جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 03:04 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد يكتب: أردغان..سفاح العصر ومُصدراً للإرهابيين والمتطرفين

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد
عبدالرحيم أبوالمكارم حماد

تركيا بلداً مصدراً للإرهابيين، وتسهل عبور المقاتلين الإرهابيين الذين يسعون للإنضمام إلى مناطق الصراع في سوريا والعراق وليبيا

حيث فتح أردوغان الباب على مصراعيه أمام الميليشيات المسلحة في شمال سوريا للانضمام إلى جانب الوفاق في ليبيا مقابل أجر مادي، حيث انطلقت فرقة السلطان مراد من ريف حلب الشمالي باتجاه ولاية غازي عنتاب التركية، ومنها إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث بدأت عملية نقل المسلحين منذ أكتوبر 2019، حينما أقامت أنقرة جسرًا جويًّا عبر أراضيها لنقل المتطرفين، وتعاقدت تركيا مع فرقة السلطان مراد، لمدة 3 شهور قابلة للزيادة، مقابل 2000 دولار شهريا ، بجانب خدمات الإعاشة والتسكين التي ستقدمها لهم حكومة الوفاق في طرابلس، وتم إرسال عشرات الآلاف من العناصر المسلحة حتي الوقت الراهن.

شكلت العلاقة الوطيدة بين الحكومة التركية برئاسة حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب اردوغان، حجر الزاوية في ديمومة وتنامي نشاط الكثير من التنظيمات الإرهابية وبروز دورها في سوريا وفي مقدمتها تنظيم داعش الارهابي.

إذ كانت هذه التنظيمات والمجاميع الإرهابية تحصل على دعم لوجستي وعسكري ومالي ومعنوي مباشر من تركيا،

وعلى الرغم من تنامي الضغوطات الدولية على أنقرة وارغامها على التخلي عن دعمها لتلك الجماعات، إلا أن أردغان لم يرضخ لتلك الضغوطات وفضل تدهور الإقتصاد وعزلته دوليا على التخلي عن دعم بلاده للتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش وحكومة الوفاق وجماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس تحاول تركيا استنساخ النموذج السوري في الأراضي الليبية، لتحويلها لبؤرة صراع إقليمية تخضع للتجاذبات العسكرية فيها قبل الدبلوماسية والسياسية، لتحقيق مكاسب تتعلق بالنفوذ، وموضع تركيا التائه من خريطة الطاقة الناشئة في شرق المتوسط وخطوط تداول وإمداد الطاقة لجنوب أوروبا، مستخدمةً في ذلك الأنساق ذاتها التي طوعتها وابتكرتها في أنماط حروب الوكالة واستخدام الميلشيات المسلحة والإرهابية كموجة أولي تمهيدية لعمليات دخول القوات النظامية لأرض الميدان.

وقد أعطت مجريات الأحداث الدامية و الحصيلة الأخيرة لقتلي ميلشيات سرت التي ضمت عشرات القتلى من أصحاب الجنسية السورية، صورة لما قد تحدثه عمليات نقل الإرهابيين من تمديد لساحات الاقتتال والعبث بالأمن القومي لدول الجوار.

تكشف تلك الأحداث الدامية، بما لا يدع مجالات للشك أن الرئيس التركي متورط حتى أذنيه فى دعم و تمويل الجماعات الإرهابية مثل داعش فى العراق وسوريا وليبيا وتكررت الاتهامات الدولية كثيرا للحكومة التركية، وظهرت مطالب بفرض عقوبات على تركيا خاصة في ظل التسهيلات التى قدمتها لتدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق ،ومن سوريا إلى ليبيا تبين للمتابعين والمراقبين إستخدام المفخخات ؛ لوقف تقدم قوات الجيش الوطني الليبي، في عدد من المناطق، الأمر الذى يؤكد أن هذه أول الدلائل على استعمال «مرتزقة الوفاق» للمفخخات، وهي إحدى الآليات، التي كانوا يستخدمونها في سوريا، ويزيد من خطورة ذلك ، الإعتماد على أموال مصرف ليبيا المركزي، المدار من قبل حكومة «الوفاق» في جلب هؤلاء العناصر من سوريا، لمحاور جنوب طرابلس وورشفانة.

إذ أن طريقة إستخدام المفخخات، من قبل الميليشيات السورية الإرهابية، المدعومة من تركيا في ليبيا، ليست جديدة، فهي آلية متبعة، لدى الكثير من هذه الميليشيات في سوريا، ولهم في ذلك خبرات تراكمية طويلة، تعلموها من سنوات القتال المريرة، التي شهدتها الأراضي السورية.

كما تحولت مستشفيات تركيا فى عهد أردوغان إلى ملاذ يفتح أبوابه لعلاج الدواعش، عملا على تسهيل تحرك هذه العناصر الإرهابية وتسهيل مرورهم إلى داخل الأراضى السورية لزعزعة استقرار سوريا، وطمعا فى ثروات منطقة شرق الفرات بالإضافة إلى جميع هذه الممارسات المشينة من قبل النظام التركي الإرهابي ، استطاع تنظيم داعش تهريب حوالى 400 مليون دولار إلى تركيا بعد خسارة معاقله فى سوريا والعراق وجدير بالذكر أن هؤلاء الإرهابيين أسسوا شبكة غير رسمية لنقل الأموال عبر وسطاء إلى تركيا"، مشيرة إلى أن تنظيم "داعش" استطاع جمع إيرادات مالية كبرى، عبر قيامه بعمليات اختطاف والمطالبة بفدية، والسطو المسلح، والتجارة غير المشروعة فى النفط، من منطلق ذلك كله نخلص أن الأجندة التركية تسعي إلى "إشعال المنطقة" وإغراقها بالحروب والمشاكل والصراعات. الأمر الذي يعيد إلى الأذهان من جديد أزمة المقاتلين الأجانب المنضمين لصفوف تنظيم داعش الارهابي، وغيره من الجماعات والتنظيمات الارهابية، وتجديد الاتهامات لتركيا من جديد، بشأن ضلوعها في تسهيل إنضمام الأجانب إلى ليبيا وسوريا ، والمشاركة مع صفوف داعش وجبهة النصرة في القيام بعمليات عسكرية ضد النظام السوري.