جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 05:58 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

” رسائل نيتشه ” .. مختارات من سيرته وفلسفته

رسائل نيتشه
رسائل نيتشه

ننشر تفاصيل كتاب " رسائل نيتشه .. مختارات من سيرته وفلسفته "

عبقري الحقيقة! هكذا يصف نفسه قبل شهرين من انهياره ودخوله في أزمة عقلية مكث فيها قرابة ١٢ عاما، قبل أن يفارق الحياة في أغسطس ١٩٠٠م عن ٥٦ عاما.

كان انهياره في يناير ١٨٨٩ وهو في ٤٥ من عمره، أي حياة مشحونة بتلال من الانفعالات عاشها هذا العقل المتفرد المغترب "في ألمانيا رغم أني الآن في عامي الخامس والأربعين وقد نشرت قرابة خمسة عشر كتابا لم تنشر حتى الآن أي مراجعة ولو معتبرة بنحو متوسط لأي من كتبي.

فالناس يتهربون منا بمصطلحات مثل: غريب الأطوار، باثلوجي، نفساني، وهناك الكثير من التلميحات السيئة والمشهّرة تجاهي" فبراير ١٨٨٨م.

رسائل نيتشة: مختارت من سيرته وفلسفته عن دار الرافدين كتاب مهم في دائرة الاهتمام بنيتشة عربيا.

يظهر من مقدمة الترجمة بأنه باقة منتقاة أو مختارات من رسائله.

رسائل تشف عما في دخيلته.

منذ سنوات الدراسة الجامعية حتى الأيام الأخيرة ما قبل الانهيار. تظهر هذه المكاتيب علاقة نيتشة بمحيطه الأسري والاجتماعي والعلمي، معاناته الجسدية، قلقه الفكري، عزلته الموحشة، غرامياته المحبطة، ظروف تأليفه لكتبه، موقفه من كتاب ومفكري وأدباء عصره، نقمته على مجمل الوضع الألماني.

عرف عنه بكونه مشاء عظيما محبا للامتزاج مع الطبيعة " هنالك ثلاثة أشياء أعتبرها رغم ندرتها وسائل استجمامي: كتابي عن شوبهانور، موسيقى شومان ثم التمشي بمفردي" إبريل ١٨٦٦م. حين يكون في حالة صحية جيدة يمارس المشي لساعات طوال فالطبيعة لا يمكن فهمها إلا بالسعي إليها بعيدا عن المتاعب والضغوط.

"بوصفي متمشيا ومجترا وحيدا، فأنا لا أتعب" مايو ١٨٧٨م. عانى نيتشة من متاعب بدنية عديدة وضعف في البصر، اضطرته إلى التنقل بين العديد من المدن الأوروبية، كان كارها نوعا ما لمناخ الشمال لذا أكثر من الإقامة في الجنوب بالخصوص نيس الفرنسية وتورينو الإيطالية.

شكلت هذه الآلام دافعا قويا له، تجاوزها عبر المزيد من الإنتاج. نيتشة هذا المزيج العجيب في نمط الحياة كان مشابها لأعماله التي انفصلت عن أشكال الكتابة الفلسفية المعتادة، كتابه راوحت بين الشذرات الأدبية والرمزية والتورية نتج عنها تأويلات مختلفة وآراء متباينة لتيارات تقف على طرفي نقيض.

إن صعوبة تلقي هذه الكتابات كانت هاجسا لنيتشه جعله يستشرف أن فكره لن يفهم ولن يهضم إلا من قبل الأجيال القادمة! في رسالته لأمة: "كما أنني على دراية بالطبيعة البشرية بما فيه الكفاية لأعرف كيف إن الحكم علي سينقلب لضده في غضون خمسين عاما، وبأي وهج من التبجيل سليمع اسم ابنك بعد ذلك على حساب نفس تلك الأشياء احتقرت وأسيء إلي لأجلها حتى الآن" أكتوبر ١٨٨٧م.

استحضر هنا عبارة أوردها التونسي علي مصباح في مقدمة ترجمته لكتاب نيتشة "هكذا تكلم زرادشت" بأنه حين كان في إحدى مؤسسات ألمانيا يعمل على الترجمة يندهش الألمان الذي يسألونه عن اشتغاله حين يخبرهم بأنه يترجم لنيتشه كان ردهم "نيتشه بالعربية.. نحن الألمان لا نستطيع أن نفهمه".

من يود الولوج إلى العالم النيتشوي أنصحه بالبدء بهذا الكتاب "رسائل نيتشه" تمهد هذه الاطلالة لروح هذا الكاتب وفلسفته. "لكوني المفكر الأكثر استقلالية وربما الأقوى في هذا العصر، والمحكوم عليه بالقيام بمهمة هائلة، لا يمكنني الخضوع للحدود السخيفة التي تفرضها السياسات الوطنية الأسرية اللعينة في أوروبا على شعوبها، وأرفض السماح لمثل هذه القيود بأن تمنعني من تحية القلة الذين قد تكون آذانهم على الأقل منسجمة مع نغمة صوتي" نوفمبر ١٨٨٨م. !!