جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 10:09 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ثروت محمد يكتب : إسهامات مشهد الشهر العقارى

إتخذت السلطة من قبل قرارات صعبة ، ترتب عليها تحميل المواطن بأعباء ،تفوق بكثير الأعباء التى قد يتحملها من جراء قرار تسجيل عقاره

على سبيل المثال لا الحصر ،قرار تعويم الجنية الذى خفض قوته إلى الثلث تقريبا ،و قرار رفع أسعار الوقود سبعة أضعاف ، والتى ترتب عليه أعباء يومية مستديمة، تفوق بكثير ما قد يترتب من أعباء تسجيل عقار تدفع مرة واحدة فى العمر

لكن لا يستطيع متابع أن ينكر أن رد فعل الرأى العام فى هذه المرة جاء أكبر وأقوى وأعنف من ذى قبل

وهذا لا معنى له إلا

- إما أن يكون المجتمع وصل إلى الحد الذى لم يعد قادر على تحمل أعباء إضافية

- وإما أن يكون هناك معامل جديد دخل فى العلاقة التى تحكم السلطة بالشعب

- وإما الإثنين معا

إنضمام شرائح جديدة لموجات الغضب ،وعودة وجوه كانت قد غابت عن المشهد خلال الفترة السابقة ،والجرأة التى يتم بها نقد السلطة ،والنبرة العالية والطريقة المباشرة، والألفاظ القوية، والتعبيرات الواضحه ، وفى المقابل تراجع دور المتطوعين بالدفاع عن السلطة وتوجهاتها وإنزواءهم، ترجح دخول معامل جديد فى العلاقة الحاكمة بين السلطة والشعب

البعض يشير بشكل مستتر، والبعض يشير بشكل واضح وصريح لا لبث فيه ، إلى الإدارة الأمريكية الجديدة ، خاصة بعدما أفصحت عنه من توجهات، وما إتخذته من إجراءات حتى الأن، والتى كان أخرها، هو رفع الحظر عن تقرير أمنى يدين بشكل واضح وصريح تورط ولى العهد السعودى والحاكم الأقوى الآن فى الشرق الأوسط فى جريمة قتل الصحفى المعارض جمال خاشقجعى، تمهيدا لمحاكمته

بعد أن تستر الرئيس الأمريكى السابق ترامب على هذا التقرير ومنع محاكمته أو حتى مسألته أو حسابه ، طوال كل هذه الفترة ،

وهذا من شأنه أن يمنح المعارضين لأنظمة الحكم، ليس فى السعودية وحدها بل فى كل الدول العربية وفى القلب مصر، أمل فى أن الجرائم ضد حقوق الإنسان وضد المعارضين لا تسقط بالتقادم، ويمنح المعارضين قوة للوقوف فى وجه الأنظمة الحاكمة

لا شك أن مراكز إتخاذ القرار فى كل بيوت الحكم فى الدول العربية تدرك ذلك، ولا شك أيضا أنها توليه إهتمام و عنايه خاصة ،خاصة وهى أكثر من يعلم حجم وطبيعة العلاقات مع الإدارة الأمريكية،وتوجهات كل إدارة

وأنها سوف تتخذ من الإجراءات ما يناسب ظروف المرحلة

لا أحد يرغب فى صدام بين سلطة وبين شعب مهما كان موقفه من السلطة ،خاصة بعد أن بات الجميع يدرك حجم تكاليف هذا الصدام، ولا سلطة تمتلك الحد الأدنى من الرشد تسعى لصدام مع الشعب

كل المطلوب من السلطة بصفتها الطرف الأكثر وعى وإدراك، أن تستبق الشعب بخطوة ،نحو إنتاج معادلة جديدة تحكم العلاقة بينهما، تعتمد على الثقة وتوسيع قاعدة المشاركة ، أكثر من إعتمادها على قوة القبضة الأمنية ونشر قوات مكافحة الشعب فى كل مكان ، خاصة بعد ثبوت فشل هذا الخيار من قبل فى ظل هامش حرية أصبح من المؤكد أن الإدارة الأمريكية الجديدة مصممة على منحه لشعوب المنطقة

كل مخلص يتمنى لبلده الإستقرار ، وتحقيق الإستقرار ليس بمعجز ،وكل ما يتطلبه شيء من التوافق، تتراجع فيه الأنا قليل أمام نحن

نحن نستطيع، أما الأنا لم تعد تستطيع ولن تعد

قد يكون هذا الرأى يحمل مبالغة أو يجانبه الصواب لكن اليقظه والحذر مطلوبين