جريدة الديار
الثلاثاء 23 أبريل 2024 01:55 مـ 14 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ناصر خليفة يكتب: «وفي بعض الحب ضعف ومذلة»

-الرجولة أدب والكرامة كنز المرأة ..

- التعايش ومسايرة الحياة طوعا وقسرا..

- الحب من طرف واحد مذلة في أغلب الحالات ..

- إن ضاعت الكرامة فلا قيمة للحب ..

- العوز المادي والأولاد نقاط ضعف المرأة المتغاضية ..

كثيرا ما تأتي المرأة على نفسها وتُجهز على كرامتها أيما إجهاز ! يحدث ذلك عندما تتغاضى هذه الزوجة وتتنازل عن أشياءٍ كثيرةٍ من مستحقاتها كزوجة وكأم وكشريكة في "مؤسسة الأسرة" .

أشياء مهمة للغاية تتجاوز عنها الزوجة، أشياء ربما تمس كرامتها في المقام الأول، بعد تعرضها للإهانة والظلم البّين من قبل الزوج -معدوم الضمير فاقد الإنسانية!- لدينا من تتعايش وتتقبل وتتأقلم وتتناسى، وتساير حياتها تحت سقف مشاعر خرسانية - قد لا تجد غيرها من الزوج!- فهل كان هذا التعايش بسبب حبها الشديد لزوجها ؟! أم أن أسبابا أخرى دفعتها لذلك دفعا قسريا، أو بالأحرى دوافع جرفتها لتتقبل هذا الجحيم وتبقى في مدار هذا السكوت !.

للأسف ! احيانا هذا السكوت قد ينسف موازين النفسية، ويحطم قواعد ومعالم الشعور والإحساس لدى المرأة ؟!.

لقد أوهمه عقله المريض أن زوجته تحبه حبا جما، واستمر متوهما بأن هذا الحب سيكون سبباً لتتحمل الزوجة قسوته وابتلاءاته وانحرافاته التي تجاوزت كل حدود الإنسانية ونفذت من سقف الاعتبارات الزوجية !.

فهل من الجائز أن نسميه حبا بدرجة العشق ! أم أنه حب مرضي لدرجة الإدمان؟ وإن كان حبا حقيقيا فما قيمة هذا الحب الذي أذل صاحبته إلى هذا الحد من الغُصة والمرارة والوجع ؟! .

بين الحب والكرامة توجد تلك المسافة الحرة التي يتحرك فيها البعض، ويروون أن الكرامة لابد من تواجدها بالتوازي مع الحب، فإن طغى الحب على الكرامة فلا حب يغني عن كرامة الإنسان .

في نفس ذات الوقت وفي حالات أخرى نجد بعضهن يفضلن التضحية بالكرامة ! لأنها تحبه وتعشقه !،أو لأن "الحب الحقيقي عطاء بلا انتظار أي مقابل" - على حد تعبير إحداهن-.

وفي بعض الحالات و"بالفعل" طغى عشقها على كرامتها بل على كامل حقوقها، وتنازل أول يتبعه تنازلات أخرى، وهلم جرا !.

كيف لهذا الحب أن يكون حباً حقيقياً، وكيف له أن يدوس بكل قوته وأدواته على الكرامة، ويطغى عليها كل هذا الطغيان !.

تقول أخريات : "لا بأس من التعايش وتكملة المسيرة بهذا الوضع في مقابل البقاء مع الأولاد فلا احتاج من الزوج شيئا سوى بقائي مع أولادي" .

إن مشاعر المرأة تتجزأ ما بين احساسها العالي بالامومة، وبين حياتها كزوجة وكأنثى، فتفضل الإحساس الغريزي الأول وهو "إشباع الأمومة".

ففي حالات كثيرة يكون الزوج العائل الوحيد للمرأة، في ظل ظروف المجتمع والبيئة المحيطة، إذن الحاجة المادية والعوز يدخل ضمن أشياء كثيرة، تتحمل المرأة بسببها كل هذه المعاناة، وإن شئت فقل : كل هذا الجحيم .!

عندما أراد الله للإنسان التكاثر لإعمار الأرض؛ خلق من كل الكائنات زوجين اثنين، فكان الانسان سيد هذه الأرض، خلق الله من نفس آدم زوجة لتكون سكنا متوجا بالمودة والرحمة، هذا قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار، يعلمه الجاهل والمتعلم.

تندهش عندما تجد كل هذا الاحترام والتبجيل للزوجة في أيام زمانٍ مضى. تذكر كم كانت جدتك تحدثك عن جدك الذي هو زوجها كم كان يدرك معنى الرحمة والمودة رغم أميته وضآلة ثقافته ! فكانت الفطرة الإنسانية هي الغالبة.

في الوقت الذي نقرأ عن هذا "المتعلم المثقف" الذي يتطاول على زوجته المتعلمة والمثقفة ! فما أدري عن أي ثقافة وعن أي تعليم يتكلمون !؟ إنه غياب الضمير العقلي مع غياب الوعي الإنساني !..

في الأيام القليلة التي سبقت هذا المقال كنت قد أجريت تحقيقاً صحفياً عن ("تجديد الخطاب الرومانسي") وضرورته عند الشعور بهدوء "جذوة الحب" بين الزوجين، لقد أجمع أغلب المشاركين في التحقيق على أن الحب بدون تناغم وتفاهم وانسجام يصبح تحصيلا حاصلا، كما أن المودة والرحمة أساس قوي لتجاوز كل المواقف الصعبة .

إذن الضمير الإنساني وشيوع المودة والرحمة والتفاهم والاحترام، كل ذلك وغيرها من القيم الإنسانية هي خط الدفاع الأول والأخير في مواجهة الهزات الأسرية.

كما أن الحب من طرف واحد خاصة من جهة المرأة لا يكفي لكي يردع الزوج عن جرائمه المتعاقبة في حق الزوجة .

وللحديث بقية .

نتيجة الثانوية العامة 2020_منة شلبي_علياءبسيوني_الزمالك_ايا صوفيا_الدوري الايطالي_احمد عز_ماتش الاهلي_باريس سان جيرمان_لاتسيو