جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 04:53 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حدث خلال ساعات.. وزير الأوقاف: لن يحترم الناس ديننا مالم نتفوق في أمور دنيانا

شهد نشاط عدد من الوزراء "الأوقاف، البترول، الآثار، الرياضة" خلال ساعات عدة أحداث هامة تستعرضها لكم "الديار" ابرزها:

تفقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، متحف المركبات الملكيه ببولاق، للوقوف على آخر الأعمال به ووضع اللمسات النهائية له تمهيدا لافتتاحه الوشيك.

رافقة خلال الجولة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وايمان زيدان مساعد الوزير لتطوير المواقع الأثرية، وعدد من قيادات الوزارة.

وقد شملت الجولة تفقد قاعات العرض والفناء والنافورة ومراجعة اللوحات الإرشادية بالمتحف.

يضم المتحف مجموعة رائعة من المقتنيات من أبرزها العربات الملكية مختلفة الأحجام والأنواع، والتي ترجع إلى فترة حُكم أسرة محمد علي باشا في مصر، كما يضم مجموعة من أطقم الخيول ولوازمها، بالإضافة إلى الملابس الخاصة بالعاملين بمصلحة الركائب والذين ترتبط وظائفهم بالعربات. فضلًا عن مجموعة من اللوحات الزيتية للملوك والأميرات التي يرجع تأريخها إلى نفس الحقبة التاريخية.

كما تم الانتهاء من كتابة البطاقات الشارحة لجميع القطع الأثرية باستخدام طريقة برايل لذوي الإعاقة البصرية ووضع خريطة شارحة لقاعات المتحف عند المدخل، وتحديد ووضع الممرات الممهدة والمنحدرات لسهوله الصعود والهبوط بما يسهل حركة الكراسي المتحركة لذوي الإعاقة الحركية، وسوف يتم وضع لوحات إرشادية بجميع القاعات باستخدام لغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية، بالإضافة إلى تخصيص دورات مياة لذوي الاحتياجات الخاصة مجهزة طبقا للمواصفات العالمية.

جدير بالذكر أنه تم وضع سيناريو عرض جديد يهدف إلى إلقاء الضوء على جميع القطع الأثرية الفريدة من خلال ٥ قاعات للعرض يضمها المتحف؛ وهي قاعة الانتيكخانة والتي ستعرض العربات والمركبات المهداة إلى الأسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة، وقاعة الاستقبال وبها شاشة عرض سينمائي ويتم عرض فيلم وثائقي عن الفترة الزمنية للأسرة العلوية ، وقاعة الجمالون ( الموكب ) وتمثل الشارع في العصور الملكية وتعرض أندر أنواع المركبات وهي عربة الآلاي والتي تمتاز بدقة صناعتها وفخامة زخرفتها. وهي مهداه من الإمبراطور نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجينى للخديوي إسماعيل وقت افتتاح قناة السويس عام 1869م. ثم قاعة المناسبات الملكية وتضم مجموعة من العربات التي كان يستخدمها أفراد الأسرة العلوية خلال المناسبات الرسمية المختلفة بالإضافة إلى لوحات زيتية عبارة عن بورتريهات لملوك وملكات وأميرات وأمراء الأسرة العلوية. وقاعة الحصان وتضم مجموعة من الفتارين لعرض الملابس الخاصة بالعاملين على العربات الملكية.

وزير البترول يستقبل السفير المجرى لدى القاهرة

استقبل المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أوندراش كوفاشى السفير المجرى لدى القاهرة حيث تم بحث سبل التعاون في مجال البترول والغاز في ضوء مذكرة التفاهم التي وقعتها مصر مع المجر في مجال الطاقة في أوائل الشهر الحالي لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات.

وخلال اللقاء أكد الملا أن النجاحات التي حققتها مصر مؤخراً في كافة الأنشطة البترولية جذبت أنظار الشركات العالمية العملاقة وفتحت شهيتها للعمل في مصر في ظل تحسن مناخ الاستثمار والاستقرار الأمني والاقتصادي الذى تتمتع به مصر حالياً ، مشيراً إلى أنه جارى دراسة أوجه التعاون واستغلال الفرص المتاحة بين الجانبين في ضوء مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مع الجانب المجرى.

