جريدة الديار
الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:40 مـ 14 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مارا أحمد تكتب : أقصوصة..”كتابي الملون”

إنه اليوم الرابع لي في نظامي الغذائي "الدايت" محاولة مني لأفقد عدة كيلوات من وزني التي كسبتها خلال الأشهر الثلاث الأخيرة منذ هجوم "كورونا فيرس" والتي زادت من ثقلي وحمولات أضافية على ركبتي مما أضعف من حركتي وأخل بميزان جسدي ..فصرت بطيئة ،خاملة..أعاني ملل الحبس الإرادي أقلب في الصفحات الإفتراضية على الفيس بوك..لتمر أمام عيني صورا ومنشورات لشكوى الكثيرات والكثيرون ممن تضرروا وتضررن من الحظر والفيرس ..وهالني استنجادهم واستجادهن بالموت عن طريق طلباتهم وطلباتهن التي لاتكف عن فك الحظر وإتاحة الفرصة لهم ولهن لأن يجربن و يجربوا حظهم مع الحياة والموت.،،ففي كلتا الحالتين هم ميتون..

لو اغلقوا الأبواب فسيموتون جوعا وإن فتحوا الأبواب سيموتون مرضا..فالكورونا من ورائهم والحظر من أمامهم ... وأصوات تعلو على الجانبين لمجموعات بعضها عاشق وساجد لعبقرية الأمير ولمساته الإلهية التي ستحلب لهم الأكسير من السماء والبعض الآخر يلعن ويسب في تآمره على الأرض والفضاء..

وعلى مرمى الصورة سيدة ترتدي العري وتتأنق بقليل الثياب وكثير المساحيق وتتسرسب من خديها حمرة الغذاء الصحي؛ تسب الجهلاء والفقراء.،لم أسمع أنها سبت يوما الجهل والفقر والفساد،، أغلقتُ هاتفي المحمول وامسكت بكتاب شرعت في إستكمال حبكته....فأنا اهرع لنيل جائزة الدولة التقديرية على عملي العاشر في الرواية المعاصرة وما أبدعته ثقافتي من رسم صور لأبطال روايتي الساكنين القصور والذين يعانون من إختراق الرعاع لمجمعاتهم السكنية الراقية وتلصصهم على بناتهم المستلقيات على حمام السباحة الحصري...وسرقاتهم المتتالية لثلاجاتهم المنتفخة بأطايب الجنة وكانهم استأثروا بمائدة السماء والانبياء ألقيت نظرة على صورتي المنعكسة على مرآة غرفة نومي لأرى كائنا سمينا يعاني من فائض البروتين والكربوهيدرات والبرود ..

أمسكت بصفحات كتابي ذي الألوان المخضبة بالثراء ومزقته وألقيت به بوعاء القمامة الذي يحتوي على بقايا لحوم ودجاج وتوست بايت وأمسكت بهاتفي وشجبت العري الأختياري والتخمة وأعلنت صومي عن الحياة والكتابة حتى تغادرنا الكورونا وننزع ألسنة السحرة الذين تفننوا في إلقاء تعويذات غير مفهومة على آذاننا وأعيننا فجعلتنا نرى المجارير أنهارا مصبها الجنة...وضعت قدمي في خف بسيط ونزلت لأجلس بجوار الرافضين لكورونا والشاشة الملونة..