جريدة الديار
الثلاثاء 23 أبريل 2024 12:09 مـ 14 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لوحة تمثل شكل مدينة بغداد وما كانت عليه في العهد العباسي

بغداد هى دار الخلافة وعاصمة الدنيا التي أسسها خليفة المسلمين أبو جعفر المنصور ، كان تخطيطها دائري الشكل لهذا أطلق عليها "المدينة المدورة" ، وكان ذلك اتجاها جديدا في تخطيط المدن التي عرفت عادة بالاستطالة والأشكال المنتظمة، ومن ناحية تحصينية ، فقد كان لها سور وأربعة أبواب سميت باسم المناطق التي تطل عليها، وهي باب خراسان والشام والكوفة والبصرة .

وقد رسمها خمسة من مشاهير المهندسين ، بإشراف الحجاج بن أرطأة وكانت البداية عام 145هـ .

وضع أبو جعفر المنصور بنفسه أول لبنة في البناء وهو يردد : "بسم الله والحمد لله والأرض لله يورّثها لمن يشاء من عباده والعاقبة للمتقين" .

ومنذ ذلك الحين صارت بغداد ذات صيت ومجد ، وقد بلغت ذروتها في عهد الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد الذي ارتبطت باسمه في الآداب والفنون ، كما في كتاب ألف ليلة وليلة، وتحولت لتصبح عاصمة العلم والأدب والترجمة والفنون .

وقد أنشيء في بغداد في ذلك الوقت دور الثقافة والمعرفة وعلى رأسها بيت الحكمة، كما بني هارون الرشيد فيها أكبر مستشفى (بيمارستان) وقد ضمّ به أكبر وأشهر كوادر الطب في ذلك العصر، وقد أنشئ بها أول مصنع للورق ، واهتم الرشيد ببناء المساجد الكبيرة ، وفي عهده استعملت القناديل لأول مرة في الطرقات والمساجد ، فاكتست المدينة بهاءا وفخامة غير مسبوقين ، هذا غير الاهتمام بالزراعة وبناء القناطر والجسور وغيرها من معالم العمارة المميزة ، كل ذلك جعل منها نموذجًا لذروة الحضارة والمدنيات الإسلامية .