ورحب الوزير باستعداد المجر ارسال وفد من الخبراء ورؤساء الشركات المجرية لمصر لبحث عدد من مجالات التعاون المطروحة والفرص الاستثمارية المتاحة ، مشيراً إلى أن الفترة الماضية شهدت عقد العديد من الاجتماعات الافتراضية عبر تقنية الفيديوكونفرانس بين فرق العمل المشتركة من الجانبين بهدف تحديد أولويات العمل ومشروعات التعاون المطروحة خاصة في مجالات الغاز والبتروكيماويات والبنية التحتية وتصنيع المعدات والتعدين تمهيداً لزيارة الوفد.

ومن جانبه أكد السفير المجرى أن هناك اهتمام بالغ من الاتحاد الأوروبى بتنويع مصادر امدادات الطاقة وأن أحد الخيارات المتاحة هى استغلال تسهيلات إعادة التغييز القائمة في كرواتيا والذى أنهت المجر مؤخراً الربط به حيث استمر العمل على عملية الربط أكثر من عشر سنوات ، مشيراً إلى أن الاجتماعات التي يتم اجراءها عبر الفيديوكونفرانس تعمل على تحديد الفرص الاستثمارية المتاحة للتعاون المشترك في صناعة الغاز والبترول وأن الشركات المجرية أبدت اهتماماً خاصاً بالاستثمار في مصر وأيضا تبادل الخبرات في مجالات الصناعة البترولية وتقديم المنح الدراسية لطلبة الجامعات.

وزير الرياضة يبحث اخر استعدادات مونديال اليد فى اجتماعه الأسبوعي

عقد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة اجتماعه الأسبوعي مع اللجنة المنظمة لبطولة العالم لكرة اليد والمزمع إقامتها في مصر يناير 2021 بحضور الكابتن حسين لبيب مدير البطولة وممثلي اللجان الفنية باللجنة المنظمة للبطولة

وتناول الاجتماع بحث كافة التفصيلات الخاصة بتنظيم واستضافة فعاليات البطولة.

وتضمن الاجتماع بحث التدريبات الخاصة بالمتطوعين وتوزيعاتهم على مختلف الفعاليات بالصالات والمطارات والفنادق وصالات التدريب الفرعية التابعة الصالات الرئيسية. فضلا عن الاحتياجات الطبية المتضمنة بالخطوةالكبية المطلوبة لتنفيذ الإجراءات والضوابط الاحترازية والوقائية والتى تم إعدادها بالتنسيق مع الاتحاد الدولى لكرة اليد وأشار الوزير انه سيتم التنسيق مع وزارة الصحة المصرية فيما يتعلق بمتطلبات الخطة الطبية.

وتضمن الاجتماع اخر التطورات الخاصة بأعمال الانشاءات بالصالات المغطاة الرئيسية المستضيفة لمنافسات المونديال ووجه وزير الشباب والرياضة بضرورة البدء فى توفير وفرش كافة الصالات ومرفقاتها من شاملة القاعات والمناطق الإعلامية والخامات وغرف الملابس والارضيات وأنظمة الصوت والإضاءة وتغطية شبكات المحمول والاتصالات السلكية واللاسلكية وكافة الأعمال الجارية فى جميع الصالات فى استاد القاهرة والعاصمة الإدارية والسادس من أكتوبر وبرج العرب

واطمئن صبحي على جاهزية صالات التدريب .

وتضمن الاجتماع بحث أوجه الاستعدادات الخاصة بمنظومة التذاكر والحملة الدعائية لإطلاق البطولة واستعدادات حفلي الافتتاح والختام للمونديال.

وزير الأوقاف في كلمة ضافية بالخرطوم :

علاقة مصر والسودان ترسخها عوامل التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والمصير المشترك .

في كلمته التي ألقاها د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في الجلسة الافتتاحية العلمية بالمؤتمر الدولي الذي عقد بالخرطوم اليوم السبت ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٠ م تحت عنوان " الإسلام والتجديد بين الأصل والعصر "

بحضور كل من سيادة الفريق/ محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي، نصر الدين مفرح أحمد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالسودان الدكتور/ عبدالرحيم آدم محمد رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالسودان، الزبير محمد على مدير مركز الرعاية والتحصين الفكري والسفير حسام عيسى سفير مصر بالسودان ولفيف من الوزراء والسفراء وأساتذة الجامعات والعلماء والتنفيذيين وقيادات المجلس السيادي بالسودان الشقيق

