جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 05:46 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حنان العشماوي تكتب : حب بلا نهاية

إليك أيها الأزرق المُحيط انحني محبةً وعشقًا

خطوات تترك آثارها على الرمال المبتلة بهجمة

الموجة ثم انحسارها إلى حيث كانت

أستمتع بملمس الرمال بين الأصابع أثناء الخطو إلى أن أصل إلى مأمني

صخرة موجودة منذ بداية الزمان نحرتها الأمواج

وشكلتها الريح إلى أن خلقت منها مقعدًا صخريًا تطل منه على أجمل ما خلق ربي من منظر

درجات متفاوتة من الأزرق الفيروزي يتراوح فى شفافيته

بين البلوري المضئ إلى الأزرق الداكن

وخيالات فوق الماء لأجنحة طائر يخترق السماء

ناصبًا عينيه على هدف يختفي ثم يعاود الظهور بين الدرجات المتفاوتة من الألوان

لحظات يمرق كالسهم قاصدًا تلك الفضية السابحة أسفل القشرة الزرقاء ثم ينتهي المشهد بانتصار المجنح الأبيض حاملًا الطريدة الثمينة

كم سافرت بخيالاتي مع أساطيرك من وحوش خارقة وعرائس مسترسلة الشعر ذهبية الذيل!

يداعب خيالي تلك النقوش البيضاء أشعر أنها نتاج تلامس الموجات بعضها بعضا

أي غزل وأي عشق أحياه

حين أتطلع إليك تتسرب الحياة من بين الخلايا ترحل إليك تلتمس من نسماتك طاقة الكون ودافعها!

نعم إنها قصة عشق قديمة بيني وبين الأزرق المحيط بكل انفعالاته

في سكونه سكون لنفسي وهدوء للكون من حولي، كما أنه يمتص غضبتي بعنفوانه وثورته كمن يقول: أشعر بك وبتلك العواصف التي تكاد تطرحك أرضا، الزمي موقعك فلن تزيدك الأنواء إلا صلابة وإصرارًا

الأسكندرية

عشقي الساكن المتجدد فى القلب

حرة أنا كأحد تلك النوارس البيضاء تطوف بالمرافئ تستند على الصواري لالتقاط الأنفاس ثم تعاود رحلتها غيرعابئة بدفع الرياح وشدة النوة القادمة بل قد تندفع إلى منتصف العاصفة تستدعي فورة الدماء فى أطرافها تحثها لمتابعة الطيران إلي ماشاء قدرها

أتابع المسير تحت زخات رقيقة من أمطار بواكير الشتاء اعتدت أنا فعلها كلما ضاقت بي الأرض بما رحُبت أنطلق إلى الجميلة الفتية

الأسكندرية

بحرها مستودع أسرار المحبين والمكلومين كلٌ سواء، التمس راحة النفس على كورنيشها أجلس فى انتظار الموعد، لم نخلفه مرة أنا وشمس الغروب تأتي على مهل

ترمقني بتلك النظرة الحانية وكأنها تعلم ما يختلج بالقلب

ينساب دمعي فيختلط بملوحة رذاذ الموج يحمله الهواء إلى الوجه يلطف حرارة وجنتي

أبوح وأبوح وتستمع هى الى شكواى دون ان تلتفت عني

أسر اليها

انا وحيدة سيدتي فقد رحل من رحل ولا أرى ضوء فى نهاية النفق

يأتيني شعاعها الحاني

يرسل ظله الى الانهائية كأنها تدعوني لارسال النظرة للبعيد

تهمس أشعتها بداخلي وهل هناك من نهاية لأشعتي او سرمدية البحر

لا تنتظرى للطريق رفيق ولا نهاية بل هى مجموعة من الخطى تأخذك من عالمٍ لآخر بحسب ما تأملي

ضعي بعضا من دفء أشعتي بداخل هذه الروح، اظهريها فوق شفتيكِ حين تبتسمي

املئي فراغ القلب مد البحر محبةً وشغف ، تنفسي مِلأ البراح سعادة

سافري مع الريح كما الطير لا تتفقدي النهايات

فكل يومٍ هو مخاض جديد بإحداثيات مختلفة

تشرق شمسه تضيئ الدنيا بما رحبت .