أحمد سلام يكتب: الرئيس «محمد نجيب» في ذكراه
رحل 28 أغسطس 1984 وشيع في جنازة عسكرية تليق بأول رئيس لجمهورية مصر العربية.
في ذكراه له حق الترحم عليه والتذكير به دون إبحار في قصة الأمس لأن الأمر تولاه القدر فقط يمكن القول أن مصر الرسمية صححت الأوضاع بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر الناصر وتم إطلاق سراح اللواء محمد نجيب بعد تحديد إقامته في فيلا زينب الوكيل بالمرج عقب عزله ليعيش حياة مهينة لا تليق برجل عظيم كان من مسببات نجاح ثورة وكان أيضا من مسببات انتقاد تصرفات مجلس قيادة الثورة معه لاختلاف في الرؤي كان يمكن أن ينتهي في شكل أفضل ولو كان خائنا فلماذا لم يحاكموه ويعدموه!.
عودة الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية وأمور أخري طالب بها اللواء محمد نجيب كل هذا كلفه تدمير ماتبقي من العمر محدد الإقامة مع القطط والكلاب!.
التاريخ ينتصر للواء محمد نجيب رئيسا لمجلس قيادة ثورة 23 يوليو وهي الصفة التي مررت حركة الجيش وجعلت تنظيم الضباط الأحرار كيانا مستساغا يمكن أن يكمل اهداف الثورة في ظل أن الجميع كانوا أقل من خمسة وثلاثين عاماً.
اللواء محمد نجيب خائن في مصطلحات الناصريين وتقويم الأمر يسمح بالقول بأن الناصرية توجه لأفراد ارتدوا عباءة جمال عبدالناصر الذي لم يترك حزبا وكل المشاهد التي توالت بعد رحيله انقلبت علي الأدعياء الذين إنحازوا لرؤاهم ناسين أن جمال عبدالناصر بشر له إيجابيات وله خطايا من ضمنها التنكيل باللواء محمد نجيب وإذلاله لنحو أربعة عشر عاماً هي الأسوأ في حياة رجل منح مشروعية لثورة انقلبت أول من انقلبت ضده عندما لوح بكلمة ديمقراطية.
مذكرات محمد نجيب ذكرت كل شئ للتاريخ وكان مأساويا أن يكون العنوان كنت رئيسا لمصر وقتها كانت كل المناهج الدراسية تتحدث عن جمال عبدالناصر ولا أثر لمحمد نجيب.
تكريم إسم اللواء محمد نجيب بإطلاق إسمه علي محطة مترو في عهد الرئيس مبارك وكذا إطلاق إسمه علي أكبر قاعدة عسكرية في شمال مصر بالتزامن مع توجيه التحية إليه في ذكري ثورة يوليو رد إعتبار لرجل ذاق الأمرين في حياته وأقل تكريم له أن تعرف مصر جيلا فجيلا تضحياته في سبيل تمرير حركة الجيش التي حملت أسم ثورة 23 يوليو.
في ذكراه دعاء موصول بالرحمة والمغفرة لأول رئيس لجمهورية مصر العربية المرحوم اللواء محمد نجيب.