ونحو خمسمائة عالم وباحث ومفكر وأكاديمي وإعلامي ، ولفيف من الشخصيات الدينية والعامة ، أكد معاليه أن الوطن والحفاظ عليه أحد أهم الكليات الست التي يجب الحفاظ عليها والتي أحاطها الشرع الشريف بعناية بالغة وعمل على صيانتها ، وهي : الدين ، والوطن ، والنفس ، والعرض ، والمال ، والعقل ، والنسل ، فقد أجمع الفقهاء قديما وحديثا على أنه إذا دخل العدو بلدا من بلاد المسلمين وجب على أهل هذه البلدة أن يهبوا جميعا للدفاع عن وطنهم ولو فنوا جميعا في سبيل ذلك ، ومن قتل منهم في سبيل ذلك فهو شهيد ، ولَم يقل أحد على الإطلاق : إنهم إذا غلبهم العدو وخشوا على أنفسهم من الهلاك فروا من الهلاك ونجوا بأنفسهم لينشروا الدين في مكان آخر ، فالدين لا ينشأ في الهواء الطلق ، إذ لابد له من وطن يحمله ويحميه ، فالمشردون لا يقيمون دينا ولا دولة ، ولن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا ، فإن تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا ، فدورنا هو عمارة الدنيا بالدِّين وليس تخريبها ولا تدميرها باسم الدين ، فالأديان كلها رحمة ، وحيث تكون المصلحة المعتبرة للبلاد والعباد فثمة شرع الله الحنيف .

ونؤكد أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان , فكل ما يؤدي إلى قوة الدولة والحفاظ عليها وعلى تماسك بنائها ورقيها وتقدمها هو من صميم مقاصد الأديان ومراميها وغاياتها , وكل ما يؤدي إلى النيل من الوطن أو زعزعة أمنه أو استقراره لا علاقة له بالأديان ولا علاقة للأديان به , وكل الأديان منه براء .

وقد قالوا : رجل فقير في دولة غنية قوية خير من رجل غني في دولة فقيرة ضعيفة ؛ لأن الأول له وطن يحمله ويحميه والآخر لا سند له في الداخل ولا في الخارج , ولله در شوقي حيث يقول :

لَنا وَطَنٌ بِأَنفُسِنا نَقيهِ

وَبِالدُنيا العَريضَةِ نَفتَديهِ

إِذا ما سيلَتِ الأَرواحُ فيهِ

بَذَلناها كَأَن لَم نُعطِ شَيّا

نَقومُ عَلى البِنايَةِ مُحسِنينا

وَنَعهَدُ بِالتَمامِ إِلى بَنينا

إِلَيكِ نَموتُ مِصرُ كَما حَيينا

وَيَبقى وَجهُكِ المَفدِيُّ حَيّا

ويقول:

وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ

يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ

بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا

وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا

نَصَحتُ وَنَحنُ مُختَلِفونَ دارًا

وَلَكِن كُلُّنا في الهَمِّ شَرقُ

وَيَجمَعُنا إِذا اختَلَفَت بِلادٌ

بَيانٌ غَيرُ مُختَلِفٍ وَنُطقُ

ويقول أحمد محرم :

مَن يُسعِدُ الأَوطانَ غَيرُ بَنيها

وَيُنيلُها الآمالَ غَيرُ ذَويها

لَيسَ الكَريمُ بِمَن يَرى أَوطانَهُ

نَهبَ العَوادي ثُمَّ لا يَحميها

تَرجو بِنَجدَتِهِ اِنقِضاءَ شَقائِها

وَهوَ الَّذي بِقُعودِهِ يُشقيها

وَتَوَدُّ جاهِدَةً بِهِ دَفعَ الأَذى

عَن نَفسِها وَهوَ الَّذي يُؤذيها

وَلَقَلَّما أَرضى اِمرُؤٌ أَوطانَهُ

حَتّى تَراهُ بِنَفسِهِ يَفديها

فما بالكم إذا كان ما يجمعنا هو التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والمصير المشترك .

أما فيما يتصل بقضية التجديد بين الأصل والعصر فأؤكد أن هذا الموضوع شديد الاتزان والتوازن بين الحفاظ على الثوابت وفهم طبيعة المتغيرات , فإنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت , وإنزال المتغير منزلة الثابت طريق الجمود والتشدد والتطرف , مع تأكيدنا أننا لن نستطيع أن نقضي على التشدد والتطرف ونقتلعه من جذوره إلا إذا واجهنا الانحراف والتسيب بنفس القوة والحزم , فما أمر الله (عز وجل) بأمر في الإسلام إلا حاول الشيطان أن يأتيك من إحدى جهتين لا يبالي أيهما أصاب الإفراط أو التفريط , غاية ما في الأمر أننا في حاجة ملحة إلى إعمال العقل في فهم صحيح النص , وعدم الوقوف عند آليات الحفظ والتلقين بالتحول إلى آليات الفهم والتحليل , يقول ابن القيم (رحمه الله) : وَمَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِمُجَرَّدِ الْمَنْقُولِ فِي الْكُتُبِ عَلَى اخْتِلَافِ عُرْفِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ وَأَزْمِنَتِهِمْ وَأَمْكِنَتِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ وَقَرَائِنِ أَحْوَالِهِمْ فَقَدْ ضَلَّ وَأَضَلَّ.

