جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 06:48 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد القيسي يكتب: المرأة بين الترغيب والترهيب ؟!

أحمد القيسي
أحمد القيسي

من الأساليب القرآنية المدرجة تحت مسمى باب التقابل . وهي أساليب البلاغة العربية - أسلوب الترغيب والترهيب ، هو أسلوب بارز في القرآن الكريم .. ولا غرر في ذلك فإن القرآن هو كتاب ألله وهو كتاب دعوة في الأساس .. وهذا الأسلوب هو من أنجع الأساليب في الدعوة .. لأعتمادها على عنصري مبدأ الثواب والعقاب .. الذين يعلم ألله من طبيعة البشر أنهما يشكلان حافزاً قوياً للأقبال على كل ماهو نافع ، وعن ماهو ضار . وبما أن هذا الأسلوب يجمع بين معنيين مختلفين وذلك لأن( الترغيب ) هو عبارة عن تنبيه المخاطب إلى أمر محمود أو محبوب يلزمه ، في حين أن ( الترهيب ) هو تنبيه المخاطب إلى امرٍ مكروه وغير مستحب ومرغب ينبغي تجنبه . وإذا أردنا أن نلقي الضوء على معنى الترغيب والترهيب وأنهما أولى بالأهتمام فإننا نجد الترغيب يشير إلى ذكر ماتطمئن إليه النفس و يفرحها ويترك الأمل أمامها للوصول إلى أسمى آياتها.
وأن الترهيب يشير إلى بيان ماهو ضار في الدنيا والآخرة مع التحذير الشديد وبيان العقبات والعقاب الذي يترتب على هذا أو ذاك
من الأعمال .. أما أيهما أولى بالأهتمام والذكر .. فأننا نجد كِلا المصطلحين واحداً في بيان الثواب والعقاب لتوفير العدالة والمراقبة لله رب العالمين فإذا كان الترغيب يدغدغ الفؤاد في الإنسان ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ..! وأنه يلفت النظر إلى العيش الرغيد في الحياة ورضى ألله تعالى في الآخرة ، فأننا لانجد ذلك حكراً على الترغيب فقط بل الترهيب يؤدي إلى لنفس الدورة ويوصل إلى نفس النتائج لأننا نقول : أن الترهيب جزء من رحمة ألله بالعباد ولو لا محبته لما زاد عليهم من الذكرى بأسلوب التحذير والوعيد وهو القادر على كل شيء بل هو خالقهم ولو شاء لم يخلقهم ويأتي بهم ولأستبدلهم بآخرين فأنه هو المالك المتصرف وبمقتضى ذلك جعل للمخالفين عقوبة خفت أو ثقلت .. إذاً الترهيب رحمة ألله للبشر كما هو حال الترغيب وهو للوصول إلى مرضاة ألله ولننعم بحياة ملؤها الأمان والأطمئنان والخير والرفاه .. ومن هنا كان من صفة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أن يكون البشير النذير على حدٍ سواء ..

تعريف الترغيب لغة وأصطلاحاً : أن الترغيب من حيث اللغة هو لغة من الرغبة ويقال رغبَ يرغبْ رَغبةَ إذا حرص على الشيء وطمع فيه ..!
وأما تعريفه أصطلاحاً : هو أسلوب كل مايشوق السامع إلى الإستجابة به وقبول الحق والثبات عليه ، وهو وعد يصحبه تحليل وأغراء بمصلحة أو منفعة معينة آجلة مؤكدة ، مقابل القيام بعمل صالح أو الأمتناع عن لذة ضارة أبتغاء مرضاة ألله .

