جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 03:30 مـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«شمس بدران».. المشهد الأخير

أحمد سلام
أحمد سلام

الموت يغيب السيد شمس بدران وزير الحربية الأسبق في إنجلترا عن 91 عاما بعد غياب مثير عن مصر أكثر من أربعين عاما.

لغز شمس بدران ليس بسبب ما جري في 5 يونيو 1967 لأن أسباب الهزيمة معلومة بل في الرحيل الغامض من مصر وإطلاق سراحه بعد عفو من الرئيس السادات ومنحه جواز سفر دبلوماسي منتصف السبعينات ليظل في بريطانياً حتي الموت دون تفكير في العودة ليقضي أيامه الأخيرة بمصر.

مذكرات شمس بدران تناولتها صحيفة كويتية قبل سنوات وآثار نشر فصول منها ردود أفعال غاضبة من الناصريين، وقد علمت وقتها أن رسائل وصلت إليه منهم أن يلزم الصمت تزامناً مع هذا فإن هناك حلقات تلفزيونية سجلت معه في إنجلترا لم تظهر وكانت من خلال مؤسسة الأهرام.

شمس بدران لمن لم يعاصر أو يتابع مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر ثم وزيراً للحربية إبان هزيمة يونيو1967 وقد تمت محاكمته بعد الهزيمة وأدين في جرائم تعذيب وحكم عليه بالسجن ثلاثين عاماً وفي السبعينيات أصدر الرئيس السادات عفوا عنه ومنحه جواز سفر دبلوماسي ليستقر في إنجلترا حتي رحيله في 30 نوفمبر2020.

حديث الموت يطوي صفحة العمر وهنا لابد من عدم الإساءة إلى من رحل فقط الدوام والبقاء لله قرين دعاء بالرحمة والمغفرة.

أحاديث النكسة بحسب مصطلح محمد حسنين هيكل تبرىء شمس بدران لأن ماجري يتحمله الرئيس جمال عبدالناصر شخصيا لأنه أساء إختيار وزير حربية مصر الرائد الذي تمت ترقيته إلي لواء ثم مشير وأعني عبد الحكيم عامر الذي بدروه مرر تعيين مدير مكتبه العقيد شمس بدران ليكون وزيرا للحربية ليظل قائدا عاما للقوات المسلحة.

ولا أعرف كيف تم تمرير ذلك ولكن ماجري في 5 يونيو 1967 قد كشف عن كارثة الإختيار السيء الذي ضيع سيناء ووثق جريمة نكراء.

مذكرات شمس بدران وأحاديث شمس بدران وصمت شمس بدران ولغز شمس بدران حديث مواقع التواصل بعد إعلان رحيله!.

مات شمس بدران في إنجلترا بعد نحو خمسة وأربعين عاما من الرحيل إليها لتكون منفي إجباري وليس اختياري ولا أظنه إنسانيا كان يستسيغ أن يظل بها حتي الموت في أوائل التسعينات من عمره.

المشهد الأخير من حياة شمس بدران في "عاصمة الضباب" بعد سنوات شهدت تغييرات كثيرة وأحداث مثيرة وهو ما يفرض طي صفحة الماضي وتمرير نبأ الرحيل مع استحضار فصول قصة الأمس كي لا يتكرر ماجري في زمن شمس.

ويبقي تاريخ مصر "الصحيح" نسيا منسيا ينشد التوثيق لأجيال تفجع عند كل طرح لما جري بالأمس والأمر هنا تسطره الأهواء وذاك دوما مبعث استياء.