جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 12:15 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
”التعليم” تكشف موعد انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2024 التنمية المحلية تتابع تحسين مستوي الخدمات للمواطنين بالمحافظات.. رصف طرق بالغربية ١٥١٣ مواطن تلقوا خدمات الكشف والعلاج بالمجان بقافلة السرو من صحة دمياط التنمية المحلية تتابع تنفيذ مبادرة حياة كريمة والجمهورية الجديدة مصر بتتبني بالمحافظات ..” أسوان” افتتاح استوديو المحتوى التعليمى الجديد بالتعاون مع اليونسكو وهواوى بالأكاديمية المهنية للمعلمين وزيرة التضامن: 60% من مرضى الإدمان يعيشون مع أسرهم دون اكتشاف الوالدين لتعاطي أبنائهم. وصول 8 شهداء لـ مستشفى «الأقصى» جراء قصف الاحتلال منزلًا بمخيم المغازي إصابة 9 أشخاص واحتراق منزل في مشاجرة بالفيوم ... بسبب خلافات الجيرة مصرع شاب في تصادم دراجة نارية بجرار زراعي في الوادي الجديد «القباج» تطلق مرحلة جديدة من حملة «أنت أقوى من المخدرات» للوعي بخطورة الإدمان 4 شهداء وعدد من المصابين جراء قصف الاحتلال لمنزل بمخيم المغازي سوريا.. انفجارات عنيفة تدوي في منطقة مطار حلب الدولي

بيت السحيمي درة الآثار العثمانية في مدينة القاهرة

بيت السحيمي
بيت السحيمي

في قلب القاهرة القديمة وتحديدًا في حارة الدرب الأصفر بمنطقة الجمالية، والمتفرع من شارع المعز لدين الله الفاطمي يوجد منزل أثري يعتبر درة الاثار العثمانية في القاهرة وهو " بيت السحيمي " الذي تبلغ مساحته ألفين متر مربع و يتكون من منزلين، الأول بالناحية القبلية، أنشأه شيخ بندر التجار عبد الوهاب الطبلاوي عام 1648 ميلادية، وسجل ذلك على قطعة خشبية بأحد جدران المنزل، والثاني بالناحية البحرية، أنشأه شيخ بندر التجار إسماعيل بن إسماعيل شلبي عام 1797 ميلادية، وقام بدمج المنزلين ليصبحا منزلًا واحدًا.

نشأة بيت السحيمي

عُرف بيت السحيمي بذلك الإسم نسبة إلى آخر من سكانه، وهو شيخ رواق الأتراك بالأزهر الشريف "محمد أمين السحيمي"، الذي ولد بمكة المكرمة، وأتى إلى مصر ليستقر بذلك المنزل، وفيه أقام الليالي الرمضانية، وجعل منه ساحة دينية ودنيوية للتشاور، كما جعله مأوى لعابري السبيل، وعندما توفي عام 1928 تواصلت الدولة المصرية مع عائلته ليتحول المنزل إلى أحد الآثار الإسلامية العريقة بمصر عام 1931.

رغم أهمية المنزل كأحد الآثار الإسلامية بالقاهرة، إلا إنه ظل لسنوات طويلة مهمشًا ومهملًا، حتى بدأت الدولة بترميمه عام 1994 ميلادية، ليعود مرة ثانية إلى حالته الأصلية ويستقبل الزائرين كمتحف أثري، وأثناء عمليات الترميم، عثر العمال على حفريات تؤكد أن المنزل بُني فوق أنقاض وبقايا مباني تعود إلى العصر الفاطمي، وفي عام 2000 أفتُتح ليكون مركز إشعاع ثقافي وفني يعبر عن الهوية المصرية، فتقيم فيه وزارة الثقافة عروضا متنوعة للتراث المصري، خاصة في شهر رمضان، مثل عروض الأراجوز، خيال الظل، التنورة.

