جريدة الديار
الثلاثاء 16 أبريل 2024 07:28 مـ 7 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”عين شمس” هنا ولد التاريخ.. وتعلم العالم

مسلة عين شمس
مسلة عين شمس

تعددت الأسماء والمكان واحد، أطلق عليها الفراعنة " أون" وتعني العمود المقدس، وأطلق عليها الإغريق "هليوبوليس"،وتعني مدينة الشمس، و ذُكرت في التوراة، انها مدينة "عين شمس".

تلك المدينة التي صُنفت من أهم المناطق الأثرية الفرعونية، وتعتبر من أقدم عواصم العالم القديم، وأكثرها أهمية لدورها المؤثر في الحياة الروحية لمصر القديمة وكونها مركز لعبادة الشمس.

عزيزي القاري نحن على أتم الاستعداد الآن لبدء رحله جديدة في مدينه الإله الفرعوني "أتوم".

ما قبل التاريخ

مدينة عين شمس، اكتسبت تلك المدينة عبر تاريخها أهمية كبري فهي المنبع لأقدم ديانة خاصة بنشأة الكون، وأيضا هي أقدم تقويم شمسي عند الفراعنة، ويرجع نشأتها إلى عصور ما قبل التاريخ وقد لاقت اهتمام كبير من قبل خبراء الآثار، حيث كانت عاصمة لمصر في وحدتها الأولي قبل عصر الأسرات وتقع المدينة في منطقة رأس الدلتا وكانت عاصمة للإقليم الثالث عشر من أقاليم مصر السفلي وكان يسمي «حقا عنج» بمعني الحاكم العادل ووجد ذلك الاسم منقوشا على جدران مقصورة الملك سنوسرت الأول بالكرنك، ومنذ مطلع القرن التاسع عشر الميلادي وتأتي إليها البعثات الأجنبية للبحث والتنقيب عما بداخل أرضها من أثار وتحف فرعونية نادرة.

هنا وسط المدينة.

يقبع المعبد الكبير لاتوم "أله الشمس" عند الفراعنة والذي كان مقرا لعبادة الإله اتوم وكان يصور على شكل رجل له لحية ويرتدى فوق رأسه التاج المزدوج وكانت تُعبد معه زوجته وتسمي أيوس عاس ويعني العظيمة أتيه، وكانت تصور على شكل سيدة يعلو رأسها جعران وكانت تلقب بالسيدة أون، وكذا السور الضخم الذي يحيط به.

بعثات تنقيب

وفي عام1858 جاء العالم مارييت للبحث والتنقيب عن الآثار المدفونة داخل ارض تلك المدينة،حيث عثر على بعض أجزاء من المسلات بجوار مسلة سنوسرت الأول، وتابعه احمد باشا كمال الذى سكن المدينة منذ عام 1874وحتى عام 1907قام في خلال تلك الفترة بالتنقيب بمواقع عدة كانت نتيجتها اكتشاف العديد من القطع الأثرية الهامة في مقابرها، وفي تلك الفترة أيضا اكتشفت البعثة الايطالية بمصر وعلي رأسها سكاباريلي في الأعوام من 1903الى1906،بناية ذات حجرات متعددة في منطقة تل الحصن، وبقايا مقصورة للملك "زوسر" من الأسرة الثالثة وهي محفوظة حاليا «بمتحف تورين» في أيطاليا.

وتوالت الاكتشافات بتلك المدينة من قبل الخبراء والباحثين الأجانب، الى ان تولت مصر منذ عام1955تلك المهمة، والتي كانت نتيجتها اكتشاف أقدم كسر لمسلة من الدولة القديمة «الأسرة السادسة»والتي تحمل اسم الملك" تتى"وكذلك عُثر على عمود مرنبتاح التذكاري، وأجزاء من معبد لرمسيس الثاني وبوابة لكبير كهنة هليوبوليس من عصر الرعامسة

أرض الإله أون

انها مصر، حضارة سبعة آلاف سنه، تحكي كل قطعة من أرضها جزء من تاريخ الدنيا،حقا أنها أم الدنيا، صاحبة العلم والحضارة معا، فهنا على ارض الإله أون عزيزي القارى كانت أقدم جامعه في مصر وربما في التاريخ، جذبت شهرتها العديد من الدارسين للالتحاق بها حيث كانت تدرس العلوم والفلك والفلسفة والطب والتاريخ والدين وكان يطلق على كبير كهنتها لقب كبير الرائين، وكان الأمراء الصغار يتلقون تعليمهم في جامعتها مثل الأمير أمنحوتب الرابع "اخناتون". وقد درس وزار تلك الجامعة على مر العصور الكثير من الكتاب والفلاسفة والمؤرخين،نذكر منهم هيرودوت «ابو التاريخ »،والفيلسوف أفلاطون والجغرافي الشهير استرابو، وكتب عنها العديد من الرحالة والمؤرخين العرب مثل المقريزى، محمد إبراهيم الجزيرى، والمؤرخ العربي عبد اللطيف البغدادي عام 1190م، وقد تشرفت المدينة بزيارة العائلة المقدسة إثناء رحلتها إلى مصر.

ولعلك تعرف عزيزي القارئ ان المؤرخ المصرى القديم مانيتون الذي ألف كتابا عن تاريخ مصر، قد استقي معظم معلوماته من أرشيف معابد مدينة " اون" والتي كان يطلق عليها اسم برعنخ، أي بيت الحياة.

اكتشافات اثرية

لم تتواني الحكومة المصرية في اكتشاف أطلال تلك المدينة القديمة التي مازالت مطمورة في باطن أرضها، فهناك وعلى إطراف المدينة وتحديدا بحي المطرية يوجد المتحف المفتوح بالمسلة ويضم العديد من القطع الأثرية النادرة والتي تحكي جزء هام من تاريخ المدينة وكذا المسلة التي يرجع تاريخها لعصر الملك سنوسرت الاول وهي عبارة عن كتلة كبيرة منحوتة من حجر الجرانيت الأحمر المقطوع من محاجر أسوان ومكانها الأصلي إمام بوابة المعبد المهدم والمدفون حاليا تحت الأرض، ويقدر ارتفاع المسلة 20،44م ووزنها حوالي 21طنا.

شجرة مريم

ولا تنسى عزيزي القارئ زيارة" "شجرة مريم" التي استظلت تحتها السيدة العذراء إثناء رحلتها إلي مصر، وهي شجرة عتيقة يوجد بجانبها بئر مياه ترجع إلى العصر الروماني.

وكان من اهم اكتشافات القرن بتلك المدينة هو تمثال الملك رمسيس الثانى الذى أُكتشف مؤخرا بمنطقة عين شمس الأثرية بالقرب من مسلة الملك سنوسرت الأول على عمق حوالي 5امتار تحت سطح الأرض مغمورا في منسوب للمياه الجوفية،وتم نقله للمتحف المصري.

شجرة مريم