جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 11:10 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

دكتور محمد الأشقر يكتب : حماس.. ام جنون.. ؟؟

منذ خمسه اعوام.. لفحتني نسمه حماس.. ان اخوض تجربه الترشح لعضويه مجلس النواب عام 2015... عن دائره مصر القديمه والمنيل.

الحكومه فتحت الباب.. وبدانا الاجراءات القانونيه.. والكشف الطبي الذي تكلف حوالي 4000 جنيه... وتم استئجار مقر مؤقت للحمله علي كورنيش النيل بجوار شركه مرسيدس...

وبعد اعلان اسماء المرشحين في الصحف القوميه.. ارتاءت الحكومه.. تاجيل الانتخابات لاسباب قانونيه..!!

وبعد عده شهور... واستعداد اكثر من الحكومه.. تم اعاده فتح الباب.. واعاده فتح الترشيح... حدثت بعض اللخبطه فيما يخص اعاده قيد المرشحين السابقين.. وانتهي الامر.. باعاده التقديم والكشف الطبي من اول وجديد..

طار المقر المؤقت.. ولم تطير الرغبه والحماس.. وبدات اجراءات التقديم والكشف من جديد..

جلست وحاورت اصدقاء كثيرين.. وكان راي معظهم ان ماافعله نوع من الحماس الزائد او الجنون.. حتي اخي الكبير الطبيب المقيم بسويسرا منذ عشرات الاعوام.. وخالي الاستاذ الجامعي بكليه العلوم.. كان نفس الراي.. ورغم ذلك.. تبرع كلا منهما بمبلغ الفين جنيه مساهمه في حمله الدعايه المتواضعه.. وكان تبرعهم هذا.. هو التبرع الوحيد... مع دعاء الاحباب والاصدقاء... وتم صرف كل مدخراتي التي ادخرتها من العمل خارج وداخل الوطن.

كان املي او رهاني.. في خوض الانتخابات.. انه قد حدث تغيير في الشارع المصري بعد حدوث ثورتين كبار... 2011 و. 2013..كان املي او حلمي.. او رهاني.. نوع من السراب الذي يراه المسافر عبر الصحراء.. يحلم بالماء.. وما ان يقترب حتي يكتشف السراب..

بدات اجراءات الدعايه للمرشحين.. ووضع اللافتات بكثافه في الشوارع والميادين... واكتشفت متاخرا... ان الدعايه ليست فقط لافته تضعها في مكان بعد تكلفتها عند الخطاط.... لكنها تحتاج نقود كثيره للتعليق.. ونقود كثيره لبلطجي الحي.. والبلطجيه الاخرين.. لعدم نزعها بعد وضعها بساعات.... ومرور المرشح علي شوارع ومناطق الدائره.. لايكفي.. بل لابد من وجود الغموس.. مال ورقي ملفوف تضعه بهدوء في كف المنتخبين... وتجار الاصوات والبطاقات التي يتم تصويرها وتسجيلها في كشوف... وتستخدم هذه القوائم لاحقا.. يوم التصويت.

رايت في دائرتي مصر القديمه.. مصر عام 2030 في ش عبد العزيز سعود بالمنيل.. ورايت مصر عام 1960 في منطقه اسطبل عنتر وخرطه ابو السعود... ورايت مصر عام 1920.في منطقه صغيره خلف جامع عمرو.. يطلق عليها.. بطن البقر... لاعلاقه لها بما يدور في مصر الان. ..

مرت ايام الدعايه سريعه.. بما فيها من افراح.. واحزان.. وشجون.. ومتناقضات.. واتصالات بين المرشحين... ورفض تام من كاتب السطور.. لاي تبرع غير واضح المصدر.. او المقصد.. وبامكانيات متواضعه.. لكنها نقيه وعائليه.. استكملت المشوار حتي يوم التصويت.. وهنا كانت الطامه الكبري..

امام عيني وعيون الجمهور.. وعيون الشرطه والقانون.. كان يتم توزيع اموال طائله من شنط سموسنايت علي المنتخبين.. البسطاء.. الفقراء.. في معظم لجان الدائره.. وصارت الجمله المشهوره المتداوله بين جمهور شوارع مصر القديمه.. خلي بالك رقم 6...وهو رقمي.. .لايدفع فلوس لاحد.. والبعض اشاع اني من فلول الحزب الوطني.. والبعض اشاع اني من خلايا تنظيم الاخوان... رغم ان انتمائي علي مدي عمري هو لطمي النيل.. فقط لاغير.. وللانسان في كل مكان.

.. والبعض اشاع اني اسكن في المريخ.. ولست من سكان الحي علي مدي خمسين عاما... اكملت المنافسه بعزيمه حتي اغلاق باب التصويت ثاني يوم في المساء.. وشكرت عائلتي واخوتي واسرهم.. وكل الاصدقاء والجيران الذين ساعدوني بمحبه واخلاص.. وخلدت للنوم.. ساعتين... وفي منتصف الليل.. علمت اني حصلت علي حوالي 2200 صوت.. وترتيبي العاشر تقريبا بين ال27 مرشح..وحصاد اصوات الاربعه الاوائل الذين تمت بينهم الاعاده تراوح بين ال 7000 و 5000 صوت.. وصرف كل منهم حوالي 5 او 3 مليون جنيه... ومرشحين اخرين صرفوا ملايين ولم يكتب لهم النجاح.

حينئذ فهمت. انه من المستحيل... او من الصعب. ان ينجح اي فكر جديد.. حر التوجه او التفكير... لازم حزب كبير... او جماعه تلتحف بالدين.. ولن يستطيع اهل الانتخاب ان يحسنوا الاختيار.. ماداموا يعيشون في دوامه الفقر والجوع والاحتياج.. او غياب الوعي والتعليم.. او اللعب باسم شعارات الدين.. او زغلله عيون الناس بكرتونه التموين... او التخويف بالعصا الغليظ... ومادامت مكبرات صوت المذياع والتليفاز تذيع اغاني الرقص والتهليل والتصفيق... لتيار ما.

اتمني في جوله الانتخابات القادمه بعد ايام... ان تتحسن الامور بنسبه 30٪...اتمني..او احلم... وارجو الا يكون حلمي سراب.. عشناه علي مدي خمسين عاما..

والان عزيزي القارئ... اسالك بكل احترام.. هل كانت تجربتي هذه.. حماس زائد.. ام احد انواع الجنون... ؟؟

. بقلم. طبيب مصري.. خاض التجربه.