جريدة الديار
الخميس 18 أبريل 2024 11:37 مـ 9 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

المخدرات سرطان المجتمع

علي كريم ابراهيم
علي كريم ابراهيم

اذا اردت ان تحطم بلداً وتدمر مجتمعه وتاخذ به الى مصيرٍ مظلم وفوضى عارمة حيث الانحلال الأخلاقي والاسري والمجتمعي فعليك بشبابه الذين هم العامود الفقري للبلد وهم امل كل مجتمع اذ بهم تنهض البلدان وترتقي الأمم . فإن تمكنت من تدمير عقولهم وثقافتهم وجعلتهم ينشغلون بأمور مهلكة فقد نجح مخططك في خراب هذا البلد . وللاسف يجري اليوم عمل في الغالب إنه عمل ممنهج ومدروس لتحطيم شبابنا من خلال إشاعة بعض العادات السيئة والتي لم تكن معروفة عندنا ومنها تعاطي المخدرات .

فبعد ان كان وطننا العربي أماناً منها ولا يكاد تسمع لفظ المخدرات فيه اضحى اليوم مرتعاً كبيراً لتجار المخدرات وسوقاً مهماً لترويج بضائعهم بأشكالها وانواعها المختلفة وانتشر تعاطي المخدرات لدى فلذات اكبادنا بمختلف أعمارهم حتى ان التعاطي والترويج قد وصل الى داخل الجامعات والمدراس الاعدادية والمتوسطة وبشكل مقلق وخطير جدا الامر الذي يستدعي ان تدخل البلدان العربية حالة الطوارئ القصوى في هذا الجانب . وربما لا توجد نسبة دقيقة لعدد المتعاطي للمخدر في الوطن العربي بسبب التكتم على هذة الجريمة من قبل المتعاطي نفسة .

ولكن يمكن القول وحسب بعض الدراسات والمعطيات ان 10% من الشباب العربي يتعاطون نوعا من أنواع المخدر والعدد في ازدياد مستمر للأسف الشديد. وهذه في الحقيقة ارقام مخيفة لا يمكن السكوت عليها و غض البصر عنها فهي خطر حقيقي يهدد الصغار والكبار و إثارة جسيمة على الأمن الوطني والسلم المجتمعي .

و قد يُعزى انتشار هذه الظاهرة إلى حالة الفراغ والبؤس التي يعيشها الشاب العربي بسبب استشراء البطالة ورفقة السوء وتاثيرها على الرفيق بإن يتم خداعه من قبل بعض رفقائه المتعاطين والضغط عليه والاغراء بما تسببه المخدرات من راحة وسعادة للمتعاطي كما يتوهمون . إضافة الى قلة الوعي الديني والثقافي وسوء الوضع الاقتصادي لدى الكثير . وإهمال الوالدين لأبنائهم النتائج عن الانشغال عنهم او بسبب بعض حالات التفكك الأسري والطلاق وغيرها . وكذلك انفتاح الوسط العربي على العالم خصوصا بعد دخول التكنولوجيا الحديثة و وسائل التواصل الاجتماعي وحب التقليد الأعمى عند بعضٍ للغرب خصوصا في الجوانب السلبية فيه ودخول العمالة الأجنبية والتي اكثرها من بلدان منتجة للمخدرات شجع ذلك كثيراً على انتشارها حيث ان رخص اسعار المخدرات في بلدان العمالة وغلائها في بلداننا العربية شجع ذلك بعضهم على الإتجار بها وبصورة غير شرعية . ومما يؤسف أيضاً ان الجشع المالي وغياب الضمير والأخلاق والفساد الذي ينخر جميع مفاصل الدولة ساهم وبشكل كبير في انتشار هذه الآفة المهلكة فقد باع بعض من المسؤولين وأجهزة الرقابة والمروجين مبادئهم وثقافتهم مقابل المال حتى دون اي شعورٍ بالمسؤولية او تأنيب للضمير وصل ذلك الى بعض الأطباء والممرضين وأصحاب المذاخر كما نسمع ممن لهم اطلاع في هذا المجال بإن يقوم الطبيب ببيع وصفة طبية تحتوي على كميات كبيرة من المواد المخدرة وبأسعار مرتفعاً ويتم صرفها من صيدليات و مذاخر متعاونة معه .

إضافة الى ضعف القوانين الرادعة و وجود الثغرات الأمنية على الحدود والفساد المالي وعدم إقامة حملات توعوية وقائية وعدم توفر مراكز بمستوى عالي لمعالجة المدمنين ساهم وبشكل كبير على انتشار تعاطي المخدرات . وهناك الكثير من الطرق والوسائل المتعددة في الإتجار وترويج المخدرات نعرض عن ذكرها اختصاراً . ومن المعلوم ان الآثار السلبية التي تخلفها المخدرات على الفرد والمجتمع من قبيل ازدياد حالات السرقة والسطو والاغتصاب والقتل والتفكك الأسري وانحلال المجتمع أخلاقياً وثقافياً كبيرة وكثيراً . حيث تذكر بعض الدراسات إن السنوات العشر المقبلة سوف تفتك في الشاب العربي اذا ما ظل الوضع على ما هو عليه الآن.

وبعد ما تقدم اصبح من الواجب على كل إنسان شريف ان يقف بوجه هذه الظاهرة التي بدءت تزداد يوماً بعد يوم ولابد من تكاتف كل الخيرين من المواطنين والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني والدولة بكافة مؤسساتها للحد من هذا الخطر والتصدي لمروجيه بكل قوة و وضع ستراتيجيات ودراسات آنية و مستقبلية للقضاء على هذه السرطان المجتمعي .