جريدة الديار
الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 03:59 صـ 12 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
بنك مصر يعلن تعيين عمرو دمرداش رئيسًا لقطاع ائتمان الشركات والقروض المشتركة جامعة دمنهور تنظم الملتقى التدريبي الأول بكلية التربية تحت عنوان ”تمكين معلم المستقبل” وكيل تعليم البحيرة يشهد فعاليات تقييم الفرق الإرشادية في مسابقة التفوق الإرشادي على مستوى الجمهورية مناقشة آليات تطوير العمل بالمجمعات الإعلامية بأسيوط جلسات استماع مباشرة لشكاوى العاملين بكهرباء الإسكندرية نداء عاجل من الجيش الملكي لـ الكاف بسبب أحداث شغب مباراة الأهلي غرفة الصناعات الغذائية: الهجوم العشوائي على المنتجات المصرية يفتقر للعلم ويضر بسمعة الصناعة الوطنية جيش الاحتلال يزعم تصفية قيادات حماس في أنفاق رفح سحب تشغيلة أشهر علاج لجرثومة المعدة وارتجاع المريء.. وهذه عقوبة غش الأدوية الأزهر للفتوى: مرض الإيدز لا يعني الفجور بالضرورة.. ولا يُبرِّر الوصم والنبذ المجتمعي تشكيل منتخب تونس وسوريا في بطولة كأس العرب فيريرا يهاجم الزمالك: اقتحموا شقتي.. أحبطت تمرد اللاعبين وهشتكي للفيفا

الكاتب والناقد محمد الروبي : في ذكراه أتذكر ... نور الشريف الذي عرفته

محمد الروبي
محمد الروبي

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان " نور الشريف " ، وفي هذا اليوم نشر الكاتب ،والناقد الفني ، ورئيس تحرير جريدة مسرحنا " محمد الروبي " ( مقطع من كتابه " نور الشريف ... الباحث " على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي " Facebook" بعنوان " في ذكراه أتذكر ... نور الشريف الذي عرفته " ويسطر بكلماته مايلي :

عدت بنور مرة أخرى إلى جائزتي المفترضة، والتي كنت قد منحتها له عن دور«يوسف كمال» في«البحث عن سيد مرزوق» وأخبرته أن هناك دورا آخر مرشحًا بقوة لهذه الجائزة، لكنه لن يحصل عليها لأسباب لا تخصه، لكنها تخص السيناريو وكذلك أسلوب المخرج في هذا الفيلم وهو دور«جعفر الراوى» في فيلم «قلب الليل»، سيناريو محسن زايد، عن رواية نجيب محفوظ، وإخراج الراحل القدير عاطف الطيب.

قلت له: قبل أن أسمع تعليقك.. دعني أسألك حول إحساسي بأن هذا الفيلم خارج عن سياق عالم عاطف الطيب، وإننى أراه جديرًا بعوالم مخرجين آخرين أولهما داود عبد السيد والثانى هو سعيد مرزوق؟ أنصت نور باهتمام لملاحظاتي حول الفيلم خاصة فيما يتعلق بإحساسي بأنه ـ الفيلم ـ فقد الكثير من حالته «الحُلمية» أو الأسطورية في جزئه الثاني خاصة بعد لقاء"جعفر وهدى صديق " سليلة الأسرة الأرستقراطية، وصاحبة الصالون الثقافي ، كما أن الفيلم ـ هكذا رأيته ـ تردد بين أن يكون على مستوى الرواية العامرة بمستويات عدة للتفسير والقراءة وبين أن يحافظ على مستوى واحد يخص القراءة الاجتماعية للعصر الذي سجن نفسه فيه، وتحديدا بإصرار السيناريو على أن يجسد شخصيات حقيقية في الفيلم مثل«طه حسين وسلامة موسى وبيرم التونسى وكامل الشناوي» الأمر الذي أفسد المعني الفلسفى للفيلم، وهبط به إلى أرض واقعية غير جديرة به، كما أن هذا التحديد لهذه الشخصية جعلنا ندور في فلك البحث عن المرادف الواقعي لشخصية "جعفر".

