جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 04:11 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أمريكا العنصرية نحو الهاوية إلى مزبلة التاريخ

إن أمريكا تبدو مثل الذئب الملطخ بالدماء في فمه ومخالبه وكل جسمه والأغرب في كذبه وكذب الخونة الذين يروجون له فيدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان ونبذ العنف والتطرف والعنصرية والتمييز ، هذا بالإضافة إلى إجرامه في حق أفغانستان وفلسطين والعراق وسوريا وغيرهم ، حيث يدعم إجرام إسرائيل وقتلها وتنكيلها اليومي بالشعب العربي ولاسيما بالفلسطينيين ومحاصرتهم ، ووصفهم ومقاومتهم بالإرهابيين ، رافعة شعار لا لعودة اللاجئين ولا لعودة القدس ولا لتفكيك الكتل الاستيطانية الكبيرة.

بعـد حادثة جورج فلوريد، أمـريكـا بفعلتهــا العنصرية الـتي أوقعتهـا في مـأزق كبير ، هاهي تجرجرها نحــو الهـاويـة لمـزبلة التـاريخ ،

و لتكـن أمريكـا وقواتـها وعنصريتها كـأن لم تكن ، ذات قوة جبروتية فتزعزعت مـن الإحتجاجات الغاضبة على خلفية مقتل أسود على يد الشرطة ، فأتضح لنـا الخوف والذعر والاضطراب الذي في قلبهـا وأصبحـت أوهـن مـن بيت العنكـبوت

هذه الإحتجاجات على خلفية مقتل جورج فلوريد، الذي أصبح رمزا وضحية جديدة لعنف الشرطة تجاه الأمريكيين من أصول أفريقية، تؤكد من جديد على السلوك العدائي للأمريكيين ومسئوليهم تجاه مواطنيهم من السود، وتجدد مرات ومرات على أن الكلام المنمق الذي تستخدمه الإدارات الأمريكية المتعاقبة للحديث عن وجوه المساواة ،والحرية ، والديمقراطية، والعدالة المتحققة في المجتمع الأمريكي، ليس حقيقة في المجمل العام ، وإنما في جزء منه فقط، وهو يخفي خلفه صورة قبيحة ،وشاذة لهذه الدولة العنصرية ،

أمريكـا الآن القلق يأكـل قُلوبكـم لاشـك ، أين مـا ذهبتم لا مكان لكـم ، لقد فتحتم لأنفسكـم باب الجحـيم ،وأفصحتم عن وجهكم القبيح ، لامكـان لأقوالكم واداعائتكم في عقول الناس ، قال تـعالـى ((يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)) مكرتـم بقتل العـديد مـن أبناء الأمة العربية والإسلامية ، لكـن الأمــة الإسلامية باتت تترصدكـم ، وتود كثيراً اقـتلاعكم وإخراجكم من جميع أراضيها ، وبلدانها ، ومن البشرية جمعاء

أمريكا ما أنتم إلا شعب تخلصت منكم الدول الأوروبية ، تنظف السجون منهم وتلقي بهم في البواخر وتشحنهم إلى أمريكا بعد اكتشافها وكونوا نواة الشعب الأمريكي الذي قتل السكان الأصليين الذين أسموهم بالهنود الحمر ، أكثر من مائة مليون إنسان من سكان أمريكا الأصليين ( الهنود الحمر) أبادهم المستوطنون الأوروبيون وصادروا أراضيهم؛ بالضبط كما تفعل إسرائيل في قتل وتشريد الشعب الفلسطيني ومصادرة أراضيهم ومصادرة حقهم في العودة لديارهم بدعم من أمريكا العنصرية

أمريكا الآن بلد ضلَّ طريقه وقد ينتهي في كومة قمامة التاريخ مثل سبق وانتهت الإمبراطوريات كثيرة. هذه الرؤية القاتمة هي التي تستولي على تفكيرات الجميع . وأعرف أن كثيرين غيري يشعرون بمثل ذلك.

منذ عدة أيام سابقة خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع بمدن أوروبية وأسترالية ، احتجاجا على معاملة الشرطة العنصرية للأقليات، وتأييدهم للاحتجاجات الأمريكية على خلفية مقتل جورج فلويد . وتعكس الإحتجاجات الغاضبة المستمرة التي انتشرت في أنحاء العالم تصاعد الغضب إزاء معاملة الشرطة للأقليات وهو الأمر الذي أثاره مقتل جورج فلويد في مدينة منيابوليس الأمريكية يوم 25 مايو/ أيار بعدما جثم ضابط شرطة بركبته على رقبته لأكثر من ثمانية دقائق تقريبا ،والتي كانت كفيلة لخروج سيل من الإحتجاجات وموجات الغضب في أمريكا وأوروبا

وشهدت أوروبا موجة غير مسبوقة من المظاهرات المناهضة للعنصرية شهدت خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع. ففي العاصمة البريطانية لندن،

احتشد آلاف المتظاهرين في ساحة مبنى البرلمان البريطاني وهم يرتدون كمامات الوجه وسط تهديد فيروس كورونا المستجد ورفعوا لافتات وهتفوا قائلين "لا عدالة لا سلام لا للشرطة العنصرية".

