إنه هدوء ما قبل العاصفة... رؤي لبنانية ..

كل العالم كبركان يغلي ونحن نعيش فوقه..منّا من يشعر بهذا الغليان فيخشاه ويتحضر له ويقلق ويعيش وهم خوف وجودي رغم قلة حيلته.. ومنا من يشعر به فيكذب نفسه ويلهو بما يتوفر أمامه مرغماً خادعاً نفسه بأن لا خطر وجودي أبداً.. ومنا من لا يرى أي شيء ولا يشعر ولا ينتظر.. قد ماتت أحاسيسه فحسب فهو لا يعاني ولا يتألم حتى لو سقط كل الهيكل...

أصعبنا هو ذاك الذي يشاهد هذا الشريط في فيلم كأنه نهاية العالم ويصرخ ليوقظ البشر فلا يسمعه أحد..

كل بلادنا تحتضر ووطني لبنان قد وصل غليانه لدرجة المئة فوق الصفر... احترق البشر فيه وتجمدت قلوب حكامه وساد صمت عظيم

إنه هدوء ما قبل العاصفة...

وتسونامي لبنان ستعصف كما مرفأ بيروت ثم سيموت الفقراء ويتشرد الأطفال ونصبح مواطنين بلا مأوى...

أنا من بلد زرع العز وحطم رؤوس الجبابرة فتآمروا عليه يخنقوه...

أنا من بلاد الارز الشامخ الذي لا يشيخ...

أنا من بلاد فيروز ووديع الصافي والبحر والجبل..

أنا من بلاد الثلج ونقاء اطيب القلوب..

أنا من لبنان كاسر كل جبروت في زمن خضع الجميع فيه...

أنا من لبنان

سلطانة ريا