جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 02:02 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: المشير الجمسي في ذكراه

أحمد سلام
أحمد سلام

في خضم احداث كثيرة وشواغل لاتنتهي لابد من دوام التذكير بالشخصيات الفذة التي تركت سيرة عطرة قبل أن تفارق الي حيث النسيان المعهود في مصر التي تنسي طالما إنتهي بريق المنصب ووهج السلطة .

مثله لاينسي وقد دخل التاريخ من أوسع الأبواب قائدا عسكريا فذا عد من كبار الشخصيات العسكرية المؤثرة في التاريخ وقد كان رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر المجيدة وقد أطلق عليه كشكول المعركة.

دون اللواء الجمسي خطة حرب أكتوبر في كشكول احدي كريماته زيادة في السرية ولايمكن أن يأتي ذكر الحرب دون الحديث عن اللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس العمليات الأشهر في تاريخ العسكرية المصرية.

أكتب عن ذكري رحيل المشير الجمسي وقد لقي ربه يوم السابع من يونيو ٢٠٠٣ من باب الوفاء لقائد عظيم يعد من آباء النصر العظام في حرب أكتوبر المجيدة وقد تولي رئاسة أركان حرب القوات المسلحة بعد عزل الفريق سعد الدين الشاذلي ثم وزارة الحربية بعد رحيل المشير أحمد إسماعيل. الفريق الجمسي النحيف المخيف بحسب وصف إسرائيل له بطل مفاوضات الكيلو ١٠١ كان مهابا لشخصيته القوية وتجربته الثرية خلال حياته العسكرية .

الفريق أول محمد عبد الغني الجمسي وزير الحربية يظل وزيراً الحربية مدي الحياة بحسب تصريح شهير للرئيس السادات الذي أطاح بالفريق الجمسي في توقيت مثير حيث أقاله يوم٥ أكتوبر ١٩٧٨ قبل العرض العسكري الشهير الذي كان يقام سنوياً في ذكري النصر العظيم وقتها كان يقام في الإسماعيلية حيث أسند الرئيس السادات إلي الفريق كمال حسن علي رئيس المخابرات العامة منصب وزير الحربية تزامنا مع قرار جمهوري بتعيين الفريق الجمسي مساعدا لرئيس الجمهورية مع ترقيته لرتبة المشير.!

الإطاحة بالمشير الجمسي خطأ فادح وكان يؤمل أن يخلف الرئيس السادات في حكم مصر ولكنها تداعيات السلام مع إسرائيل التي ترتب عليها إقصاء المشير الجمسي ليكون آخر وزير حربية في تاريخ مصر وقد تغير المسمي إلي وزارة الدفاع.

قدم المشير الجمسي استقالته من منصب مساعد رئيس الجمهورية طالبا ترك ذلك المنصب وأصر علي أن يذكر أن ذلك بناءا علي طلبه.

في ذكري رحيل المشير الجمسي ال١٧ خسرت مصر قائدا فذا مرتين الأولي عند إقالته من وزارة الحربية والثانية بعد إسناد منصب شرفي إليه وعدم تصعيده نائبا لرئيس الجمهورية.

دون المشير الجمسي مذكراته وهي للتاريخ تؤرخ لمسيرة قائد فذ.

في ذكري رحيل المشير الجمسي الحديث عنه يستلزم أكثر من مقال لأن هناك محطات مثيرة في حياته ومواقف تستلزم الحديث عنها وأجدني أطالب بطبع مذكراته طبعات شعبية وطرحها لتكون في متناول المصريين لأنها بحق وثيقة للتاريخ.

في ذكراه ال ١٧رحم الله المشير محمد عبد الغني الجمسي واسكنه فسيح جناته.