جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 01:46 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نبذة عن ابن جني من أعلام اللغة العربية

يعد ابن جني من اعلام اللغة العربية (322 هـ -392 هـ) (أبو الفتح عثمان بن جني) عالم نحوي كبير، ولد بـ (الموصل) عام 322 هـ، ونشأ وتعلم النحو فيها على يد (الأخفش) ويذكر (ابن خلكان) أن (ابن جني) قرأ الأدب في صباه على يد (أبي علي الفارسي) حيث توثقت الصلات بينهما، حتى نبغ (ابن جني) بسبب صحبته، حتى أن أستاذه (أبا علي) كان يسأله في بعض المسائل، ويرجع إلى رأيه فيها.

على الرغم أن (ابن جني) كان يتبع المذهب البصري في اللغة إلا أنه كان كثير النقل عن أناس ليسوا بصريين في النحو واللغة، وقد يرى في النحو ما هو بغدادي أو كوفي، فيثبته. التقى (ابن جني) بـ (المتنبي) بـ (حلب) عند (سيف الدولة الحمداني)، كما التقاه في (شيراز)، عند (عضد الدولة)، وكان (المتنبي) يحترمه، ويقول عنه: «هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس»، وكان إذا سئل عن شيء من دقائق النحو والتصريف في شعره يقول: «سلوا صاحبنا أبا الفتح».

ويعد (ابن جني) أول من قام بشرح أشعار ديوان (المتنبي)، وقد شرحه شرحين؛ الشرح الكبير والشرح الصغير، ولم يصل إلينا في العصر الحديث سوى الشرح الصغير.

كان (ابن جني) يثني دومًا على (المتنبي)، ويعبر عنه بـ (شاعرنا) فيقول: «وحدثني (المتنبي) شاعرنا، وماعرفته إلا صادقًا». وكان كثير الاستشهاد بشعره. بلغ (ابن جني) في علوم اللغة العربية من التمكن ما لم يبلغه إلا القليل ويبدو ذلك واضحًا في كتبه وأبحاثه التي يظهر عليها الاستقصاء والتعمق في التحليل، واستنباط المبادئ والأصول من الجزئيات.

اشتُهر ببلاغته وحسن تصريف الكلام والإبانة عن المعاني بأحسن وجوه الأداء، ووضع أصولاً في الاشتقاق ومناسبة الألفاظ للمعاني.

له ما يفوق الخمسين كتابًا، أشهرها كتاب الخصائص الذي يتحدث فيه عن بنية اللغة وفقهها. يرد بعض الباحثين اهتمام (ابن جني) بالصرف لأبعد الحدود إلى حادثة وقعت له وهو صغير، عندما عجز أمام (أبي علي الفارسي) في أول لقاء بينهما في مسألة (قلب الواو ألفا).

عاش (ابن جني) في عصر ضعف الدولة العباسية، ومع ذلك فقد وصل (ابن جني) إلى مرتبة علمية لم يصل اليها إلا القليل، وكانت وفاته سنة 392 هـ.