ويقول الإمام القرافي (رحمه الله) : إن إِجراءَ الأحكام التي مُدْرَكُها العوائدُ مع تغيُّرِ تلك العوائد فهو خلافُ الإِجماع وجهالةٌ في الدّين ... بل لو خرجنا نحن من ذلك البلد إِلى بلَدٍ آخر، عوائدُهم على خلافِ عادةِ البلد الذي كنا فيه أفتيناهم بعادةِ بلدهم، ولم نعتبر عادةَ البلد الذي كنا فيه, وكذلك إِذا قَدِمَ علينا أحدٌ من بلدِ عادَتُه مُضَادَّةٌ للبلد الذي نحن فيه لم نُفتِه إِلَّا بعادةِ بلدِه دون عادةِ بلدنا.

لقد فتح الإسلام باب الاجتهاد واسعا حتى في عهد سيدنا رسول الله (صل الله عليه وسلم) وفي حياته , يتجلى ذلك عندما بعث سيدنا رسول الله (صل الله عليه وسلم) سيدنا معاذ بن جبل (رضي الله عنه) إلى اليمن وقال له بم تحكم ؟ قال بكتاب الله , قال فإن لم تجد، فقال بسنة رسول الله، فقال فإن لم تجد، قال أجتهد رأيي ولا آلو، فقال الرسول (عليه الصلاة والسلام) : الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحبه ويرضاه.

هذا على عهد سيدنا رسول الله وفي حياته ولم ينكر سيدنا رسول الله (صل الله عليه وسلم) على سيدنا معاذ بن جبل (رضي الله عنه) بل أقره عليه , وقال الحمد الله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى الله ورسوله , وهو ما صار عليه الصحابة الكرام .

وإذا أردنا أن نأخذ أنموذجا شديد الوضوح في فهم المقاصد , فلنقف مع ما كان من سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في فهم طبيعة سهم المؤلفة قلوبهم , وهم سهم ثابت بنص القرآن الكريم حيث يقول الحق سبحانه : " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" , وهذا النص طبقه على أرض الواقع سيدنا رسول الله (صل الله عليه وسلم) بصرف هذا السهم للمؤلفة قلوبهم , فلما جاء عصر سيدنا أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) واستشار سيدنا عمر بن الخطاب قال سيدنا عمر والله لا نعطيهم , كنا نعطيهم ونحن قلة مستضعفون وقد أتم الله علينا بفضله , فلم يعد بنا حاجة إلى تألف هؤلاء, ولا يستطيع أحد أن يقول إن سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قد عطل النص , وإنما أعمله حيث وجد أهله , ورأى صرفه إلى غيرهم حيث أصبحوا هم في حكم غير الموجودين , كما يصرف لهم تحرير الرقاب في المصارف الأخرى ما لم يوجد من يستحقه منهم .

الأنموذج الثاني : هو ما يتصل بتصرفات النبي (صل الله عليه وسلم) في إدارة الدولة, فنبينا (صلى الله عليه وسلم) لم يكن نبيًّا ورسولاً فحسب ، إنما كان (صل الله عليه وسلم) نبيًّا ورسولاً وحاكمًا وقائدًا عسكريًّا ، فما تصرف فيه باعتباره نبيًّا ورسولاً فيما يتصل بشئون العقائد والعبادات والقيم والأخلاق وصح نسبته إليه (صل الله عليه وسلم) أُخذ على النحو الذي بينه (صل الله عليه وسلم) لأصحابه ، ولا يختلف أمر البيان فيه باختلاف الزمان أو المكان كونه من الأمور الثابتة سواء اتصل بأمر الفرائض كصوم رمضان ، والصلاة ، والزكاة ، والحج ، أم اتصل بأمر السنن الثابتة عنه (صل الله عليه وسلم) كصوم عرفة أو صوم عاشوراء .

أما ما تصرف فيه النبي (صل الله عليه وسلم) بصفته نبيًّا وحاكمًا أو بصفته نبيًّا وقائدًا عسكريًّا ، أو بصفته نبيًّا وقاضيًا ، فهو تصرف باعتبارين : باعتباره (صل الله عليه وسلم) نبيًّا واعتباره (صل الله عليه وسلم) حاكمًا أو قائدًا أو قاضيًا .

