جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 10:56 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: «رشدي الخيام» .. اكتساح !

المشهد الشهير للفنان جميل راتب في فيلم طيور الظلام وقد نفذ نصيحة بطل الفيلم فتحي نوفل الذي أدي دوره الفنان عادل إمام بأن يحمل طفلا من عائلة فقيرة أثناء جولته الإنتخابية صار أيقونة المشاهد المتداولة عند كل إنتخابات والمقصود الانحياز للفقراء والبسطاء والصورة بالطبع تمنح قبولا للمرشح بما يمهد للفوز .

نصيحة فتحي نوفل مدير الدعاية الانتخابية للمرشح رشدي الخيام الذي أدي دوره الفنان جميل راتب انتهت إلي الفوز وكانت عبارة رشدي الخيام... اكتساح ترجمة لنجاح الحملة الإنتخابية وإقدام الناخبين على التصويت لنصير البسطاء.

رشدي الخيام موضوع مقالي يرمز لأي فائز في الانتخابات بالطريقة التي تدغدغ المشاعر أحياناً وتملا البطون في احايين كثيرة يختفي تماماً بعد الوصول لمقعد حارب وأنفق لأجله وهنا يختفي من الدائرة ولايظهر إلا عشية الإنتخابات الجديدة وهنا فإن معيار الحكم عليه هو الأداء خلال الفترة الماضية أي طوال الدورة الإنتخابية.

هناك كارثة تتفرد بها مصر مفادها أن دور عضو البرلمان هو استحضار الموافقات والتأشيرات من الوزراء بينما المفترض أن يكون دور النائب هو الحديث عن هموم الوطن وأداء دور البرلمان في الرقابة علي أعمال السلطة التنفيذية!.

في مصر العلاقة بين السلطة التشريعية والتنفيذية علاقة غرامية بما يعني أن البرلمان يخشي مشاعر الحكومة ويخطب ودها ويحرص علي رضاءها ولم يحدث في تاريخ الحياة النيابية أن تم سحب الثقة من حكومة أو وزير !.

رشدي الخيام الرمز في مقالي هو كل عضو وبالمجمل أعضاء المجلس أيا كان مسماه الشعب أو النواب يستحيل أن يؤدي دوره إن فعلها فإنه مغضوبا عليه.

عشية إنتخابات مجلس الشيوخ رشدي الخيام ينشط ويتحرك في كل مكانه يترجل علي قدميه قرين كاميرا ترصد نصير الفقراء والبسطاء والبرنامج معروف أمنيات تدغدغ المشاعر إلي بلوغ مقعد في المجلس وهنا علي الدنيا السلام لا حاجة لأبناء الدائرة فور التحصل علي كارنيه المجلس والحصانة وهما جواز المرور لدنيا رحيبة استحقت عناء الإنفاق والحديث عن تحويل الوطن إلي واحة غناء!.

من كمال الشاذلي والأجيال التي جلست تحت قبة كل المجالس التشريعية التي توالت علي مصر خلال الحقب الماضية لابد وأن يقرأ المصريون ذلك التاريخ جيداً لأن كل مايحدث عشية كل إنتخابات عبث ولاجدوي مهما كانت المسميات إلزم بيتك لا تضيع وقتك حتي بالحديث عن الإنتخابات انتظارا لزمن يمكن فيه القول بأن السلطة التشريعية تمارس دورها بمثل المتعارف عليه في النظم السياسية الغربية.

وهنا يمكن أن يكون هناك جدوي من التصويت لمرشح لسانا للوطن الغائب دوما في أعقاب كل إنتخابات!.