جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 03:33 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الفراعنة أول من احتفل برأس السنة قبل خمسة آلاف عام

مع شروق يوم 11 من سبتمبر من كل عام تبدأ أولى أيام السنة الفرعونية الجديدة ، حيث أعلن التوقيت المصرى الفرعونى بداية عام 6255 و هو بذلك يسبق نظيره الميلادي بأكثر من 4000 عام .

احتفل المصريون القدماء بهذا اليوم و اطلقو عليه "ني- يارؤ''بمعنى "يوم الأنهار'' الذى هو ميعاد اكتمال فيضان نهر النيل ، السبب الأول في الحياة لمصر ، و تحرف الاسم فيما بعد إلى ''نيروز'' و هو العيد الذى كان يُمثل أول يوم في السنة الزراعية الجديدة ، و قد اهتم المصريون بالاحتفال بعيد النيروز كتراث ثقافى مصرى قديم . و السنة الفرعونية هي سنة شمسية مرتبطة بالنجوم ، مقسمة إلى 12 شهرا بكل شهر 30 يوما ثم تليها خمسة أيام او ستة لتكملة باقي السنة ، و شهور السنة القبطية هى : توت ، بابه ، هاتور ، كيهك ، طوبا ، أمشير ، برمهات ، برموده ، بشنس ، يؤونة ، أبيب ، مسرى ، نسئ و هي لازالت مستخدمة في مصر ليس فقط علي المستوي الكنسي بل علي المستوي الشعبي أيضًا خاصة في الزراعة ، و قد وضع التقويم المصري القديم العلامة "توت" الذي اخترع الكتابة و كان عالما حكيما ، و لذلك احترمه المصريون القدماء و وضعوه منزل الآلهة و أسموه بالإله "توت" أو "تحوت" وبدأوا أول شهور السنة باسمه .

من أقدم التقاليد التي ظهرت مع الاحتفال بعيد رأس السنة صناعة الكعك و الفطائر ، و التي كانت تزين بالنقوش و الطلاسم و التعاويذ الدينية .

و كانت طريقة إحتفال المصريين به تبدأ بخروجهم إلى الحدائق و المتنزهات و الحقول في الأيام الخمسة المنسية من العام ، و تستمر احتفالاتهم بالعيد خلال تلك الأيام الخمسة - التي أسقطوها من التاريخ - و كانوا يقضون اليوم في زيارة المقابر ، حاملين معهم سلال الرحمة (طلعة القرافة) كتعبير عن إحياء ذكرى موتاهم كلما انقضى عام ، و رمز لعقيدة الخلود التي آمن بها المصريون القدماء ، كما كانوا يقدمون القرابين للآلهة و المعبودات في نفس اليوم لتحمل نفس المعنى ، ثم يقضون بقية الأيام في الاحتفال بالعيد بإقامة حفلات الرقص و الموسيقى و مختلف الألعاب و المباريات و السباقات و وسائل الترفيه و التسلية العديدة التي تفننوا في ابتكارها .

و من أكلاتهم المفضلة في عيد رأس السنة "بط الصيد" و "الأوز" الذي يشوونه في المزارع ، و الأسماك المجففة التي كانوا يعدون أنواعاً خاصة منها للعيد ، أما مشروباتهم المفضلة في عيد رأس السنة فكانت "عصير العنب" أو "النبيذ الطازج" حيث كانت أعياد العصير تتفق مع أعياد رأس السنة ، و من العادات التي كانت متبعة - وخاصة في الدولة الحديثة -

الاحتفال بعقد القران مع الاحتفال بعيد رأس السنة ، حتى تكون بداية العام بداية حياة زوجية سعيدة .. ومن التقاليد الإنسانية التي سنّها المصريون القدماء خلال الأيام المنسية أن ينسى الناس خلافاتهم و ضغائنهم و منازعاتهم ، فتقام مجالس المصالحات بين العائلات المتخاصمة ، و تحل كثير من المشاكل بالصلح الودي و الصفح ، و كانت تدخل ضمن شرائع العقيدة ، حيث يطلب الإله من الناس أن ينسوا ما بينهم من ضغائن في عيده المقدس ، عيد رأس السنة التي يجب أن تبدأ بالصفاء ، و الإخاء ، و المودة بين الناس .

كما شاهد عيد رأس السنة - لأول مرة - استعراض الزهور "كرنفال الزهور" الذي ابتدعته كليوباترا ليكون أحد مظاهر العيد عندما تصادف الاحتفال بعيد جلوسها على العرش مع عيد رأس السنة ، و عندما دخل الفُرس مصر احتفلوا مع المصريين بعيد رأس السنة و أطلقوا عليه اسم "عيد النيروز" أو "النوروز" ، و معناه باللغة الفارسية "اليوم الجديد" و قد استمر احتفال الأقباط به بعد دخول المسيحية و ما زالوا يحتفلون به حتى اليوم كما ظلت مصر تحتفل به كعيد قومي حتى العصر الفاطمي .