جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 02:38 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

سالي علي تكتب .. قهوة مرة بأصوات الطفولة

سالي علي
سالي علي

أنت الآن مع قهوة، مملحة بدموعك. تفقدين حواسك تدريجيا. تحملين أحلام النهار؛ عن اعتصار يدي، لبرودة كفك، وهي تغرق في عطر الدفء. . أنا أغنية تجلس أمام الباب. أنا قصيدة تبحث عن قلب. أنا تمثال يريد أن يتحرك. . كنا نمشي وراء القطط. وتمشي نفس القطط، تتبع خطانا، ونتتبع خطاها. فجأة توقفنا! - مثل عربات المترو - تكاد ترمينا الفيزياء من شاهق أفكارنا. محطات. وجوه. علامات. وميض.

كيف قطعنا تلك المسافة دون أن نطير؟ . كنا نلملم الأقلام من المنزل ونكتب الشعر الرديء على جدران الحمامات. ثم يأتي في آخر النهار عامل

نظافة قاسي القلب: ليمحو ذكريات الطفولة، وأصوات طاولات الصف، وهن يتعانق سرا، حين ننصرف، ويمتص بمكنسة يلوي عنقها: أحلامنا التي تركناها بحمق طفولي.

لماذا توقف الطائر المحاكي عن الغناء؟ وأنت بعيدة تحتسين القهوة. . هذه الأحلام بقيت: كعجوز أحدب؛ ينادي كل مار، ليقص عليه سيرة من مروا من أمامه.

ويسعل: كأنه الوقت. لكن، من لديه قلب ليسمع من؟ . أمهات. مساطر. صلوات. أبواق أفلام بالأبيض والأسود. محايات بنكهة الفراولة.

أذكر سماء زرقاء كانت تقيم معنا. من سرق ابتسامتها؟ وأنت في كل ذكرى، جالسة؛ تحتسين قهوة البكاء. . كان الله يافعا. تناديه أنت، فيرد. يناديه أصدقاء الإمتحانات، فيجيب.

تدعو علينا أمهاتنا بهلاك ومصائب سوداء، فيصطنع الإنشغال. كيف كبر الله إلى سن القسوة هذه؟ .

أسماك ألعابنا الكفية، كانت حقيقية. ندهس زرا، فتشكرنا، وتطير. الضفادع الخضراء الصغيرة، كانت تفتح أفواهها لي بسعادة.

هل تقاعد سوبر ماريو، أم اغتنى من بيع النجوم، فاستغنى؟ وأنت تشربين فنجان قهوة؛ كأن الحياة لا تعنيك في شيء. . أذكر أيضا أن قطط الشوارع كانت محترمة. عندما نتعب من الركض خلفها، تنتظرنا، كأخوات صغيرات، لنستريح، فنكمل. التلفاز كان ينام مبكرا، ويذهب للعمل في موعده كل صباح.

كيف لم ننتبه لحقه في الإجازات الأسبوعية؟ فساتين. مقصات بلاسيكية. ملصقات دفاتر. صمغ. مقابل معاطف بيضاء. مشارط جراحة. علامات تحذير. مهدئات. . في كل عيد، كان يقتلني كل فتيان الحي. بانج بانج .. لا أسقط أرضا. الرصاص الصادق لا يقتل الأطفال. لم أمت؛ ولم يلق القبض عليهم أبدا.

كيف أصلب الآن دون رصاصة واحدة؟ وأنت، تدفنين طفولتك مع كل رشفة قهوة. . والآن .. يجلس كل واحد منا ومنكم، ينظر للوقت. يعد على أصابعه مثل تلميذ متفوق: كم خيبة صنع في حياته. وكم كانت كذبات الطفولة أصدق، من الأغنية والقصيدة اللتين كانتا، في أول هذه القصيدة.

تنتظرانك. وأنت تحتسين قهوتك، كأن العالم لم ينته بالفعل. . "قهوة مرة بأصوات الطفولة"