جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 11:26 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب : ذكري هزيمة 5 يونيو 1967

هي الذكري التي تستعصي علي النسيان وكلما تقترب الرئيس جمال عبد الناصر في مرمي النيران وقد حملوه وحده والأمر كذلك مسئولية أقسي هزيمة للجيش المصري في التاريخ يوم أن إستيقظت مصر صباح الخامس من يونيو عام 1967 علي هجوم جوي مباغت للطيران الإسرائيلي وعند غروب الشمس كانت سيناء في قبضة إسرائيل ولاتسل بعدها عن كلمات يُمكن أن تُعبر عن حالة وطن طُعن بسكين حاد النصل وظل ينزف بغزارة طوال ست سنين أعقبت كارثة يونيو الحزين .

إنها هزيمة 5 يونيو 1967 أو النكسة بحسب تعبير محمد حسنين هيكل الرومانسي الحالم الذي فسر الطاعون بسحابة صيف وإنها لكارثة وإنا جيلا فجيلا لفي صدمة توارثتها الأجيال

وقد صار لِزاما أن نمنح القلوب سكينة كي تلقي الله وقد تناست و إن عز منال النسيان .

عشية ذكري 5 يونيو 1967 طالعت ماكتبه أحد المعاصرين لمقدمات ماجري يوم أن أغلق الرئيس جمال عبد الناصر خليج العقبة وبدوري لأني لم أعاصر تلقفت ماكتب دون تفاصيل ليس لأن المصاب غير جلل ولكن إلي متي يستمر قصف جمال عبد الناصر بالنيران وهو في قبره بعد أن فارق الدنيا بنصف قرن ؟!.

هذا العام 2020 يكون قد مضي علي رحيل الرئيس جمال عبد الناصر نصف قرن وقد فارق ربه 28 سبتمبر 1970 بالتزامن مع مرور 53 عاما علي هزيمة 5 يونيو 1967 وهنا التساؤل هل يمكن طي صفحة الماضي وترك الحساب ليوم الحساب ؟!

إن الله يغفر الذنوب جميعا ومصر لم تغفر للرئيس جمال عبد الناصر ماجري وقد إنقسمت بين فصيلين فصيل يُمجد سيرة مُفجر ثورة 23 يوليو 1952 وفصيل يسب ويلعن ولا يذكر لجمال عبد الناصر مايستحق ذكره بخير .

حتي لاننسي هزيمة 5 يونيو 1967 مكنت إسرائيل من إحتلال سيناء التي شهدت أسوأ إنسحاب لجيش لم يُحارب و المحصلة عار وذل مقيم وست سنوات هي الجحيم خلالها تم إعادة بناء الجيش المصري ومحاسبة المقصرين وكانت حرب الإستنزاف هي البداية لحرب الخلاص وقد تولي الرئيس السادات الأمر بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر في 6 أكتوبر 1973مع قادة عِظام من خلال ملحمة العبور العظيم التي أثبت فيها جيش مصر العظيم أن إرادة مصر لم تنكسر وأن الثأر وتلقين إسرائيل الدرس الذي لن تنساه هو سبيل مصر للحياة بعد موات مقيم طوال ست سنوات هي الليل البهيم .

مقدمات هزيمة يونيو 1967 جيش مصر يُحارب في اليمن لماذا حرب اليمن ؟!....إنها من مسببات هزيمة يونيو المباشرة وقد إنجرفت مصر عبد الناصر إلي مستنقع اليمن اللعين الذي لايخرج منه أي جيش ببارقة أمل ويكفي ماجري لليمن وفي اليمن للقول بأن اليمن كانت سببا رئيسا ًلهزيمة نكراء وسوف تظل اليمن مستنقعا لأي جيش ويكفي مايجري بها الآن . !

