جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 08:52 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محطات من حياة الفنان التشكيلي إدوين هنرى لاندسير

برزت الموهبة الفنية للنابغة سير إدوين هنرى لاندسير، وهو لا يزال طفل لم يتعد الخامسة من عمره، ولد لأب يعمل في فن النقش فلقى الابن من أبيه التشجيع بعد أن لاحظ الأب موهبة ابنة المبكرة واصطحبه معه لرسم الحيوانات في الحقول المحيطة بلندن، وفى الفترة من سنة 1813م، حتى سنة 1816م، حصل على عدة جوائز من جمعية الفنون حيث وضح للجميع بوادر عبقريته التي أهلته لعرض لوحاته الأولى في معرض الأكاديمية الملكية سنة 1815م، وهو في الثالثة عشرة من عمرة ليلتحق في السنة التالية بمدرسة الأكاديمية فأظهر اهتمامًا واضحًا بدراسة علم التشريح وخاصة علم تشريح الحيوانات لدرجة انه استطاع أن يحصل على جثه أسد ميت من حديقة الحيوان ليشرحه بالفعل درس جثة ذلك الأسد وشرحه بالكامل، كما كان مولعًا بمشاهدة سباقات الكلاب وممارسة مهنة الصيد البرية. رسم سلسلة من لوحات الحيوانات البرية التي لاقت الإعجاب والشهرة ومن ثم انتخب عضوا في الأكاديمية الملكية للفنون عام 1831م، فقابلته الملكة فيكتوريا بنفسها وأعجبت بموهبته وأثنت عليها وسمحت له بالتردد عل القصر الملكي دون إذن مسبق فرسم لها ولأفراد عائلتها عددا من اللوحات المهمة كما كلفته برسم كلابها نتيجة مهارته الشديدة في مجال التصوير الحيواني ومن ثم عرف به أفراد المجتمع الأرستقراطي وأجزلوا له العطاء وخاصة بعد أن عرفوا صداقته للملكة.

في عام 1840م، أصيب بالانهيار العصبي وهو في أوج شهرته فسافر في جولة أوروبية طلبًا للراحة والهدوء فرسم في تلك الفترة لوحات المناظر الطبيعية وتحسنت حالته الصحية نسبيًا فرجع إلى وطنه في لندن ومُنح لقب فارس سنة 1850م، إلا أن نوبات الاكتئاب والضيق والهواجس طاردته وتأزمت حالته النفسية حتى وفاته عام 1873م، فاصطفت حشود المواطنين لتوديعه وأنزلت الستائر على البيوت والدكاكين حزنًا وتقديرًا لفراق ذلك الفنان العظيم الذى نبغ في رسم مواضيع الحيوانات من خيول وكلاب وآيل وغيرها فخرجت لوحاته حية معبرة عن أحاسيسه الإنسانية الغامرة وهو ما حقق له الشعبية وحب الناس.