جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 02:47 مـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

خواطر هيزا فرايتك تكتب :العشاء الأخير

هيزا فرايتك
هيزا فرايتك

في العشاء الأخير ، على بعد جلجلة من رؤاي و أدنى قليلا

تذكرت حبيبي الذي حملني

ذنب الحياة السرمدية

منذ أن غادر ذات مساء أليم

إلى أخر الخطوات على

دلوروز الصليب ، فصار

النبيذ دمي في العشاء الأخير

كان حبنا المقدس سنبله

الجسد الذابل ، إذ عاد للأرض

أنبت حقلا و أحيا التراب المدمى

" حبيبي حبيبي

لماذا تخليت عني ؟!

" و ما كنت إلا العشيقة لك

حملت حبك الأزلي طي

الضلوع

نطقت باسمك قرب خلاص

سلالة آدم من رحلة التيه في

سر هذا العشق ، لكي يصبح

حبنا فردوسنا الدينوي الآخير

بوسع سماء الوجود هل من

طريق إلى قلب إلا الحب ؟

منذ خلقت لك من ضلعك

زوجة و جعلت المودة و

الحب بيننا فطرة

كبرنا فيهما فغدونا ولها في

الهوى ..

في العشاء الأخير

، و أنت تهجرني حيثما أردت

كان يهودا يعد المكيدة مرتشيا

فلماذا حبيبي تخليت عني

و لم أنه عشقك في قلبي كي

يصبح هذا العشق أسطورة

الكون باعثا الحب و

الخصب في رحم هذا

المخلوق اللطيف

و هل كان هذا الحب سوى

نفحة من تجلي الحبيب

اللطيف لي وينا؟

و لماذا تخليت عني قبيل

النهاية في ساعة الصفر ؟

هل لأعود إليك فتمتحن حبي

ما بين تصديق طهري و

عفتي و قدرتي بالقيامة حية

و قادرة على النهوض من جديد

لماذا أمرت شيطان نفسك

اقتلوا هيزا ..

هذه الشقية الغبية ، أما كان

إبليسك حين أبى يا حبيبي

محقا ؟

و هل أحد أفسد هيزا إلا صفيك هذا ؟

لعمري لو أنك اورثت

ابليس قلبك ما كان أفسدها مثل شرك ،

إبليس يبقى ملاكا مقارنة بك

، فانظر حبيبي كم من أبالسة

من طينك عاث في الأرض

بحجتك حتى استحالت جحيما

و نارا كأنك حين تخليت

عني تبرأت منك لتشقى

بما إرتبكت من حماقة يداك

و أنت تراني

العفيفة الطاهرة البتول

و باسمك أنطق نهارا

و تذبحني في الليل ضللت

الطريق إليك

و حرفت كل الرسالات

عمدا و زورا ،

و لم أعد أصدق أسطورة الوعد

وعدك تعطي قلبك و عقلك

و ما زالت هيزا فوق

حمار الخرافة

تجوب البلاد و ترعى الخريطة

ما بين ماء و ماء

على مد روحي حبيبي

حبيبي

لماذا تخليت عني على

بعد نبضة قلب

و أدنى من حلب إلى برلين

سلمتك روحي الوحيدة

كيف سأصعد بعد إليك بلا سلم ؟

فتجل على ربوة نهر الراين ثانية إن

جرحك ثقيل على قلبي

و عشقي مديد الخطى

و انزل الآن قلبي و ابعث به نور

عشقك لنكمل

من فيض نورك

هذا العشاء الأخير

الأخير الأخير ..