جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 01:07 مـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

صلاح جاهين من كتاب ” شخصيات مصرية فذة ”

"تصادف أن سمعت بخبر وفاة صلاح جاهين ذلك الشاعر العبقري، وأنا أقرأ قصة حياة شارلي شابلن، فراعني أن ألاحظ في حياة كل منهما هذا الحزن أو الاكتئاب العظيم الذي يفجر الموهبة. كما راعني أن ألاحظ أن كلًا منهما اختار لنفسه دورًا يجمع بين الجنتلمان والصعلوك في نفس الوقت. فشارلي شابلن هو الصعلوك المفلس، المطارد من رجال الشرطة، وقطاع الطرق، ولكنه أيضًا المحب الولهان، حامي حمى الضعفاء والمساكين.

وصلاح جاهين دائم السخرية من نفسه في رسوماته ورباعياته، يضحك من سمنته المفرطة ويشرك الناس في الضحك منها، ولكنه أيضًا لا يغني إلا لبسطاء الناس ولا يمتدح عبد الناصر إلا لاعتقاده بأنه زعيم هؤلاء البسطاء.

أما أن صلاح جاهين مات في الخامسة والخمسين، وشارلي شابلن مات في السابعة والثمانين، فالأرجح أن تفسير ذلك يرجع إلى نوع المجتمع الذي ينتمي إليه كل منهما. الأول ينتمي إلى مجتمع مهزوم، والثاني إلى مجتمع منتصر.

لقد كسب شارلي شابلن قضيته وخسرها صلاح جاهين. لقد تساءل لويس عوض في رثائه لصلاح جاهين (لماذا يموت هذا العدد الكبير من الموهوبين المصريين في هذه السن المبكرة: صلاح جاهين، وصلاح عبد الصبور، وأمل دنقل...إلخ؟) ولعل الإجابة في أنهم كلهم عاشوا عصر الآمال الكبيرة المُحْبَطَةْ".

من كتاب "شخصيات مصرية فذة" - الدكتور جلال أمين