جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 05:42 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ناصر خليفة يكتب: همسة في أذن الأحبة

ناصر خليفة
ناصر خليفة

في فترة البحث لاختيار شريكة الحياة؛لابد من التدقيق في الاختيار، فمن الخطأ التسرع من الطرفين . لذلك جاءت فترة الخطوبة لتضع الأسس والقواعد التي تؤسس لحياة مشتركة ناجحة (بإذن الله). من الطبيعي في تلك المدة أن تُكتشف أشياء مهمة في شخصية كل من الطرفين.

إن ظهور هذه الأشياء مهم للغاية، حتى ولو كانت تُحدث خلافاً في وجهات النظر . هذه الاختلافات مهمة حتى تُطرح وتناقش فيتم التفاهم عليها إن كانت في إطار أشياء يمكن علاجها مع الوقت، لكن عندما يكون الخلاف في صلب طبائع الشخصيةولا يستطيع الطرف الآخر قبولها والتكيف معها ؛ هنا لابد من عمل وقفة!.

وقفة لمراجعتها وتحليلها فإن كانت قابلة للذوبان في أشياء أخرى "جميلة" فلا بأس، لأنه لا يوجد إنسان كامل فالكمال لله وحده .

يؤكد "علم النفس" أن البيئة الاجتماعية لها تأثيراتها في خصائص وسمات الشخصية مع العوامل الأخرى الوراثية والتربوية والتعليمية.

على الأغلب تظهر هذا التأثيرات - من العوامل المكتسبة - على الرجل دوناً عن المرأة، فالرجل الشرقي هو الأكثر احتكاكا بالشارع منذ صغره.

وبالتالي تتشكل في شخصيته بعض الطباع الخاصة، سلبية كانت أم إيجابية. تظهر هذه الطباع في الرجل؛ (كلٌ حسب البيئة الاجتماعية) وتظل معه حتى بعد الارتباط الزوجي .! وربما تتغير مع توسعة دائرة العلاقات وتغير الأماكن واكتساب خبرات من خلال مستويات التعليم ومجالات العمل المختلفة ثم التواصل مع عناصر بشرية من مجتمعات مختلفة .. (وربما تظل هذه الطباع كما هي دون أدني تغيير) حتى بعد الزواج والارتباط ! .

أما عن المرأة فبطبيعتها تتأقلم رويدا رويدا مع طباع الرجل، حسب المواقف التي تمر بالأسرة. ففي أغلب العلاقات الزوجية يستطيع الرجل أن يخلق نوعاً من الإنسجام والتأقلم لما للرجل "العربي" من مساحة كبيرة بتأثير مفهوم "القوامة" الاجتماعية وأنه الأجدر بإحتواء حواء.

وفي ظل طبيعة المرأة العربية التي تربت على كون الرجل يتحمل الكم الأكبر من أسهم المسئولية في مؤسسة الأسرة، لكن في المجتمعات الغربية ربما كان للمرأة شأنٌ آخر، فهي تربت على نمط مختلف وبيئة وثقافة مختلفة وكذلك الرجل الغربي.

نعود لبيئتنا العربية (المتشابهة في الخطوط العريضة) لكنها تختلف من دولة لدولة، حتى في داخل الدولة نفسها تختلف تأثيرات البيئة من مجتمع لمجتمع ومن بيئة لبيئة، فطابع أهل المدن يختلف عن مجتمع الريف ويختلف الحضر عن البدو .

كما تختلف مجتمعات صعيد مصر في معظم عاداتهم وتقاليدهم عن مجتمعات الوجه البحري. وليس الحديث الاختلاف للمقارنة في الأفضلية فهذا موضوع آخر .

التوافق سبب مهم من أسباب نجاح الحياة الزوجية، وهنا نعني التوافق المادي والفكري والتقارب التعليمي والتبادل العاطفي ثم تآلف الطبائع وتناغمها.

ولا نعني بالتوافق أن يكون تطابق تام ! فليس مطلوب من الزوج والزوجة أن يحدث بينهما تطابق تام بل فقط توافق وانسجام وبدوره يخلق بين الزوجين مزيد من الاحترام والتقدير وبالتالي المودة والرحمة التي تُنتج الحب الحقيقي في القلوب، حبا قويا يواجهة كل المواقف الصعبة والمشكلات الأسرية الوارد حدوثها (لا قدر الله) فالحياة لا تمر على نفس المنوال كثيرا، والواقع خير شاهد.

لكن يبقى الدين والإلتزام الخُلقي عامل مهم وفعال في الحفاظ على نسيج العلاقة الأسرية.