جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 12:48 صـ 9 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

عبدالله بن محمد يكتب: طلب صداقة

عبد الله بن محمد
عبد الله بن محمد

اسمها عزيزة متولي، لا أدري حتى الآن إذا كان أبوها اسمه متولي أم إن متولي هو اسم عائلتها؛ مكتوبٌ في صفحتها أنها تعيش في الكويت، لكنها في الأصل اسكندرانية، خمنت: "إنها تعيش مع أبويها بالطبع"، عرفتُذلك من عمرها الذي لا يؤهلها لأن تعيش وحدها خارج البلاد، فهي من مواليد 97، لكن، فكرت بعد لحظة، أن ربما أبويها منفصلان أو ميتان وهي تعيش مع خالتها التي لا تنجب مثلاً أو جدتها المُسنة!

تضع صورة طفل في السادسة من عمره، يرتدي نظارة، ويمسك بيده اليمنى قلماً، ويحاول كتابة شيئا ما، هذا حال الصورة الشخصية، أما عن صورة الغلاف فهي عبارة عن أربع موجات يركضن هاربات تجاه الشاطئ، والشمس تنظر لهن في غضب، متأهبة للإنقضاض!

- عزيزة متولي!

كنت أقفز بين المنشورات عندما أرسلت لي طلب صداقة، فكرت: "لا أعرف أحداً بهذا الاسم"، دخلت على صفحتها باحثاً عن أيةِ صورة أو معلومة تؤكد لي ذلك، ولم أجد صوراً لها، فقط، بعض المعلومات، النحيلة، التي لا تخبر عن شئ مهم؛ لم أقبل طلبها في بادئ الأمر، لأن حالتي النفسية لم تكن جيدة أبداً؛ وذلك بسبب الفتاة التي أحببتها لسنوات،وتركتني، مع أول عريس تقدم لها.

اسمها شروق محمد عبدالغفار، تدرس في كلية صيدلة، جامعة عين شمس، في الفرقة الرابعة، تعرفت عليها منذ ثلاث سنوات، تحديداً، بعد الثورة بعامين، عن طريق إحدى صديقات المعهد -بدون ذكر اسمها- والتي كانت تسكن معها في نفس العمارة، رقم (23)، الواقفة في صف طويل،في بداية شارع سيد طه السمكري، وكنت أسكن معهما في نفس الشارع، في العمارة رقم (17) على نفس الصف، بجوار فرنة العيش.

كنت أشعر بحساسية في بداية الأمر لأنها في كلية صيدلة، وأنا في معهد نظم ومعلومات. "كلية ومعهد!"، كلما فكرت في هذه الحقيقة، شعرت أنه أمر مهين للغاية.

لكن، الحب دائماً أقوى، تفتتت كل الحواجز التي بيننا مع الوقت، حتى أنها جعلتني بعد مدة قصيرة، أكلم أمها في التليفون لدقيقتين كاملتين، ولا أذكر تفاصيل المكالمة بالضبط، لكنها أخبرتني فيما بعد أن أمها أحبتني كثيراً.

ولم تعترض –لا هي ولا أمها- بعد عام من تعارفنا عندما طلبت منها أن تأتي إلى المنزل الذي أعيش فيه مع أمي وأختي مريم، لتتعرف عليهما، وللأمانة فقط، سأبوح لكم: لقد جاءت مرة ثانية للمنزل، دون أن يعرف أحد،وأنا وحدي..

سألتني كثيراً عن أبي، وألحت في السؤال، حتى أخبرتها –وأنا أتألم- أنه توفي في حادث لا أحب أن أذكر من تفاصيله شئ، فقبلتني، وداعبتها قليلاً، ثم مضت.

لم نكن نخرج كثيراً، ليس لشئ سوى أنها تهتم بدراستها، وليس لديها الكثير من الوقت، وترى –فيما ترى- ألا فائدة كبيرة من خروجاتنا؛ ولمَّذهبنا لحديقة الأورمان مرة، لم تسعد أبداً، ورأت أننا نضيع الوقت، وأنها تفضل أن نجلس في كافيه مثلاً ونتحدث في أي شئ، أو نذهب إلى السينما، حفلة الساعة السابعة مساءً، ونقعد في الكراسي الخلفية.

ثلاث سنوات من الحب، راحوا هوا...

كنا مثل السمن والعسل –تقريباً-، أي نعم كانت تعاملني بجفاوة بعض الشئ، لكن، هذه طبيعتها، بل كانت تقول لي عندما أحاول إسعادها: "لن أتركك أبداً"، ومع ذلك، تركتني، مع أول عريس تقدم لها.

عرفت مصادفةً أن صوت الأغاني والزغاريد صادران من بيتها...

عريسها اسمه محمد، يسكن في شارع مجاور، لا أحد يعلم له اسم محدد، أحياناً نقول عليه: "شارع السرجة"، وأحياناً: "الشارع المتسفلت"، تخرج محمد من كلية الهندسة منذ عام بتقدير جيد جداً، ويعمل الآن مع والده -المهندس أيضاً-؛ هذا ما أخبرتني به صديقة المعهد في مكالمتها، وأردفت: "لديه حَوَّل في عينه اليمنى، مثل عبدالفتاح القصري"، وضحكتْ، ولم تزد في الحديث عنه –بعد أن سمعت نشيجي-، بالرغم من إصراري في معرفة المزيد.

***

كنت أشعر بالفراغ والفقد، لهذا السبب لم أقبل طلب صداقة عزيزة متولي آنذاك. لكن، وبعد يومين تقريباً، فكرت: ما الضير؟ ربما أصبحنا أصدقاء، أو أكثر، وتهون عليَّ، وتخرجني من هذه الحالة.

دخلت على طلبات الصداقة، ورحت أبحث بين الأسماء، لكن، لم أجد اسمها! بحثت عن صفحتها، وصورة الطفل ذي النظارة والقلم،والموجات الهاربات من الشمس الغاضبة؛ كتبت باحثاً: (عزيزه)، ثم: (عزيزة)، ثم: (عزيزة متولي)، بحثت كثيراً كثيراً، ووجدت عزيزات كثيرات، ولم أجدها.

فشعرت بالفقدِ ثانيةً...