتظره المسلمون ببالغ الصبر حيث تعم الأفراح وتزول الأحزان ويلتقي الناس ، فمن المؤكد أن العيد هذا العام سيكون مختلفًا بل وفيه جديد .

عيد الفطر هذا العام يأتي مختلفًا منذ بدايته في ظل تفشي فيروس كورونا في كافة أرجاء الأرض ، ستغيب صلاة العيد الجماعية في المصليات والساحات وفي المساجد أيضًا وستغيب التهاني والتبريكات . ولكن قد يتيح اجتماع العائلة الصغيرة لصلاة العيد في المنزل بعض الأجواء السابقة عبر ترديد التكبيرات بصوت مرتفع ، كما أن القرار الذي اتخذته وزارات الأوقاف والشئون الدينية في معظم الدول العربية والإسلامية عبر ترديد التكبيرات من خلال مكبرات الصوت في المساجد قد يخفف من وطأة الحرمان من التواجد بالمصليات والمساجد

كما ستتضرر الأماكن والمناطق السياحية والترفيهية من غياب الزائرين والمترددين عليها في مثل هذه المناسبات ، حيث لن تسمح السلطات لها وللمراكز التجارية الكبيرة والصغيرة منها بفتح أبوابها في ظل تفشي الوباء .

وسيكون الأطفال هم الخاسر الأكبر في هذا العيد فلن يحصلوا على العيديات التي كانوا يتلقونها كما في الأعياد السابقة ، وتزداد كلما كثرت وازدادت الزيارات واللقاءات التي ستتوقف في هذا العيد ، كما سيفقد الأطفال الاستمتاع بالمتنزهات والملاهي والحفلات التي تكثر في الأعياد . ويبقى عزاؤنا أن تعود الحياة الطبيعية كما كانت بزوال هذا الوباء من الأرض ، لنحتفل من جديد ونستقبل عيد الأضحى بكافة أفراحه وعاداته الجميلة والسعيدة .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

د. إبراهيم عبدالرحمن الشرقاوي.