جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 05:40 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد يكتب: المشهد الليبي أكثر ضبابية وتعقيدا بالتدخل الخارجي وأثره السلبي على مجريات الأحداث الدامية

فشل كل المفاوضات والمساعي الدولية وكذلك المبادرات في حل الأزمة الليبية تقود ليبيا العربية وشعبها المتألم والذي يعاني من صراعات دامية وفوضى وغياب الأمن والأمان منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي أواخر عام ٢٠١١ إلى مفترق طرق وضياع ليبيا وانهاكها في حرب أهلية وبحور دماء ينذر بكارثة إنسانية ، وبعواقب وخيمة على مستقبل المنطقة كاملة أصبحت ليبيا الآن أكثر مما سبق وفقا لمجريات الأحداث الدامية التي تشهدها هي سوريا الجديدة إذ أن العالم كله بما فيها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية المختلفة ينظرون لها الآن أنها منطقة الصراع الجديدة في الشرق الأوسط ،والأكثر عنفا وأثرا ، ذلك بالتزامن مع دخول تركيا الحراك السياسي والعسكري ، وأنتقال عناصر مسلحة ومليشيات ومرتزقة إليها لدعم حكومة السراج في الغرب الليبي، إضافة إلى تنافس قوى دولية وإقليمية للمشاركة في اللعبة السياسية والتأثير في القرار الليبي، والحصول على المزيد بل والمزيد من العوائد النفطية والإقتصادية والمعنوية من جراء المشاركة والتأثير على دائرة الحوار ومستقبل الأحداث والمستجدات والأوضاع السائدة في ليبيا، إذ إن ليبيا الآن فريسة الكل يتصارع على التهام أكبر قدر منها، الكل يتسابق على الغنانم وتقسيم المال المستباح ، هاالبرلمان التركي قد سمح للرئيس رجب طيب اردغان بنشر جنود أتراك في ليبيا، وبدخول الجنود الأتراك والآليات العسكرية والطائرات الحربية التركية كان هذا نقطة تحول جديدة في الصراع الليبي ونقطة الارتكاز وقوة كبيرة ودعم عسكري واستراتيجي فعال لحكومة فائز السراج في الغرب الليبي من أجل استعادة المناطق التي يسيطر عليها المشير خليفة حفتر، إذ أن بدخول تركيا الأراضي الليبية ودعم قطر للعناصر المسلحة والميلشيات والتنظيمات الإرهابية بالمال والعتاد ضد حفتر اغرق الشعب الليبي في دوامة العنف والتطرف و الدمار يمكن القول بالتواجد التركي والقطري داخل القطر الليبي عجل بمستقبل ليبيا المظلم، وأصبح المشهد أكثر ضبابية ،وتعقيدا، واربك حسابات الجميع، ووضع سيناريوهات عديدة محتملة للأزمة الليبية خلال الفترة المقبلة أما بالنظر إلى المشهد العام ودور المشير حفتر، حيث ترى فيه دول الجوار فرصة لإعادة الإستقرار إلى ليبيا بعد طول سنوات الفوضى التي امتدت منذ أواخر 2011.

وساندته فرنسا وروسيا كذلك، ولكن بدرجة أقل.

وقد نأت دولة الإمارات بنفسها عن دعم عمليات الجيش الوطني في طرابلس.

وأعلنت مصر تخوفاتها من أن تتحول الأزمة إلى حرب أهلية شاملة، وهو ما يُمكن أن يُسهم في تعرض أمنها القومي للخطر خاصة إذا استعاد تنظيم الدولة الإسلامية لنشاطاته على الأراضي الليبية.

أن نجاح حسم المعركة في طرابلس سينعكس بشكلٍ كلي على مستقبل الصراع في ليبيا ، إذ أن العالم سيتجه مع تطور الصراع في الغرب لترجيح كفة أحد الطرفين تعجيلًا بحسم الصراع.

يعتبر المراقبين والمتابعين للشأن العام الليبي أن تقدم قوات المشير “حفتر” نحو الغرب يرتبط بدرجة كبيرة ليس فقط بمحاولات حسم معركة العاصمة ، ولكن أيضًا للتضييق على حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج من خلال السيطرة على مزيد من صادرات البلاد من النفط خاصة أن حكومة “السرَّاج” تعتمد في توفير مصادر تمويلها على صادرات النفط.

على صعيدٍ آخر، يحتاج الجيش الوطني الليبي ومجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه مصادر تمويل إضافية لتأمين تسليح الجيش الذي يحارب الإرهاب والتطرف الغرب فضلًا عن حاجات الناس الأساسية.

الليبيون هم وحدهم القادرون على التعامل مع الموقف والمشهد السياسي

– فقط لو يُقدم الليبين الدعم للقيام بذلك.

فمن دون تدخل فوري ومنسق لدعم السلطات الديمقراطية

– مع استبعاد أي "تدخل بري أو عسكري من الغير والتخلص من المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية ، وبالمقابل تطوير دور البعثات الدبلوماسية والجلوس جنبا إلى جنب مع القيادات ، وتوفير المستشارين والاستخبارات لدعم جهود الشرطة والجيش لمكافحة الفوضى والدمار ، وكذا الإعتراف الكامل بحماية ليبيا وشعبها من الدمار باعتبارهم الثروة السيادية

– فإن خطر "الدولة الضائعة " عن غير ذلك سيلاحق ليبيا بأستمرار.