جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 12:41 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الأنثروبولوجيا المستقبلية تدرس مستقبل الشعوب والجماعات

أرشيفية
أرشيفية

لماذا يدرس الإنسان مستقبل كل الظواهر والقضايا والأحداث في الوجود، بينما يعجز عن دراسة مستقبل ذاته؟ ألا يجدر بنا أن نسكتشف مستقبلنا وقوانين علاقاتنا القادمة؟ من هنا العلوم الإنسانية الآن في مرحلة مطلوب منها أن تتصدى لتحديات الواقع وتتطور استعدادًا للمستقبل أكتر مما تقدم للتراث الفكري، لذلك من الضروري اعتمادها على منتوجات المسوح والبحوث، فتغدو من أهم العلوم ويغدوا العمل من أجل المستقبل البشري فرضية إنسانية حضارية.

بداية يقول الدكتور عبدالقادر الهواري مؤسس الأنثروبولوجيا المستقبليىة عندما ننظر إلى نظام الحكم في اليابان نجد أن الإمبراطور من أكبر قبائل اليابان، وعندما ننظر إلى المملكة المتحدة نجد أن عائلة الملكة من أكبر عائلاتها وعلى كلا المثالين قس مئات القبائل والعشائر التى تحكم وتقود جماعات ومجتمعات بالوراثة وبغير وراثة، ليس هذا فقط في السياسة، بل نجد مثل هذه السيطرة والقيادة في النمط الإقتصادي والمهني..إلخ. وعلى جانب آخر نجد نظام الحكم الجمهوري الذي يتم فيه انتخاب الرئيس المستقبلي، حيث نجد ان الحزب هو عبارة عن جماعة تسعى للوصول إلى الحكم مستقبلًا في مجتمع ما، وبالتالي تستطيع تطبيق رؤيتها وأفكارها المستقبلية المعدة. وفي فكرة صندوق الإنتخاب نجد ان المرشحون للحكم أو البرلمانات لديهم قدرات مختلفة مالية وتنظيمية وجماهيرية ..إلخ. الوزراء في أي مجتمع كل واحد منهم من جماعة مهنية ومكانة معينة ويندر ان يؤتى بوزير لقيادة وزارة ليست في دائرة اهتماماته.
وأشار الهواري إلى أن هذا يؤكد على أهمية الأنثروبولوجيا المستقبلية، وليس انتحار الأنثروبولوجيا، حيث يوجد أكثر من 66% من العلماء الذين يعملون في ميدان البحث العلمي ينشطون في مجال الأسلحة، أي الميدان السلبي للحضارة. ومن اللافت للنظر أن 67% من الدراسات التي نعدها من دراسات الأنثروبولوجيا المستقبلية التي تدور حول الإنسان تقوم بها الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات العسكرية، كما أن 97% من الإنفاق على الدراسات المعنية بالمستقبل يتم في الدول المتطورة. ويضيف د. الهواري أقدم الأنثروبولوجيا المستقبلية باعتبارها آخر العلوم الإنسانية من حيث النشأة والنتائج العلمية التي يمكن أن تحققها، وقد قدمناها وأسسنا لمفاهيمها ومصطلحاتها وخصائصها ومضامينها ومجالاتها ونظريات وأبحاثها الميدانية ودراساتها وعلاقتها بالعلوم الأخرى.

وينهى د. الهواري ربطت هذا التطور المعرفي والسياقي اللذين ساهما في تمايزها من حيث المنهج و الموضوع، وهو ما يمنح هذا العلم إثراء علمي ونظري وميداني. كما رسمنا لها مستقبلها الذي يجعل منها أكثر العلوم الإنسانية خاصة والعلوم جميعها عامة فاعلية وميزات أكاديمية وموضوعية وتثقيفية.

الخشت: لا زيادة في مصروفات الدراسة بجامعة القاهرة