جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 02:18 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

و لكرسي العرش بريقه في كل زمان و مكان !

كان إسماعيل باشا ولياً للعهد في فترة حكم عمه سعيد باشا الذي مرض مرضاً شديداً في أواخر أيامه

- عنذئذ اختلطت مشاعر اسماعيل باشا ما بين الحزن لدنو اجل عمه الحبيب الا انه لم يكن ليداري سعادته بان اقترابه من كرسي العرش قد بات وشيكاً.

و كما جاء في كتاب "تاريخ مصر في عهد الخديوي اسماعيل لإلياس الأيوبي "فإن العادة جرت ان يُنعم الوالي الجديد فور وصوله لسدة الحكم بلقب بك الى من يأتي اليه بخبر اعتلائه العرش ، و اذا كان حامل هذا الخبر من البكوات فينعم عليه الوالي بلقب باشا".

فتبارى الموظفون المخولون بهذا الامر فيما بينهم في سباق لتوصيل الخبر لإسماعيل باشا.

فظل بسي بك مدير المخابرات التلغرافية في عمله و لم يغادره لمده ٤٨ ساعة ، و لما غلبه النوم بعث في طلب احد صغار الموظفين ليتولى الجلوس مكانه بجانب التلغراف لمتابعة الأخبار على ان يبعث لبسي بك فور وصول البرقية التي تحمل الخبر و وعده بمكافئة قدرها خمسمائة فرنك!

و لكن ما قيمة هذا المبلغ مقابل الحصول على اللقب ، فتظاهر الموظف بالطاعة الا انه كان يضمر في نفسه شيئاً اخر!

و بالفعل في منتصف ليل ما بين السابع عشر و الثامن عشر من شهر يناير لعام ١٨٦٣ وصل الخبر في هيئة برقية من الاسكندرية يفيد بانتقال سعيد باشا رحمه الله الى جوار ربه.

فطار الموظف بالخبر الى سراي اسماعيل باشا طالباً الإذن بالدخول لمقابلته شخصياً.

يصف "الأيوبى" المشهد فى السراى فور دخول الموظف: "جثا الرجل أمام إسماعيل باشا، وسلمه الإشارة البرقية الواردة، فقرأها إسماعيل، وما إن اطلع على ما فيها، إلا ونهض والفرح منتشر على محياه، فوقعت الإشارة من يده، وشكر الله بصوت عالٍ على ما أنعم به عليه من رفعة إلى سدة مصر السنية، ثم ترحم على عمه سعيد باشا ترحما طويلاً، فشاركه رجاله المحيطون به فى فرحه، وتصاعدت دعواتهم له بطول البقاء ودوام العز وأخذوا يهنئونه، ويهنئ بعضهم بعضا".

بعدها و كما جاء على لسان الأيوبي في كتابه: "نظر إسماعيل إلى الموظف الجاثى أمامه والذى كان قد التقط الإشارة البرقية حالما وقعت من يد مولاه، ووضعها فى جيبه وتبسم وقال: انهض يا "بك" ، وبعد أن حباه نفحة من المال أذن له بالانصراف".