جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 09:23 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رؤية خبير.. دروس جديدة فى الانتماء.. بقلم اللواء الدكتورمحسن الفحام

هل كنت تتوقع ان ابنك الذى لم يتجاوز 16 عاماً من عمره سوف يقف امام رئيس الجمهورية عند تقدمه لاداء كشف الهيئة للالتحاق بإحدى الكليات العسكرية او كلية الشرطة؟.
هل كنت تتوقع ان رئيس اكبر واقوى دولة فى الشرق الاوسط يتحاور مع ابنك بل ويطلب منه ان يبدى رأيه فى إدارته لشئون البلاد.... بل و له ان يقترح على سيادته اى فكرة قد تؤدى الى صالح الدولة المصرية؟.
هذا ما حدث بالفعل الاسبوع الماضى عندما حضر الرئيس عبد الفتاح السيسى جانباً من إختبارات كشف الهيئة بطلبة الكليات العسكرية والشرطة والتى تعتبر الخطوة الاخيرة من مشوار الطالب الذى يريد الالتحاق بتلك الكليات والتى تمثل الحلم الاكبر فى حياته ولذلك غالباً ما يكون الطالب فى حالة توتر وخوف من عدم قبوله وهو ما ينعكس عليه عند وقوفه امام لجنة كشف الهيئة وهنا كان السيد الرئيس بمثابة الاب الذى يطمئن ابناءه على مستقبلهم ويتحدث معهم بوجهه المبتسم المطمئن الى ان يزيل عنهم رهبة الموقف ثم يناقشهم بجدية فى العديد من الموضوعات التى تمر بها البلاد داخلياً وخارجياً....بل وفى القضايا المثارة اقليمياً ودولياً ويقوم بشرحها ببساطة لهؤلاء الشباب و يطلب منهم ابداء وجهه نظرهم فى موقف مصر من تلك القضايا.
كانت هناك قواسم ومناقشات مشتركة فى لقاءات السيد الرئيس مع الطلبة الراغبين فى الالتحاق بالكليات العسكرية والشرطة كان اهمها :-
-ان هناك التزام بإختيار افضل العناصر التى سوف يتم قبولها فى إطار معايير موضوعية وحيادية والتى تستطيع الوفاء بالمهام الجسيمة الملقاة على عاتقهم عقب تخرجهم فى حماية الوطن والدفاع عنه من أى اخطار خارجية او داخلية.
-ضرورة صقل مهارات الطلبة المقبولين لمواكبة احدث علوم العصر فى كافة المجالات العسكرية والامنية وذلك من خلال تناول المسائل التى تتعلق بالامن القومى للبلاد والمخاطر التى تتعرض لها والبحث عن حلول غير تقليدية لتلك الازمات التى قد تتعرض لها البلاد.
-أوضح الرئيس الانجازات التى حققتها الدولة مؤخراً وحجم الجهود الكبيرة المبذولة فى المشروعات القومية بجميع أنحاء الجمهورية للنهوض بالدولة عن طريق التنمية الشاملة خاصة مشروع تنمية سيناء وارتباط ابعاده بمكافحة الارهاب والتصدى للفكر المتطرف....وطالب هؤلاء الشباب بالحفاظ على تلك المكتسبات والدفاع عنها لكى تستمر الدولة فى مسيرة التنمية والبناء.
-حاور الرئيس هؤلاء الابناء فيما تقوم به الدولة للنهوض بمنظومة التعليم والخدمات الصحية والقضاء على الفقر ورفع مستوى المعيشة للمواطنين ومعدلات النمو الاقتصادى وخفض النمو السكانى وطلب منهم عرض اى مقترحات فى هذا الشأن.
-تطرق النقاش ايضاً الى مدى التأثير الكبير – السلبى او الايجابى – الذى نتج عن تطور وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة وكيفية استخدامها بشكل صحيح وفعال من قبل الشباب.
وهنا لابد ان اقف واشيد بذكاء الرئيس عند اثارته تلك الجزئية بحسبان ان هؤلاء الشباب هم الاكثر استخداماً لتلك الوسائل وبالتالى فان التأثير السلبى او الايجابى سوف ينعكس بلاشك على مدى قدرتهم على اكتشاف تلك المحاولات الخسيسة لإثارة الفتن والشائعات باستخدام السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعى خاصة انها اصبحت الوسيلة الوحيدة حالياً لاهل الشر لمحاولة اثبات تواجدهم على ساحة الاحداث بعد فقدانهم القدرة الحركية والتأثيرية على الارض بعد النجاحات التى حققتها الاجهزة الامنية فى القضاء على العناصر والقيادات المؤثرة لهم والقبض على البعض الاخر.
هكذا كان لقاء الرئيس مع طلبة المرحلة الثانوية الذين يتلمسون مستقبلهم بعد تخطى تلك المرحلة لتحقيق احلامهم فى الالتحاق بالكليات العسكرية والشرطية. كان لقاء تمكن فيه القائد بأسلوب الاب ان يزرع فى نفوس هؤلاء الشباب معنى الانتماء للوطن وكيفية صنع قادة المستقبل واكتشاف القيادات الرائدة التى سوف تقود سفينة الوطن فى المستقبل القريب...فهؤلاء هم الجيل الجديد الذى سوف يتم تأهيله للدخول فى معترك الحياة العسكرية والامنية و دعماً جديداً لإبطال مصر البواسل الذين يدافعون عن امن وسلامة الوطن.
"وداعاً ياسرعصر"
كان استشهاد اللواء/ ياسر عصر وكيل الادارة العامة لشرطة النقل والمواصلات درساً جديد من دروس الولاء والانتماء لهذا الوطن...حيث أصر البطل على المشاركة بنفسه فى إخماد حريق داخل هواية مترو الانفاق بمحطة مسرة بشبرا ليلاقى حتفه بعد ان نجح فى إخماد هذا الحريق الا انه للاسف سقط داخلها ليلقى ربه بطلاً وشهيداً...وهو نفس البطل الذى تدخل لمحاصرة حريق فى القطار المتجهة من القاهرة الى طنطا عام 2016 ولم ينتظر وصول الدعم اللازم وقام باخلاء الركاب وامسك بطفاية حريق واخذ يتعامل مع مصدر الحريق وتمكن بشجاعته وبطولته منع امتداد النيران لعربات اخرى من هذا القطار.
-هذا نموذج اخر من نماذج الرجال الذين يكتبون بدمائهم احدى ملاحم الانتماء للوطن...
سلاماً الى روحك الطاهرة ياشهيد البطولة والفداء... وسلاماً على كل شهيد يسقط دفاعاً عن امن وسلامة الوطن فى اى ميدان من ميادين الفداء والعطاء...
وتحيا مصر....