خواطر هيزا فرايتك تكتب :العشاء الأخير
في العشاء الأخير ، على بعد جلجلة من رؤاي و أدنى قليلا
تذكرت حبيبي الذي حملني
ذنب الحياة السرمدية
منذ أن غادر ذات مساء أليم
إلى أخر الخطوات على
دلوروز الصليب ، فصار
النبيذ دمي في العشاء الأخير
كان حبنا المقدس سنبله
الجسد الذابل ، إذ عاد للأرض
أنبت حقلا و أحيا التراب المدمى
" حبيبي حبيبي
لماذا تخليت عني ؟!
" و ما كنت إلا العشيقة لك
حملت حبك الأزلي طي
الضلوع
نطقت باسمك قرب خلاص
سلالة آدم من رحلة التيه في
سر هذا العشق ، لكي يصبح
حبنا فردوسنا الدينوي الآخير
بوسع سماء الوجود هل من
طريق إلى قلب إلا الحب ؟
منذ خلقت لك من ضلعك
زوجة و جعلت المودة و
الحب بيننا فطرة
كبرنا فيهما فغدونا ولها في
الهوى ..
في العشاء الأخير
، و أنت تهجرني حيثما أردت
كان يهودا يعد المكيدة مرتشيا
فلماذا حبيبي تخليت عني
و لم أنه عشقك في قلبي كي
يصبح هذا العشق أسطورة
الكون باعثا الحب و
الخصب في رحم هذا
المخلوق اللطيف
و هل كان هذا الحب سوى
نفحة من تجلي الحبيب
اللطيف لي وينا؟
و لماذا تخليت عني قبيل
النهاية في ساعة الصفر ؟
هل لأعود إليك فتمتحن حبي
ما بين تصديق طهري و
عفتي و قدرتي بالقيامة حية
و قادرة على النهوض من جديد
لماذا أمرت شيطان نفسك
اقتلوا هيزا ..
هذه الشقية الغبية ، أما كان
إبليسك حين أبى يا حبيبي
محقا ؟
و هل أحد أفسد هيزا إلا صفيك هذا ؟
لعمري لو أنك اورثت
ابليس قلبك ما كان أفسدها مثل شرك ،
إبليس يبقى ملاكا مقارنة بك
، فانظر حبيبي كم من أبالسة
من طينك عاث في الأرض
بحجتك حتى استحالت جحيما
و نارا كأنك حين تخليت
عني تبرأت منك لتشقى
بما إرتبكت من حماقة يداك
و أنت تراني
العفيفة الطاهرة البتول
و باسمك أنطق نهارا
و تذبحني في الليل ضللت
الطريق إليك
و حرفت كل الرسالات
عمدا و زورا ،
و لم أعد أصدق أسطورة الوعد
وعدك تعطي قلبك و عقلك
و ما زالت هيزا فوق
حمار الخرافة
تجوب البلاد و ترعى الخريطة
ما بين ماء و ماء
على مد روحي حبيبي
حبيبي
لماذا تخليت عني على
بعد نبضة قلب
و أدنى من حلب إلى برلين
سلمتك روحي الوحيدة
كيف سأصعد بعد إليك بلا سلم ؟
فتجل على ربوة نهر الراين ثانية إن
جرحك ثقيل على قلبي
و عشقي مديد الخطى
و انزل الآن قلبي و ابعث به نور
عشقك لنكمل
من فيض نورك
هذا العشاء الأخير
الأخير الأخير ..