أما الترهيب لغوياً : هو لغة التخويف ، ورهبَ أخافَ ، خاف خوف ، ورهب َرهبةَ .
أما الترهيب أصطلاحاً : هو كل مايخيف ويحذر المدعو من عدم الإستجابة أو رفض الحق أو عدم الثبات عليه بعد قبولهِ ، وهو وعيد وتهديد بعقوبة ما مرتبة على أقتراف إثم أو ذنب ، مما نهى ألله عنه ..! أو على التهاون في إداء فرائض ألله .
والترغيب يشمل نعيم الدنيا والآخرة وسعادتها والترهيب كذلك يشمل نعمة الدنيا والآخرة وشقائهما ، فقد وعد ألله المؤمنين الصادقين بالأستخلاف في الأرض والعزة والحياة الطيبة والجنة في الآخرة ، كما توعد العاصين بالخزي والذل والذنك والضيق في المعيشة في دنياهم وبنار الجحيم في آخرتهم .
ولو ندخل إلى فحوى موضوعنا الترغيب والترهيب لنرى فيه أن الأزمات والكوارث تلعب دوراً هاماً في حياة الإنسان والمجتمعات كافة سلباً أم إيجابا كانت لها تبعاتها التي قد تفيد أو تضر الفرد من جرائها ادت به إلى العوز الشديد وذلك لعدم توفر فرص العمل فيها وانهيار البنى التحتية لها أدت إلى تفشي العوز والحرمان والأحتياج الشديد الذي يؤدي بدوره إلى هز حبال المعتازين والطموح إلى العيش الرغيد وسد رمقهم نتيجة هذه الكوارث التي أدت بهم إلى ذلك .. فقد كانت سبباً في ذهاب آلاف من الرجال نتيجة الأقتتال في الحروب وهم الأكثر شريحة مستهدفة وتستنزف في الحروب تؤدي إلى هدر حياتهم .. وبالنتيجة سيخلف هذا إلى فقدان المعيل للعائلة والمجتمعات كافة وبذلك يخلف عدداً كبيرا ً من جيوش النساء والأرامل والشابات الذين حال بهم الأمر إلى تأخر الزواج أو أن يكون مصدر الرزق هو المعيل لهم للوصول إلى بر الأمان بهم .. هناك الكثير من الأحداث والأسباب التي تؤدي بالدفع بالنساء إلى النظر وفق مخيلتها لمعيشة محترمة وتحلم بالكثير في أمور هي خارج إطارها خارج إطار إرادتها ولو كان حقها الشرعي في هذا الحلم .. لكن كيف وماهي سبل هذا الحلم والعيش الرغيد فمنهم من تحلم بأن تكون هي هي سيدة عصرها ولم تحتاج إلى شيء وكل شيء لها متوفر مأكل وملبس وإلى آخره فمن يمتلك المال من الرجال ويملك النية الصالحة ويريد أن يكون له أسرة يحتفي بها .. لكن هناك من يتصيد بالماء العكر من أصحاب الأموال الميسورين الحال باللعب على الكثير من النساء وذلك ضمن إيطار العمل أو غيرها من المجالات بالتغرير والتودد للنساء على أنهم مهتمين بها ويملك لها نظرة خاصة ويبدأ يغرد بالكلام المعسول ليغرر ويرغب بها لأنه يعرف بنقاط ضعفها وأحتياجها وماتريد هذا بالنسبة للبعض من النساء الذين يمتلكن الجانب الدنيوي أكثر من الألهي والآخري وأن أكثر ميلانها إلى جانب الحياتي المغري ولو بأي طريقة .. فهناك من الرجال والمتصيدين لهكذا شريحة من يأتون لك من طرف أللسان حلاوة ويروغ لك كما يروغ الثعلب .. وكل قصده الترغيب بهم للوصول إلى مرضاة نزواتهم . إذا يعد العيش بعلاقة غير مستقرة نفسياً وعاطفياً وفكرياً هو الجحيم بعينه وحقيقياً .. فبين النزاعات والتمزيق يعيش الزوجان في بيئة سلبية ، حيث يصبح من الصعب تمييز مشاعر الحب من الكراهة والشغف من القمع ..! أي يتسلح بعض الرجال بطغيانهم لتشديد قبضة نفوذهم وسلطتهم بالسيطرة عليهن ، وذلك من خلال أضهار سحرهم ومواطن قوتهم المغرية في العلاقات العاطفية العابرة أو المؤدية إلى إرتباط للإيقاع بالنساء اللواتي سيجدن أنفسهن ضحايا التعذيب . إن هكذا علاقة غير مستقرة بكل جوانبها ماهي إلا وسيلة لأبقاء المرأة أو الزوجة تحت وطأة سلطة الرجل الفضة والقاسية التي تحول بينه وبين زوجته أو بمن تحت يده إلى روتين يومي أو كأداة وظيفي يجب عليه أتمامه.. وحين يفقد هذا الجانب من هكذا علاقة أواصر الزواج بين الرجل والمرأة بطغيان الرجل إلى فقد مشاعر الحب والذي قد يؤدي أحياناً إلى مانطلق عليه بالزواج الجنسي والتي تكون فيه الزوجة هنا هي فقط لإرضاء رغبات ونزوات ذلك الوحش الذي لايُرى في إرضاء أستمتاعه فقط دون أن يراهها إنسانه أو حبيبة أو صديقة لها مالها من أحساس ومشاعر وعواطف تمتلكها . وأن هكذا أمر ليس بالسهل .. حيث يبدأ هذا الشخص لعبة الإغواء في علاقاته مع الزوجة أو بعلاقاته المتعددة خارج نطاق المفهوم الأسري .. وأتخاذ وسائل عديدة ينتج عنها في الظهور بأجمل صورة لجذب المرأة التي يريد أختيارها.. ولسوء الحظ إذ لاتدوم فترة التفاهم والإنسجام طويلاً .. يكفيه فقط أدراك المرأة وقعت في حبه أو في شراكه حتى يسقط قناعه ُ . ورغم أن كشف رجل طاغية مثل هذا ليست بالمهمة السهلة فأنها ليست مستحيلة .. مادامت تمتلك القدرات التي تمكنك من كشف العيوب والمستتر خلف قناعه الخداع الذي هو في سلوكه .. ولمعرفة ذلك النوع من الرجال ولكي يتسنى لكِ معرفة هذا النوع هناك أنواع عدة من الرجال من ذوي السلوكيات الأستبدادية والذين كل منهم لديه نوع أو أسلوب يتخذه في الترغيب والأهواء إتجاه المقابل من النساء أو حتى مع التعامل العام مع المقابل في المجتمع وحتى مع الرجال .. كما أن ليس شرطاً أن يكون الترغيب والترهيب مقتصراً فقط بين الأزواج لا بل الأكثر شيوعاً هو ما يكون خارج نطاق الزوجية من خلال العلاقات التي يقيمها خفاءً في قارعة المجتمع .. ومن الجدير بالذكر هناك الكثير من وسائل وأساليب الترغيب والترهيب ومنها مايرجع المُرغب إلى التغرير بضحاياه من النساء أو حتى الإيقاع بالطرف الآخر من الشباب والرجال لترويج فكرة ما كأن يكونوا تجار يعملون في تجارة الأعضاء البشرية والتغرير بهم بالسفر أو الزواج .. ألخ فالهدف واحد هو الإيقاع بهم في شباكهم مستغلين ذلك بفقر الحال وطموحهم الذي هو أمنية بالنسبة لهم لتحقيقه .. ولو تطرقنا إلى أنواع من شرائح الرجال فهناك ما يقارب الستة أنواع من هؤلاء الرجال الذين يتميزون بصفاة منها :
_ الرجل السادي المستتر : وهذا النوع يكون من الذين يختارون طريقة الكلام المعسول والحيلة للتقرب منك وأنه ذلك الشخص الودود والحنين اللطيف الوديع بدايتاً وسرعان مالبث أن يتحول إلى غول يلقي كل ما فيه من أخطاء وعيوب على عاتق المرأة وتكونين أنت سبب لكل هذا العنف والقهر إذ ترتبط ساديته الخشنة بسلوك ذكوري يجعل منك أن تكوني انت السبب في كل ما أنت فيه .

