هو وقيس وأنطونيو قصة قصيرة بقلم أحمد لقلق
بدا كل شيء قد انتهى ، عاد يجر وراءه خيبات الأمل ، واكتست ملامحه نظرات الحسرة والانكسار ، وصل إلى بيته ليلا ، لم يتهادي إلى أذنه صوت أمه تستجديه ، دلف غرفته وأغلق بابها خلفه ، أطلق لدمع عينيه العنان ،ارتمى على مرقده فتلقفته الهواجس والظنون والافكار ، تقلبت داخل كيانه صفحات الماضي وذكريات حب نشأ منذ أن خطت قدماهما معا إلى تلك الدنيا ، تذكر الآمال والعهود والاحلام التي انفرط عقدها وتبددت، شعر بغصة تكتنفه تسرق أنفاسه، صوت قوي أنقذه من الاختناق يناديه " تعال إلى قصر المعذبين في الارض ، تعال وأنجو بنفسك ،مشاعرك النقيه هنالك من يقدرها " امتد بصره إلى الأعلى ، لاح له قصر عظيم اكتسى بلون أبيض عاجيا زاده شموخا إلى شموخه ، اعتدل وتقدم إليه وتخطى باحته سريعا ليجد أمامه طرقة كبيرة ممتلئة بغرف كثيرة متقابلة من كلا جانبيها، أمعن نظره فوجد كل غرفة تحمل لافتة على بابها ، فهذة كتب عليها عنترة ابن شداد وتلك غرفة قيس بن الملوح وهنا يمكث أنطونيو، أخذ يقرأ كل اسم على كل غرفة حتى انتهى إلى غرفة مدون عليها اسمه ،اقترب منها فلما دنا فُتح بابها ،ودلف إليها بسرعة فانغلقت بإحكام خلفه .
في صباح اليوم التالي ، بكلمات متثاقلة قال الطبيب الذي خرج لتوه من إحدى الغرف " هذا قضاء الله قد نفذ، البقاء لله"