بيت السحيمي والتخطيط العثماني

الملاحظ في بيت السحيمي مدي تأثره بالتخطيط العثماني للعمارات القديمة، والتي كانت تُشيد من طابقين فقط، الأول يُطلق عليه "السلاملك"، وهو ذلك الجزء المُخصص لإستقبال الضيوف من الرجال، أما الطابق الثاني فيُسمى "الحرملك"، وهو الجزء المخصص لحريم السلطان، والمحرم على الغرباء تماما، ولا يدخله إلا صاحب المنزل فقط، لذلك يتكون من طابقان وصحنان، الأمامي حديقة يتوسطها "تختبوش"، وهي "دكة" خشبية مزينة بخشب الخرط، أما الخلفي فكان مخصصًا للخدمة، حيث يحتوي على حوض من الماء وساقية للري، وطاحونة لصحن الدقيق تدار بواسطة الحيوانات.

تفاصيل بيت السحيمي

عند باب المنزل توجد شجرتين من الزيتون والسدر، وبمجرد عبور الباب تجد نفسك في الطابق الأرضي للوجه القبلي من المنزل، قاعة واسعة منتظمة الشكل، تنقسم إلي إيوانين، والإيوان عبارة عن قاعة مسقوفة محاطة بثلاث جدران، والجهة الرابعة إما تكون مفتوحة تماما، أو مصفوفة بأعمدة، وإن كان أحيانا يتقدمها رواق مفتوح يطل علي الفناء الداخلي، بين الإيوانين مساحة منخفضة تُسمي "الدرقاعة"، وهو المكان الذي يحافظ على الخصوصية داخل البيت.

على جدران الإيوانين يمتد شريط طويل، نقش عليه أبيات من قصيدة نهج البردة، أروع قصائد الشاعر المصري أحمد شوقي في المدح النبوي، أما سقف القاعة فمن الخشب المكسو برسومات وزخارف نباتية ملونة، كما يوجد إيوان آخر مفتوح على الصحن البحري، له سقف خشبي يشبه سقف القاعة، أما الوجه البحري فيشبه الوجه القبلي تماما إلا إنه أكبر حجما، ويوجد به تفاصيل معمارية أكثر دقة وفخامة، وفي وسطه يوجد حوض ماء صمم بالرخام المذهب، وحوض آخر يستخدم لري الزرع يسمى "فسقة" على هيئة شمعدان.

عند الصعود إلي الطابق الأول، تجد مجموعة من القاعات تشبه الموجودة بالطابق الأرضي، إلا إنها تحتوى على العديد من الشبابيك المغطاة بالمشربيات أو الشناشيل الخشبية، بعضها يطل على الصحن، والبعض الآخر يطل على الشارع، ومن ورائها يمكن لنساء المنزل مشاهدة ما يحدث في الشارع أو الحديقة دون أن يراهن أحد، كما كانوا يستخدمونها في تبريد "القلل الفخارية"، ويعتقد أن لهذا السبب بدأت فكرة المشربيات، فكتب التراث تؤكد أن كلمة مشربية تعود إلى فعل "يشرب"، وعدم وجود إيوان بهذا الطابق يجعلنا لا نعلم إذا كانت تلك القاعات مخصصة للنوم أو لشيء آخر، بالإضافة إلى بعض الغرف الخاصة.

إحدى الغرف التي توجد بالقسم البحري، كسيت جدرانها بـ"القيشاني" الأزرق المزخرف برسوم نباتية دقيقة، وتضم مجموعة من الأواني صنعت من الخزف والسيراميك الملون، لذلك يرجح إنها كانت "مطبخ" البيت، بجوارها غرفة صغيرة جدا كانت تستخدم لتخزين الطعام، كما يوجد حمامين لهما سقف مقبب به فتحات زجاجية مستديرة تساعد على دخول أشعة الشمس، يستخدم أحدهما في الصيف، والآخر في الشتاء حيث يوجد به موقدا لتسخين الماء لعمل جلسات "المساج"، بالإضافة إلى حمام ثالث تقليدي، مكسو بالرخام الأبيض، ذو سقف مقبب وفتحات مربعة ودائرية مغطاة بالزجاج الملون، ولا يوجد بالمنزل أسرة للنوم، فكان سكانه ينامون على مراتب من القطيفة المزخرفة.