جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 01:13 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ناصر خليفة يكتب: أيها المضللون رفقا بالقرآن المفترى عليه

ناصر خليفة
ناصر خليفة

ولأن الإسلام جاء للإصلاح والتهذيب والتغيير للأفضل، فقد نزل على مجتمع يعُج ظلما وفسادا وفواحش، وجهلا ووثنية وشرك وعبودية لغير الله .

الإسلام لم ينزل على مجتمع راق وسوي، ولم يهبط على مجتمع صاحب حياة جميلة ولطيفة، به أناس من أهل العدل والإنسانية ! بل كان الفساد يشري بأهل مكة من خمر ونساء وجواري وفسق ومجون وعبيد وأصنام من حجارة وأصنام من عجوة !.

الإسلام نزل على رجال كانت قلوبهم قاسية كقسوة الصحراء ولهيبها، فكانوا يتقاتلون ويتحاربون ويقتصون ويثأرون ويبغون، كان رجالهم يبتئسون ويحزنون عندما يبشرونهم بالأنثى! فيدفنونها حية تحت التراب !.

عندما يُقرأ القرآن اليوم ؛ يتصور ضعاف العقول والقلوب أن هذا الاسلام هو الذي جاء بكل الموبقات ! وكأن الإسلام أحل العبودية والرقيق والجواري والإماء ووأد الإناث وانتهاك حرية السبايا والأسرى وحول الأحرار إلى عبيد !.

بالطبع هذا افتراء وتضليل، فالقرآن نزل ليحرم تلك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، نزل ليعالج كل ظواهر الفساد الموجودة والمستشرية في تلك المجتمعات حتى النخاع.

نزل القرآن منجما على مدار ثلاثة وعشرين سنة عمر الدعوة المحمدية منها ثلاث عشرة سنة في مكة (ضعف وقهر وتعذيب وجحيم وصبر واحتساب) وعشر سنوات في المدينة (قوة وأمن وأمان واستقرار وتأسيس دولة وكيان)، وما كان ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فكان القرآن - ولا زال - يعالج قضايا اجتماعية وإنسانية واقتصادية وسياسية وأشياء أخرى كانت تواجه النبي والمسلمين.

القرآن كان ولا زال يخاطب الناس أجمعين لكل العالمين . القرآن كتاب ليس حكرا للمسلمين بل هو كتاب من الله للناس كافة. حديث القرآن عن عتق الرقاب لا يعني أنه أجاز العبودية في البداية ثم عاد فمنعها !فالرق وتجارة العبيد واستعمال الجواري كان موجودا من قبل بعثة الإسلام بقرون من الزمان.

قس على ذلك الخمر والملذات إلى آخره، وهكذا القرآن لم يخلق هذه السلبيات بل جاء لعلاجها ولكن رويدا رويدا وعلى مراحل هكذا أسلوب القرآن في التحريم والتحليل في الإجازة والمنع.

الإسلام ليس مسئولا عما جاء بعده من فتن في السياسة والحكم، وتجاوزات بعض المسلمين وضلالهم ! الإسلام ليس مسؤولا عن الاقتتال والحروب من اجل السلطة والمال ومتاع الدنيا.

القرآن لا يسأل عن أفعال البشر بل هو الذي قال: (إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم) فلماذا تُحمِلون القرآن ما لا يجب أن يتحمله ولا دخل له فيما جرى!. فلو تأملت قليلا في تاريخ المجتمع الذي استقبل بعثة نبي الإسلام لفهمت مقاصد القرآن وفهمت آياته فهما دقيقا، ولعلمت أنه بالفعل كتاب كريم نزل به وحي من السماء وليس من صنع بشر .

القرآن ليس به شيئا من تناقض أو نقص !. كل ما يتعرض له القرآن هو بسبب أناس نقضوا عهد الله من بعد ميثاقه، أناس اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين . أناس يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون.

أيها السادة رفقا بقرآن لا يأتيه الباطل على الإطلاق وكل التهم الموجهة إليه باطلة لأنه قرآن مجيد في لوح محفوظ.