_ ونوع آخر هو العنيف المسيء : وهو نوع آخر من الرجال الأسوء بكل نواحيه على الأطلاق وغالباً هذا النوع مايمتاز بعنوفة ألفاضه الدنيئة قبل عنوفة الجسد واليد بالتصرف وعادة ما يلجأ إلى جعل المقابل في حالة ذهول وشد وأصغاء تام له وذلك عن طريق اللجوء إلى التحطيم بكل ما يقع تحت متناول يده وحتى الجدران ليصل به الأمر بتعنيف شريكة حياته في أغلب الحالات مما يعطي صورة خطرة للغاية يتحتم تجنبهم بكل حال من الأحوال .

_ ونوع آخر يطلق عليهم بالسجان : وأن أسلوب هذا النوع من
الرجال في الحب قمعية وساحقة ولاذعة السموم في إيطار العلاقة
التي تربطه ولا يعتبر شريكة له وأنما حاجة من حاجياته الخاصة وملكية خاصة به لايمكن لأحد التصرف بها ومن خلال ذلك فهو يمنح نفسه كل الحقوق في التعامل معها ويعمل بأسلوب التدريج لعزلك عن محيطك الإجتماعي بحجة أنه علاقتك ب س من الناس لاتروق له وغالباً ما يميل إلى التخلي عنك مهدداً بذلك لأشعارك بعقدة الذنب والذي يؤدي بك إلى التورط في هذا الأرتباط أو العلاقة وانك أنت من تتحملين عواقب كل ذلك ..!

_ والنوع الآخر هو من الذي لا يشعر بالرضا الدائم مهما عملت له
ومهما قدرتِ وتودتي له وأنه دائم الشكوى منك وأتهامك بالأنانية وأنه هو من يولي أحتياجاته على أحتياجاتك ومتطلباتك كطفل غريب الأطوار وسريع الغضب وعدائي يشد انتباهك ويشغل كل وقت فراغك معه وكل هذا لا يشعر بالرضا عليك وهذه طامة عليك أنت عليك أن تتحمليها وملامة نفسك بنفسك .

