جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 03:39 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أستاذ بجامعة أسيوط أبشروا بخصوص كورونا

أرشيف
أرشيف

أعلن أصتاذ بجامعة اسيوط عبر صفحته مقال بعنوان أبشروا بخصوص الكورونا وقال عنوان غريب؛ لكن إقرأوا للنهاية أصدقائى الأطباء والمهتمين بالثقافة الصحية وعامة المواطنين، أقول لكم تقديرى ونصائحى من واقع ممارستى كطبيب أمراض صدرية حتى اليوم 6 يوليو. فى تقديرى الإصابات لم تقل ولكن فرصتك فى النجاة من كورونا لو أصابتك الآن فى شهر يوليو أفضل بكثير من فرصة الذين أصيبوا فى الشهور الماضية. لماذا؟ لأن علما وفهما أكثر وممارسة أفضل قد توفرت على مستوى مصر والعالم:
1. إنتشار أكثر للوعى بالمرض وطرق العدوى والوقاية منه، ولو أن التنفيذ غير كاف حتى الآن. هذا أدى إلى أن من يصاب يصاب بجرعة أقل من الفيروس وبذلك يكون الحمل الفيروسى viral load أقل ويستطيع الجسم التعامل معه وينتج عن هذا صورة أخف من المرض.
2. تزداد مناعة المجتمع تدريجيا ضد الفيروس (مناعة الحشود أو كما لا أحب أن أسميها؛ مناعة القطيع).
3. التوافر رويدا رويدا لأدوية ضد الفيروس نفسه ومعرفة الأطباء أكثر باستعمالاتها ومحاذيرها. صحيح أنها كلها أدوية لأمراض أخرى ولكن بعضها ثبت أنه يعمل، ولو جزئيا، ضد فيروس كورونا المستجد أيضا.
4. تحسن فهمنا نحن الأطباء للمرض؛ كنا نظنه فقط إلتهاب رئوى ونقص الأكسجين هو السبب فى الوفاة، ولذلك كان العلاج موجها نحو التنفس الصناعى أساسا. الآن أصبح واضحا أن جزءا كبيرا من سبب الوفاة هو حدوث جلطات فى الأوعية الدموية للرئة وباقى أجهزة الجسم مثل القلب. هكذا أصبحنا نحن الأطباء نعطى مضادات التجلط ومضادات تلاصق الصفائح الدموية.
5. لسبب أو لآخر فإن كوفيد 19 يقلل من إحساس المريض بضيق التنفس الناتج عن نقص الأكسجين. هذا أدى إلى هبوط تركيز الأكسجين بالدم إلى مستويات خطيرة قد تسبب الوفاة قبل إكتشاف المرض أو فى الطريق إلى المستشفى. هذا هو مايعرف بـ نقص الأكسجين السعيد happy hypoxia . الآن فهمنا ذلك وأصبحنا نقيس الأكسجين فى المنزل سواء بجهاز قياس تشبع الدم بالأكسجين الذى يوضع فى الإصبع أو بتطبيق على بعض الموبايلات. وأصبحنا نعطى الأكسجين مبكرا فى المنزل لو حالة المريض تتحمل العلاج المنزلى أو تعذر نقله أو عدم وجود مكان فى مستشفى.
6. كنا نحن الأطباء لانعرف جيدا موضوع العاصفة المناعية التى قد تحدث بعد بداية المرض بحوالى أسبوع أو أكثر قليلا وهى رد فعل شديد من الجهاز المناعى للجسم ضد الفيروس ينتج عنه إنتاج وسائط إلتهابية تسمى سيتوكاينز cالمواد ytokines تضر الجسم نفسه، وعندما عرفناها لم نكن نعرف علاجها. الآن إتضح فعالية الوقاية منها وعلاجها بالكورتيزون وأصبحنا نفعل ذلك ونقنع المرضى بعدم الخوف من الكورتيزون.
7. كنا لا ندرك فائدة وضع المريض الذى به إصابة ملحوظة فى الرئتين فى وضعية النائم على بطنه وليس على ظهره. هذه الوضعية يمكننا تطبيقها فى المنزل وفى المستشفيات والعنايات وتؤدى إلى تحسن الأكسجين.
8. إزداد الإقتناع بجدوى العلاج عن بعد والعلاج فى المنزل والعزل المنزلى وذلك سهل تلقى المشورة الطبية بسرعة دون مواصلات أو إنتقال للمريض وأهله أو تزاحم أو إختلاط.
كما تابع قائلا فإن قدر الأطباء هو مسئولية التوعية الصحية وعلاج المرضى وإحتواء قلقهم وعصبيتهم هم وأهلوهم وفى نفس الوقت الوقوف على مستجدات العلم. أخيرا أوصيكم ونفسى بالتوعية فهى مهمة، والتباعد الجسدى فهو مهم، والكمامة فى التجمعات فهى مهمة جدا. كل واحد يعمل إللى عليه. إبق آمنا فى المنزل وربنا يستر عليكم وعلينا.

أطباء أزهر أسيوط يشاركون زملائهم المقيمين بمستشفي أبوتيج لمواجهة كورونا