جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 03:50 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد يكتب: بغريزة الزعامة وأوهام الجماعة كانت الأجندة المفضوحة لاردغان في ليبيا

الرئيس التركي يدرك جيدا أن صحوة ويقظة الشعوب ،ووطنية الشرفاء في أمتنا العربية والإسلامية قطعت الأذرع السياسية للإخوان في كل من مصر والسودان، وقلّمت أظافرهم في الجزائر، ولم تتبق سوى النهضة في تونس وحزب العدالة والبناء في ليبيا الأيام القادمة ستكون حاسمة، وكما كشر أردوغان عن أنياب الغازي، سيتفاجأ قريبا بأن صحراء ليبيا بمساعدة اشقائهم الشرفاء من العرب قادرة على ابتلاع مخططاته ووأد أطماعه.

تركيا الدموية بالإضافة إلى تمسكها بـ"غريزة الزعامة" و"شهوة الاستيلاء على الحكم في مختلف الأقطار العربية " كلها عوامل تجعل المؤامرات والاضطرابات وزعزعة الاستقرار عند بعض الدول العربية ، أضافة إلى الولاء لدول غربية وإسرائيل وخيانة الأوطان أن التيارات الإخوانية في ليبيا وتونس و الجزائر ومصر "ليست ضحية نظام في واقع الحال، لكنها ضحية نفسها وضحية قيادة فاقدة للأهلية السياسية والمجتمعية، ومريضة بحب القيادة وتعيش على أوهام الجماعة والبيعة، وهذا ما جعل الأحداث تتجاوزها وباتت في السقوط والزوال في الوقت الذي يصرخ العالم فية من فيروس كورونا المستجد ، منشغلا بجائحة كورونا، نقل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تدخله في ليبيا إلى غزو مباشر ،وتتدخل سافر في المنطقة العربية مخترقا معاريير الإنسانية والهدنة ، وبات يخوض حربا على جميع المحاور ، هدفها قلب موازين القوى لفائدة حلفائه من أمراء الحرب وقادة الميليشيات والجماعات الإرهابية، والعمل على محاولة إبعاد الجيش الوطني الليبي من تمركزاته الحالية ،والتخلص منه ،والحصول على الغاز الطبيعي وبترول ليبيا فالأتراك يستعملون في غزوهم على إمكانيات حلف الناتو الذي تنتمي إليه بلادهم، بينما يخصص عملاؤهم على الأرض إمكانيات ضخمة لشراء ضمائر بعض ضعاف النفوس من المستعدين لخيانة المشروع الوطني، أو لتحريك الخلايا النائمة التي لا تزال متعلقة بوهم الخلافة في نسختها العثمانية الجديدة.

يحاول أردوغان من خلال غزوه غير المعلن للغرب الليبي تسجيل إنتصار وهمي للتغطية به على أوضاعه الداخلية المهتزة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وكذلك نتيجة خسائره في شمال سوريا، والعزلة الإقليمية التي يواجهها، إضافة إلى أن تصعيده يأتي من باب التحدي للمهمة الأوروبية لمراقبة تنفيذ القرار الأممي بمنع توريد السلاح لليبيا، والتي استفزته بإسناد قيادتها لليونان، وحملها اسما يونانيا هو “إيريني” بمعنى السلام.

باتت السيطرة على ليبيا قضية حياة أو موت لأردوغان، انطلاقا من عدة اعتبارات، أولها أهمية الموقع والمساحة والمقدرات، وثانيا تحكمه التام في النخبة التي تدير الحكم في طرابلس، وقدرته على تطويعها لتنفيذ أوامره وتحقيق أهدافه، وثالثا لاعتقاده بأن السيطرة على ليبيا هي مفتاحه لبسط نفوذه في شمال أفريقيا، وأداته للدخول في مساومات مع الدول الكبرى وخاصة منها الأوروبية ذات العلاقات التاريخية والإستراتيجية مع المنطقة.

إذن أردوغان يغزو ليبيا بأجندات مفضوحة باحثا أيضا عن المصالح الاقتصادية مع مشاركته العسكرية في ليبيا، حيث أن هذا يمكنه أيضا من الوصول إلى احتياطات الغاز الضخمة المكتشفة قبالة سواحل قبرص منذ 10 سنوات.

وهذا ما كشفت عنه شبكة دويتشه فيلة الألمانية فيما أصدرت القيادة العامة "للجيش الليبي" في بنغازي شرقي ليبيا أمس الاثنين، بيانا بشأن تدخل إحدى دول "حلف شمال الأطلسي – الناتو"، عسكريا في البلاد. وأشار البيان إلى أنه "اليوم وأكثر من أي وقت مضى يتأكد للجميع أن تركيا كأحد أعضاء دول حلف الناتو تستغل عضويتها للسيطرة على ليبيا واحتلالها دون أن يكون لباقي دول الحلف أية مصلحة في ذلك".

وأضاف: "لابد لنا من الإشارة لدول حلف الناتو هل هم اليوم مستعدين للتورط في حرب لدعم تركيا في مؤامراتها؟؟ والتي تخدم مصلحتها فقط بما يهدد أمن واستقرار ليبيا ودول الجوار".

وسبق أن ذكرت ، شبكة "دويتشه فيله" الألمانية عن أن البرلمان التركي وافق على إرسال قوات إلى ليبيا، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يساعد حليف في حاجة إليه بل يساعد نفسه.

وأشارت "دويتشه فيله" إلى أن تركيا تمر بأزمة اقتصادية منذ صيف 2018، وأنه وفقا لكلمات أردوغان نفسه، فإنه تدخل لمساعدة فايز السراج رئيس الحكومة الليبية المؤقتة ضد خليفة حفتر رئيس لأركان الجيش الليبي، إلا أنه يبدو أن هناك ما هو أكثر من ذلك، والذي يريد الرئيس التركي تحقيقه.

وتابعت أن تركيا تبحث عن المصالح الاقتصادية مع مشاركتها العسكرية في ليبيا، حيث أن هذا يمكنها من الوصول إلى احتياطات الغاز الضخمة المكتشفة قبالة سواحل قبرص منذ 10 سنوات.

وسبق أن أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، أن بلاده تقدمت بطلبات للحصول على تراخيص للتنقيب عن النفط وإنتاجه في ليبيا، في إطار الاتفاقية الموقعة بين البلدين.

وأضاف أنه خلال هذه الفترة سيتم البدء بأنشطة التنقيب، بعد تحليل البيانات من قبل مؤسسة البترول التركية. وأشار أن سفينة التنقيب التركية "ياووز" أنهت ست عمليات حفر في شرق البحر الأبيض المتوسط حتى الآن، وأن العملية السابعة جارية في موقع "سلجوقلو-1".

وذكر الوزير أن "زعيمي تركيا وليبيا عبرا عن رغبتهما في زيادة التعاون الثنائي في مجال التنقيب عن الغاز والنفط ومما سبق يتضح لنا وبجلاء الهدف الحقيقي لدخول تركيا الدموية ليبيا واجندتها المفضوحة وتتطلعاتها الوهمية.