_ ونوع آخر من يأخذ دور السلطان : وهو الذي يأمر وينهي وكل
طلباته أن تكون مجابة ومطاعة وأنه لايُرفض له طلب بتاتاً ..
وإن كان هذا الرجل قد لاحقك حتى يوقع بك في شباك غرامة
فأعلمي أنه لن يتردد في الترغيب والتغرير وبمجرد ابتلاعك الطعم وأنه سيتحول بسرعة إلى الرجل المغرور المتكبر ولا يتهاون و يتردد بتوجيه اللائمة والإهانة إليك حتى وإن كان أمام أهلك و
الأقربون لك وأنك انت المحظوظة من أرتباطك به .

_ ونوع آخر هو السريع الغضب : وأنه ذات مزاج حاد جداً ومندفع
دائماً إلى الغضب والتهور دون محاولة فهم الموقف الذي يواجهه
لسوء الحظ وهذا ماستدفع زوجته أو صاحبة العلاقة أن تدفع ثمن
ذلك الزواج أو تلك العلاقة حين تجد نفسها في مواجهة الأخطاء
وغضب تجهل أسبابه وغالباً ما ينطبق على هكذا نوع من الأرتباط
او العلاقة الشعور الدائم بالخوف ويدفع بالمرأة بتقزيم نفسها
خوفاً من أثارة غضبه .
وأن من الترغيب والترهيب مايكون على المستوى الفردي أو حتى الشركات الكبرى هم من يكونوا ضحايا سرقة أرقام بطاقات الائتمان وهذا مايكون شائعاً على شبكة الإنترنت الممتلئة بالكثير منهم والمستغلين ضحاياهم بأساليب هم يتبرعون بها بشكل محترف وطرق بلطجة تمارس على فئات الشباب لكلا الجنسين ويتجلى هذا من خلال أختراق الخصوصية ولعب دور الأبتزاز لهم بالإباحية والأكراه الجنسي أو النيل منهم والأنتقام الإباحي الأجباري ..!
كما أن أشباع الواعظ الجنسي والجمع المالي هما من أهم هذه الدوافع .
ولون آخر من ألوان الترغيب والترهيب ما نلاحظه على شبكات التواصل الاجتماعي الفيس أو غيرها من صفحات استعراضية والتي هي أشبه وأقرب إلى الأباحية للتغرير بالفئات المقصودة بحجة صفحات تعارف وصداقة وزواج بغلاف خارجي أو تحت مسمى آخر لصفحات الترغيب والتغرير هي صفحات الهجرة إلى أوروبا أو منظمات إنسانية تعمل على تقديم ماهو أفضل سبل للعيش والراحة وأستقطاب هذه الشرائح وأن هناك بأنتظارك حياة سعيدة ورغيدة
من كل هذا وماتقدم نسترعي ونوصي كل الشرائح المجتمعية بنصائح تجنبهم خطر الإنزلاق في هذه الطرق الوعرة وكثرة مطباتها كي لا تؤدي بهم إلى الهلاك من خلال التغرير والترغيب بهم كي لايُرهبَوا بعدها بنصائح هي :
١_ تجنب كل ماهو غريب ومشكوك فيه من صفحات أو عناوين منشورة على صفحات مواقع الإتصال النتية .
٢_ إن غالبية هذه المواقع والصفحات عادة ماتلجأ إلى الترغيب والتشويق ورسم صورة وردية لهم وذلك لأستمالتهم .
٣_ إن أكثر وأغلب ما يشغل هذه الصفحات هم الشريحة النسوية
وأكثرهم شغفاً في تصفح ومواكبة الحداثة العصرية كصفحات عروض الأزياء والأناقة وأشهر المصممين مستخدمة بذلك مجلات العروض والمودة وأنهم بحاجة إلى عارضات أزياء بأمتيازات مغرية يسيل لها اللعاب .
٤ _ كما أن هذه الوسائل الأتصالية هي أكثر تأثيراً وهي مصدراً رئيسياً
للقلق بسبب ماتحدثه من تأثير مماثل .
٥ _ تعمل هذه الجهات على أسلوب التأثير بالمقابل بعدم الرضا على أشكالهم ومن الممكن أن يغيروا من حالهم إلى حال ٍ آخر نحو صورة
وشكل جديد لهم من خلال أتباع عصر المودة .
٦_ نسأل لأحبتنا وأهلنا ومجتمعاتنا الحرص الدائم دون الإنجرار وراء هذه الأفكار الخارجة عن نطاق إرادتهم وأن يحفظهم جميعاً وألله الموفق .