جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 02:07 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: فجيعة أن تتحدث قطر وقت الخَطر !

أحمد سلام
أحمد سلام

أن يُدعي لإجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الأزمة الليبية فالأمر لايستحق الإهتمام لأن أمور أغلب الدول العربية تتحكم فيها القوي الكبري وعليه لا جدوي من الإجتماع حتي ولو من خلال الفيديو كونفرنس توفيرا للطاقة!.

الوطن العربي ممزق شرقا وغربا وكل أزمة تفتك به خارجية المصدر والتصدي لها من أطراف المعادلة الشريرة التي جعلت تركيا تتحالف مع روسيا وإيران فيما يتعلق بالأمر السوري وعند الحديث عن الشأن اليمني فإن كل الأوراق في يد إيران التي تدعم جماعة الحوثيين لوجستياً وهو ماترتب عليه دوام الغرق في المستنقع اليمني وأقصد المملكة العربية السعودية التي ولجت إلي اليمن تحت إطار مقروء مُسبقا والمحصلة بقاء الحال علي ماهو عليه.

نفس الأمر في لبنان حيث حزب الله ويده الطولي في المشهد السياسي علي نحو يجعل لبنان دوما فوق بركان لأن الجالس في قصر بعبدا وأقصد رئيس الجمهورية لايمكن أن يقف في وجه حزب الله طالبا أن يتخلي عن نفوذه السياسي والعسكري في لبنان.

بالتزامن مع كل هذا تعرف الولايات المتحدة الأمريكية ماذا تريد وهنا دول الخليج قاطبة في عبائتها تحمي العروش وتتحكم في المشهد تزامنا مع إستغلال إيران فزاعة لإستغلال دول الخليج من خلال إقدام دول الخليج علي شراء السلاح بالمليارات من مصانع السلاح الأمريكية حتي يصدأ ويستمر الشراء دون حاجة أصلاً للسلاح في ظل وجود قواعد عسكرية في جميع دول الخليج ومليارات من الأموال تدخل الخزينة الأمريكية.

ومن هنا لاصوت لدول الخليج خارج الإطار الأمريكي مع إعتبار قطر حالة خاصة تؤدي أدواراً خاصة تصب في المصلحة الأمريكية وإن ظهرت خارج الإجماع العربي عامة والخليجي خاصة ! .

أعود للأزمة الليبية وتداعياتها بعد حديث الرئيس المصري مؤخرا حول الحل العسكري بعد تردي الأحوال جراء الوجود التركي السافر دعما لحكومة فايز السراج المسماه بحكومة الوفاق التي فتحت المناطق الخاضعة لها لتكون مرتعا لتركيا التي أرسلت المرتزقة والميليشيات طمعاً في النفط الليبي وبحثا عن شرعية زائفة للتواجد في إطار إتفاق مريب مع فايز السراج!.

كان الإجتماع الطارئ بالفيديو كونفرنس لوزراء الخارجية العرب الثلاثاء 23 يونيو بمثابة إثبات لتواجد معدوم من الأصل لأن الجامعة العربية بوضعها الحالي واجهة لوطن عربي ممُزق مُخترق ومن هنا النتائج معلومة مسبقاً.

لم تحضر حكومة الوفاق الليبية الإجتماع وكنت حريصة علي متابعة حديث ممثل قطر الذي أكد دعم قطر لحكومة الوفاق الليبية وهذا ليس بمستغرب لأن قطر وتركيا وراء ما يحدث في ليبيا منذ رحيل معمر القذافي.

وهنا فإن قطر من مسببات الأزمة وفي ظل الحرص علي إستمرار الجامعة العربية فإنه من الأولي تطهير الجامعة من الخيانة لأن دولة مثل قطر أداة لإشعال الفتن ولم تكن يوما من دعاة أي خير للوطن العربي.

أن يتحدث وزير خارجية قطر في الأزمة الليبية فإن المتحدث هي تركيا ولهذا فإن الأمر برمته عبث يكفي أن أشير إلي أن البيان الصادر عن الإجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب من خلال تقنية الفيديو كونفرنس لم يتطرق إلي تركيا صراحة في الأزمة الليبية بل أشار إلي شجب التدخل دون الإشارة صراحة إلي تركيا التي تتواجد عسكريا في طرابلس لحماية العميل فايز السراج.

ومن هنا يصدق التصور المصري للأزمة وهو أن الشعب الليبي من سيضع نهاية لما يحدث وما حديث التدخل إلا بعدما إحتكم الأمر وصار لزاما إقتلاع تركيا التي تتواجد عسكريا وتتصرف كأنها ليبيا إمارة تركية !.

فجيعة أن تتحدث قطر وقت الخطر تعني أن الإرهاب يُصان والإحتلال مُبرر وفايز السراج له شرعية وتركيا دولة صديقة غيورة علي المصلحة الليبية.

كل هذا بالتزامن مع تصور يقبل الطرح مفاده أن قطر دولة عربية عضو في الجامعة العربية من الممكن أن يكون لها صوت يُنتصت إليه في الأزمة الليبية.