اتفق نور معى تمامًا في خطأ إقحام أسماء تاريخية في سياق العمل، بل أكد لي أن تلك تحديدا هي إحدى الملاحظات المهمة التي أخذها هو نفسه على السيناريو وأشار بها على السيناريست محسن زايد والمخرج عاطف الطيب. في ضوء هذا الحديث سأكتشف أن نور أيضًا قارىء مدقق لعوالم نجيب محفوظ السينمائية فها هو يتحدث أمامي باستفاضة عن رواية «قلب الليل» في علاقتها بروايات أخرى لمحفوظ، وها هو يتحدث عن البعد الفلسفي والأسطوري لشخصيات الرواية وأحداثها بفهم واع ومدرك لطبيعة

هاهو يقول :«لفت نظري في أدب أستاذنا نجيب محفوظ أن أسماء الشخصيات لديه ذات دلالة، وأنه فى هذا العمل تحدالرحلة التي استهدف نجيب محفوظ أن يصحبنا عبرها لاكتشاف الذات والعالم والكون.يدًا لا يمكن إغفال معنى اسم الغجرية التي أحبها جعفر في البداية وهي «مروانة» أي مرة «امرأة» والـ«وانه» بمعنى ما تملكه من غريزة، كذلك ستجد اسم المرأة الأخرى التي سيتعرف عليها جعفر فيما بعد ويتزوجها وهي«هدى صديق» أي العقل والعلم.. وهكذا رأيت في جعفر الراوي أنه الإنسان الذي يتأرجح ما بين الغريزة والعقل، وأنه إذا تعامل مع الغريزة فقط سيخسر، وكذلك إذا تعامل مع العقل فقط، فالإنسان خلق ليكون ابن هذا المزج بين الغريزة والعقل.. ولعلك تلاحظ أن عنوان الرواية هو «قلب الليل «أي أشد لحظات الليل إظلاما، إنها اللحظة التي لا تستطيع أن ترى فيها شيئا، وعليك أن ترى ذاتك.» كنت أستمع إلى تفسير نور للرواية والأسماء وأنا منبهر بهذا التحليل، الذي أتفق معه في أجزاء وأختلف معه في أجزاء أخرى، لكني في الحالتين أحترم هذا الاستعداد وهذا الإعداد الصادق الذي يعدُّه ممثل لأداء دور.

وهنا لابد لنا أن نتذكر معا الفيلم لنرى من جديد تلك القدرة الفائقة على التدرج في الأداء بين«جعفر» في بداية حياته وهو في كنف جده، وبين جعفر في نهاية حياته، وبينهما مرحلة مغايرة مع «هدى صديق»وعالمها الخاص.

تدرج الأداء من البراءة الكاملة إلى التشكك، إلى امتلاك الوعي الزائف، إلى الإحباط باكتشاف زيف ما يمتلك، هي درجات من التغير النفسي والعقلي مع الحفاظ على ملامح أساسية للشخصية لا يستطيعها ممثل يعتمد فقط على موهبته، لكنها تحتاج إلى ممثل يعرف كيف يقرأ الشخصية بوعي فى إطار قراءة واعية وأرحب للعمل ككل.

لا يبقى لي في النهاية إلا الاعتراف بأنه إذا كان الحديث عن نور الشريف هو نوع من المتعة الخاصة فإن المتعة الأكبر كانت في الحديث مع نور الشريف، فهو بحر من بحور العلم في تخصصه»الأداء التمثيلي» وبوابة كبيرة إلى عوالم إنسانية شاسعة، وروح نقية لم تفلح النجومية في أن تفسدها ، وربما لذلك استحق نور الشريف كل هذا الحب الذي أحاطه به من عرفه عن قرب ومن لم يعــــرفه إلا عبر الشاشة.. كبيرة كانت أم صغيـــرة .

واقرأ أيضًا /” حدث في مثل هذا اليوم ” .. إطلاق القمر الصناعي المصري ” نايل سات 201 ”

زمالك_الهلال ضد الفتح_الاتحاد السكندري ضد الزمالك_مصطفي حفناوي_انتخابات مجلس الشيوخ_الهيئه الوطنيه للانتخابات_رانيا ابو زيد_محمود ياسين_مانشستر يونايتد_بيراميدز