جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 04:00 مـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: قراءة غابت لمحاولة إغتيال رئيس مصري

أحمد سلام
أحمد سلام

قراءة التاريخ دوما تستلزم قراءات كثيرة حتي لاننسي ودائما فهم مابين السطور يخفف عثرات كثيرة في ظل أن فصول قصة الشر مستمرة في عالم يقسو كثيرا ويتمادي والله دوما غفور رحيم إذا ماتاب العباد ولكن في حياة الأمم كل الفصول واحدة لا تتغير عدو الأمس يترك موقعه لعدو اليوم وفي النهاية يتكشف كل شيئ ولكن ماذا لو قرأنا فصول قصة الأمس لتوقي فجيعة أن يُحاصر الوطن من كل حدب وصوب كي لاتقوم له قائمة.

حتي وقت قريب كانت كلمة العدو تعني إسرائيل بينما التاريخ يوثق جريمة لايمكن أن تغيب عن الأذهان مفادها أن إسرائيل صنيعة الغرب وأن فجيعة العرب في إفتراس فلسطين بدأت بوعد بلفور في 2 نوفمبر 1917 وبعدها تحول الأمر إلي وطن قومي لليهود.

أعداء مصر إذا وفي قراءة حديثة للمشهد المصري كُثر في عالم لم تعد فيه أسرار وهنا لامجال لسرد الأسماء والتفاصيل فقط نظرة هنا وهناك وكفاك !.

في مفكرتي حدث مر مرور الكرام وقتها وأكتفت مصر الرسمية بإحتفاء بسلامة رئيس الجمهورية في إحتفالية لاتنسي في قصر الحكم ظهر فيها الشيخ الشعراوي وشيخ الأزهر وبابا الكنيسة المصرية وطوي الأمر بعد ذلك دون محاسبة من فعلوها أو بالأحري من كانوا وراء محاولة أجهضت لإغتيال رئيس مصري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

إنه في يوم 26 يونيو 1995 الرئيس المصري حسني مبارك يتوجه إلي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور إجتماعات منظمة الوحدة الأفريقية وهو المسمي وقتها قبل أن يتحول إلي الإتحاد الأفريقي.

وصلت طائرة الرئيس مبارك إلي مطار أديس أبابا وكان في إستقباله رئيس وراء إثيوبيا ميليس زيناوي وجرت مراسم الإستقبال التقليدية ليغادر الرئيس المصري إلي مقر إقامته وفي طريق المطار تعرضت سيارة الرئيس لإطلاق رصاص من شخوص أعتلوا بنايات تطل علي الطريق وقد نزل رجال الحرس الجمهوري من سيارات الحراسة المرافقة للرئيس وتصدوا للمعتدين وقتلوا منهم من قتلوا في مشهد يوثق مهارة الحرس الرئاسي وقوامهم ضباطا من الجيش والشرطة وقد تم تكريمهم رسميا بعدها من رئيس الجمهورية.

فورا كان قرار الرئيس المصري العودة فورا إلي مصر وكانت مقولته الشهيرة في معرض روايته لما جري "لِف وإرجع" وليدة يقظة رجل عسكري أيقن أنها محاولة إغتيال أخفقت ومن السلامة أن يرجع لمصر.

كان رأي اللواء عُمر سليمان مدير جهاز المخابرات بحتمية أن يتم إستباق سفر الرئيس لإثيوبيا إرسال سيارة مصفحة من مسببات نجاة الرئيس مبارك وقد ظهرت طلقات الرصاص في السيارة بعد الحادث وذاك يُحسب أيضا للواء عُمر سليمان أحد الأفذاذ في تاريخ مصر المعاصر رحمه الله.

تكشف لاحقا أن من قاموا بمحاولة إغتيال الرئيس المصري البعض منهم إرهابيين فروا إلي السودان وأن من وراء محاولة الإغتيال هو الرئيس السوداني عمر البشير أحد أذناب جماعة الإخوان في السودان وأن الفكرة كانت لحسن الترابي أحد أقطاب جماعة الإخوان في السودان وهو من إعترف بذلك في حديث تليفزيوني قبل رحيله.

محاولة إغتيال رئيس مصري بدعم من رئيس السودان ومن خلال جماعة الإخوان في السودان جريمة مرت مرور الكرام وكان من الضروري توجيه إتهام إلي الرئيس السوداني وإتخاذ مايلزم نحوه سيما وقد قُدم لاحقاً للمحكمة الجنائية الدولية بتهم عديدة وحالت مصر دون الإمساك به في جنوب أفريقيا لمحاكمته دوليا وتم إستقباله عشرات المرات في مصر وهو من أكبر الكارهين لمصر طوال فترة حكمه إلي أن تم الإنقلاب عليه قبل عام وتقديمه للمحاكمة وذاك هو القصاص العادل لرئيس قاتل !.

محاولة إغتيال رئيس مصري علي أرض إثيوبيا التي تم تحديدها مسرحاً للجريمة تاريخ ينشد التذكير به ودائما يُطرح الفرض المغاير ماذا لو نجحت محاولة الإغتيال في يونيو 1995 وحال مصر بعدها في ظل أن من وراء الجريمة إخوان السودان تنفيذا لتوجه من التنظيم العالمي لجماعة الأخوان المسلمين؟!.

نجا الرئيس مبارك من الإغتيال في أديس أبابا وظل بعدها ستة عشر عاما في الحكم إلي أن فارق ليحيا تسعة أعوام رئيسا سابقا وقد لقي ربه ميتة طبيعية وتلك إرادة الله.

للتاريخ هل كانت إثيوبيا ضالعة من الجريمة في ظل أن التوقيت هو حضور رئيس مصر إجتماعات منظمة الوحدة الأفريقية في أديس أبابا ومحاولة الإغتيال تمت في طريق المطار الذي خلا تماماً من إحتياطات الأمن المعهودة في تلك الظروف، حيث يمر منع جميع رؤساء الدولة في طريقهم لحضور قمة الإتحاد الإفريقي.

هل كانت هناك قوي كبري وراء الإيعاز للرئيس السوداني عُمر البشير للتمويل والأمر بقتل رئيس مصر؟!.

في ذكري مرور ربع قرن علي محاولة إغتيال رئيس مصري في إثيوبيا 26 يونيو 1995 بتدبير ودعم من رئيس السودان نظرة إلي مايحدث من إثيوبيا في أزمة سد النهضة تسمح بالقول بأن تهديد أمن واستقرار مصر كان مُخططا له من خلال مشهد آخر بقتل رئيس مصري.

وهنا يمكن تصور المشهد في مصر التي هي مستهدفة بالأمس واليوم وعلي طول الزمان والحمد لله أنها مصونة ودائما وأبداً الله أكبر فوق كيد كل معتدي.

إنها مصر وستظل مصر دون إنكسار أو خضوع والحمد لله دائما وأبداً عند كل خطب وبعد كل إنتصار ودحر أي عدوان وما أكثر فجار كل زمان.