وفيما اشتبك محتجون بريطانيون مناهضون للعنصرية مع الشرطة لفترة وجيزة ، بعد تجمع الآلاف في وسط لندن للتعبير عن غضبهم من وحشية الشرطة الأمريكية.

فيما رشق عدد صغير من المحتجين قرب مقر إقامة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الشرطة بزجاجات وقامت الشرطة الراكبة بإبعادهم.

وهاجمت مجموعة من المحتجين دمية على شكل الرئيس دونالد ترامب في حين ألقى آخرون مشاعل.

وفي ألمانيا مدينة برلين، اكتظت ساحة الكسندر في وسط العاصمة الألمانية بالمتظاهرين، وأقيمت مظاهرات احتجاجية أخرى في مدينة هامبورج.

وفي فرنسا، احتشد آلاف المتظاهرين المناهضين للعنصرية في عدة مدن، يوم السبت الماضي ، بما في ذلك في العاصمة باريس ، حيث تحدوا الحظر الذي تفرضه الشرطة.

كما تم تنظيم الإحتجاجات في مدن فرنسية أخرى مثل ليون وليل ورين، وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية نقلا عن وزارة الداخلية أن حوالي 23 ألف شخص تظاهروا اليوم في أنحاء البلاد منهم 5500 في باريس. ورفع العديد من المتظاهرين لافتات تظهر دعما لحركة "أرواح ذوي البشرة السمراء مهمة" والاحتجاجات ضد وحشية الشرطة المفرطة التي هزت الولايات المتحدة الأمريكية ونظامها العنصري

وفي سويسرا، قامت الشرطة السويسرية في مدينة بازل بتوزيع الكمامات على المشاركين في مظاهرة كبيرة بدلا من تفريقها بسبب تفشي وباء كورونا.

وقالت وكالة الأنباء السويسرية: "كي ستون- إس دي إيه" إن "حوالي 5000 شخص تظاهروا في شوارع بازل للاحتجاج على العنصرية في أمريكا". وأفادت الوكالة أن "السلطات لم تسمح إلا لثلاثمائة شخص بالتظاهر للحيلولة دون إنتشار العدوى".

وفي بريزبين، وهي واحدة من عدة مدن أسترالية شهدت مسيرات احتجاجية، قالت الشرطة إن 10 آلاف متظاهر تقريبا شاركوا في مسيرة احتجاجية سلمية اليوم السبت وهم يرتدون كمامات . كما غطى العديد من المتظاهرين وجوههم بأعلام السكان الأصليين، وطالبوا بوقف سوء معاملة الشرطة الأسترالية لهم .

ففي إيطاليا تجمع عدة آلاف في ساحة دياتسا ديل بوبولو في روما، حيث دعا المتحدثون لنبذ العنصرية في الداخل وفي الولايات المتحدة وأماكن أخرى. وضمن الحشد الذي شارك فيه العديد من المهاجرين الأفارقة في روما، جاء مايكل تايلور المتحدر من بوتسوانا مع عائلته.

وفي مدريد عاصمة إسبانيا تجمع حوالى ثلاثة آلاف شخص، بحسب الشرطة، ظهراً أمام السفارة الأميركية في العاصمة الإسبانية. وندد المتظاهرون من البيض والسود، بوفاة جورج فلويد، وهو أميركي من أصل أفريقي يبلغ 46 عامًا قضى وهو يقول "لا أستطيع التنفس"، ورددوا "لا سلام بدون عدالة" أو "أنتم العنصريون، من هم الإرهابيون"

وفي برشلونة الواقعة شمال إسبانيا، ضاقت ساحة سانت غاومي، حيث مقر حكومة كاتالونيا الإقليمية، بمئات المتظاهرين الذين يضعون كمامات ملتزمين قواعد التباعد الإجتماعي، رافعين لافتات باللغة الإنكليزية للتنديد بالعنصرية في إسبانيا وأوروبا.

ودعت منظمة جالية السود والأفارقة والمتحدرين من أصل افريقي في إسبانيا للتظاهر في نحو عشر مدن، من بامبلونة في إقليم الباسك إلى جزر الكناري قبالة السواحل الإفريقية.