ويبقي الصديق الذي وَلي أمر الجيش برتبة رائد تمت ترقيته إلي لواء ثم مشير والمحصلة ثقة عمياء في عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة والكارثة شمس بدران وزيرا للحربية والمحصلة هزيمة يونيو جراء إنفلات وتهاون وثقة عمياء علي حِساب وطن .

كثيرة هي مسميات ماجري في 5 يونيو 1967 . هزيمة . مذبحة الأبرياء .

النكسة تعبير محمد حسنين هيكل والمحصلة أن ماجري يستعصي علي النسيان رغم إزالة آثار العدوان .

الرئيس جمال عبد الناصر في ميزان التاريخ قاد ثورة قادت إلي الإستقلال لم تحقق جميع أهدافها ولكنها غيرت وجه مصر وقد أخفقت الثورة في تحقيق العدالة الإجتماعية وكان إمتهان الضباط الأحرار السياسة بمثابة إجهاز علي الثورة التي إنتهي بها المطاف إلي آمال تبخرت لا عبد الناصر حقق مبتغاه ولا مصر إستراحت بل عاشت في جحيم مقيم بعد خمسة عشر عاما جراء إحتلال سيناء . !

الرئيس جمال عبد الناصر لم يكن خائنا ولكنه حاد عن الديمقراطية وقد لخص بيت شعر ماجري جراء الثقة العمياء التي منحها الرئيس جمال عبد الناصر لصلاح نصر مدير المخابرات وبعد إنحرافات الجهاز في عهده بالقول :

من يربط الكلب العقور ببابه ... فكل بلاء الناس من رابط الكلب . !

حاول الرئيس عبد الناصر إنقاذ مايمكن إنقاذه بمحاكمة صلاح نصر ثم لاحقا بمحاكمة من كانوا وراء هزيمة يونيو ولكن ظلت آثار ماجري علقماً مقترنا بمرارة لاتفارق لدي السواد الأعظم من المصريين .

القضاء علي الإستعمار وأعوانه . القضاء علي الإقطاع . إقامة جيش قوي .... إنشاء المصانع ... مجانية التعليم ... تأميم قناة السويس ... كل هذا لم يشفع للرئيس جمال عبد الناصر بعد هزيمة يونيو .

لقد أعلن الرئيس جمال عبد الناصر مسئوليته عن الهزيمة في خطاب شهير بعد ماجري أعلن فيه التنحي وترك موقعه للسيد زكريا مُحيي الدين وكنت أتمني أن يُصر علي ترك موقعه لأن ذلك هو أجدي لوطن نالت منه العاطفة يوم أن خرجت الجماهير ترفض التنحي .!

مُجددا الرئيس جمال عبد الناصر بَشر أصاب وأخطأ .. ولكن مصر لاتغفر .!

في الذكري الثالثة والخمسين لهزيمة 5 يونيو 1967 ماجري يستعصي علي النسيان حتي الآن .. مجرد أن يقترب يونيو ويبدأ السب واللعان .. إذكروا محاسن موتاكم قول لاينطبق بشأن الرئيس عبد الناصر !.

هل يُمكن أن تُطوي تلك الصفحة وترك ماجري من باب الصفح والغفران... الإجابة لدي الشعب المصري وبدوري أحاول صياغة الأمر في عبارات تطرح الأمر علي إستحياء لأن الفرد لايمكن أن يُغير مفهوم جماعة ؟! .

الأمر إذا رجاء لأجل أن ننظر إلي الأمام ولنترك الأمر لله فلم يعد نبش القبور مستساغاً الآن وليكن الأمر من باب الإبحار في الماضي للتدبر حتي لاننسي أن الضعف يؤدي إلي الهوان وأن مصر القوية لابد وأن تظل قوية في عالم لاموضع فيه للضعفاء .

اصابات كورونا اليوم التقدم لرياض الاطفال احصائيات كورونا في مصر اخبار امريكيا بتروتريد امير كرارة جورج فلويد مديرية التربية والتعليم بفيروس كورونا مسلسل رامي