وإذا أردنا نماذج أكثر قربًا فلنأخذ حديثي السواك ونظافة الفراش , هل العبرة في السواك بنظافة الفم أم بآلة السواك , لا شك أن العبرة فيه بما يحقق طهارة الفم ونظافته .

وعَن أَبِي هُرَيرة (رضي الله عنه) عَن النَّبِيّ (صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم) قال: (إذا قام أحدكم من الليل عن فراشه، ثُمَّ رجع إليه فإنه لا يدري ما خلف فيه بعده فلينفضه بإزاره، أو ببعض إزاره فإذا اضطجع فليقل باسمك وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فاغفر لها، وَإن أرسلتها فاحفظها بم تحفظ به عبادك الصالحين).

ولو وقفنا عند ظاهر النص فماذا يصنع من يلبس ثوبًا يصعب الأخذ بطرفه وإماطة الأذى عن مكان النوم به كأن يرتدي لباسًا عصريًّا لا يُمكّنه من ذلك.

ولو نظرنا إلى المقصد الأسمى وهو تنظيف مكان النوم والتأكد من خُلوِّهِ مما يمكن أن يسبب للإنسان أي أذى من حشرة أو نحوها، لأدركنا أن الإنسان يمكن أن يفعل ذلك بأي آلة عصرية تحقق المقصد وتفي بالغرض من منفضة أو مكنسة أو نحوهما، فالعبرة ليست بإمساك طرف الثوب، وإنما بما يتحقق به نظافة المكان والتأكد من خُلوِّهِ مما يمكن أن يسبب الأذى للإنسان؛ بل إن ذلك قد يتحقق بمنفضة أو نحوها أكثر مما يتحقق بطرف الثوب، لكن النبي (صلى الله عليه وسلم) خاطب قومه بما هو من عاداتهم وما هو متيسر في أيامهم حتى لا يشق عليهم في ضوء معطيات ومقومات حياتهم البسيطة, وكأنه (صلى الله عليه وسلم) يقول لهم : نظِّفوا أماكن نومكم قبل أن تأووا إليها بما تيسر ولو بطرف ثيابكم.

وقد علل بعض شراح الحديث التوجيه بالأخذ بطرف الثوب بأنه (صلى الله عليه وسلم) وجَّه بذلك حتى لا تصاب اليد بأذى من آلة حادة أو طرف خشبة مدببة ، أو تراب أو قذاة أو هوام، أو حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات، أو عود صغير يؤذي النائم وهو لا يشعر، أو نحو ذلك لو عمد الإنسان إلى نظافة مكان نومه بيده, وهو ما يؤكد المعنى الذي ذهبنا إليه.

ومع ذلك فمن شابهت حياته حياتهم فلا حرج عليه إن أخذ بظاهر النص فنظف مكان نومه بطرف ثوبه، غير أن محاولة حمل الناس جميعًا على الأخذ بظاهر النص دون سواه يعد من باب ضيق الأفق في فهم مقصد النص والتعسير على الناس في شئون حياتهم.

ونختم بالحديث عن أمر في غاية الأهمية وهو فلسفة نظام الحكم , ونؤكد أن الإسلام لم يضع قالبًا جامدًا صامتًا محددًا لنظام الحكم لا يمكن الخروج عنـه ، وإنمـا وضع أسسًـا ومعـايير متى تحققت كان الحكم رشيدًا يُقـرّه الإسلام ، ومتى اختلّت أصـاب الحكم من الخلل والاضطراب بمقـدار اختلالهـا .

ولعل العنوان الأهم الأبرز لنظام أي حكم رشيد هو مدى تحقيقه لمصالح البلاد والعباد ، وعلى أقل تقدير مدى عمله لذلك وسعيه إليه ، فأي حكم يسعى إلى تحقيق مصالح البلاد والعباد - في ضوء معاني العدل والمساواة والحـرية المنضبطـة ، بعيدًا عن الفـوضى والمحسوبيـة وتقديـم الولاء على الكفاءة - فهو حكم رشيد معتبر .

اقرا ايضا

”بسبب تسديد المصروفات”.. رسالة نارية من التعليم لمديري المدارس

حبيب نور محمد وف_مسلسل الا انا لازم اعيش_Khabib_حريق في فرنسا_محمد صلي الله عليه وسلم_حريق محطة مصر_ليفربول ضد شيفيلد يونايتد_وست هام ضد مان سيتي_ترتيب الدوري الانجليزي